جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الحج والحجاب والشعراوي.. الجانب الديني في حياة شادية

شادية
شادية

يصادف اليوم 8 فبراير من عام 1931 ذكرى ميلاد "دلوعة الشاشة" الفنانة شادية، واسمها الحقيقي فاطمة كمال الدين أحمد شاكر،، والتي ولدت بالحلمية الجديدة بالقاهرة، لأم مصرية من أصل تركي وأب مصري الأصل كان يعمل مهندسًا زراعيا بالمزارع الملكية، وكان ترتيبها الخامسة بين إخوتها حيث يكبرها أشقاؤها محمد وسعاد وطاهر وعفاف، وترصد "الدستور" في السطور التالية الجانب الديني في حياة شادية.

-مسرحية واعتزال

قبل تقديم شادية لمسرحية "ريا وسكينة" كانت تشعر بأنها أدت مهمتها على أكمل وجه، لذلك كانت ترغب في الاعتزال، خاصة أنها بدأت مرحلة الكسل ولم يكن هناك شيء يعجبها في تلك الفترة، تلقت شادية اتصالا من المخرج حسين كمال يخبرها بنيته تحويل رواية "ريا وسكينة" إلى مسرحية، لكنها ضحكت وأخبرته بنيتها الاعتزال، وأمام إلحاحه على أن تشاركه العمل الفني، طلبت منه إرسال النص، وحينما قرأتها لم تكن تفكر سوى في كيفية تقديم دورها في المسرحية.

بعدها تم الاتفاق على تقديم المسرحية لمدة 4 أشهر، وكانت في وقتها تعود شادية من المسرح في الثالثة والنصف صباحا، وهو ما كان يجعلها تصلي الفجر الذي لم تكن تصليه، بحسب حديث سابق لها، وهنا بدأت تتبلور فكرة الاعتزال عندها، حيث شعرت أن عملها لم يكن يترك لها وقتًا للصلاة وقراءة القرآن، وفي تلك الفترة واظبت على صلاة الفجر، وكانت توقظ والدتها من أجل أدائها، وبعدها تقرأ القرآن وتبكي، كما شعرت برغبة في أداء فريضة الحج

وفي تلك الفترة، كان على شادية أن تسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء جراحة، فقررت أن تنتهي من المسرحية، وبعدها تسافر للجراحة وتعود لأداء العمرة، خاصة أن موعد الحج لم يكن قريبًا وتلّقت حينها اتصالًا من أجل تقديم أغنية عن المولد النبوي، فوافقت على الفور، وشعرت أن الله يرسل إليها أمورا جميلة، مشيرةً إلى كونها "لم تشعر بأمان مثلما شعرت وهي تغني الحفلة".

-ارتداء الحجاب ولقاء الشعراوي

وأدت بعدها شادية العمرة والحج، لكنها وجدت أن القلق لا يفارقها ولم تعد لديها القدرة على حفظ كلمات أعمالها، كما أن الكلمات التي كانت تعرض عليها لم تكن تعجبها، واتصلت شادية حينها بشقيقها، وأثناء الحديث قال لها "انتي عايزه تتحجبي"، وهو ما جعلها في اليوم التالي تجري اتصالا بالشيخ الشعراوي من أجل لقائه.

ذهبت إليه وهي ترتدي الحجاب، وأخبرته أنها كانت قد قطعت عهدا على نفسها بتقديم أغانٍ دينية "لتشكر الله على نجاحها وسترها"، ولكنها لم تعد تستطيع حفظ الكلمات، كما لم تعد ترغب في الغناء، وكشفت للشيخ أنها تريد ارتداء الحجاب والجلوس في المنزل، فسألته هل تخليها عن عهدها "حرام"، وهو ما أجاب عنه الشعراوي بكونها "فعلت ما هو أحسن من الوعد".