جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«بسبب الخطيب».. حمدي الكنيسي يكشف كواليس صدامه مع «المايسترو»

حمدي الكنيسي
حمدي الكنيسي

يملك الإذاعي القدير حمدي الكنيسي في دفتر أحواله العديد من الحكايات السياسية والإعلامية والفكرية وأيضا الرياضية، لكن وسط هذا الزخم لا تخلو أحاديثه المكتوبة والمسموعة والمرئية، من متلازمتين يكررهما فخرًا وفرحًا، الأولى نبوغه الأدبى المبكر الذى كان سببًا فى تميزه خلال عمله الإعلامى، والثانية تفوقه الرياضى الذى قاده لاحقًا لعضوية مجلس إدارة نادى الأهلى، فى تجربة يصفها بأنها واحدة من أخصب فتراب حياته.. فماذا عن هذا الوجه الرياضى الآخر الذي يمتلكه "الكنيسي"؟

يكشف القناع عن ذلك في أحد حواراته الصحفية قائلا: بعد عودتى من تغطية حرب أكتوبر صعدت إلى القمة وصرت كما النجوم فى السماء، حيث كرّمنى الرئيس السادات وأثنى على مجهودى، وطلب ترقيتى، لكنى رفضت تلك الترقية بسبب رغبتى فى تأسيس نقابة للإعلاميين، وأذكر أننى عرضت عليه الفكرة فوافق وأعطى أوامره، لكن تاهت الأمور وسط زحمة الأوراق لاحقًا.

خلال تلك الفترة اخترقت بثقافتى جدران نادى الأهلى، فبدأت فى إقامة ندوات ثقافية وفكرية أحدثت صدى وبريقًا دفع الأعضاء لمطالبتى بالترشح فى الانتخابات، وبالفعل خضت هذا المعترك ونجحت حاصدًا أعلى الأصوات، وبقيت عضوًا فى المجلس لعدة دورات متعاقبة.

خلال دورتى الأولى بالمجلس دخلت فى صدام مبكر مع المايسترو صالح سليم بفعل بعض القرارات، فهو كان صاحب فلسفة خاصة فى الإدارة لم تتوافق فى أحيان كثيرة مع آرائى.

أذكر أن الصدام الأول بدأ حين أرسلت له جريدة «الجمهورية» دعوة لحضور حفل تكريم «أفضل لاعب»، وكان الاختيار حينها من نصيب الكابتن محمود الخطيب، لكنه رفض الحضور، فناقشته طالبًا منه الحضور، خاصة أن اللاعب المكرم ابن من أبناء النادى، لكنه لم يُلقِ بالًا لطلبى.

وهكذا كانت العلاقة بينى وبينه شدًا وجذبًا، لكنها مغلّفة باحترام كبير، حرصًا على مصلحة الكيان، وقد ظل هذا قائمًا حتى الدورة التى غادرت فيها المجلس حين تم إسقاطى.

وحدث أنه فى يوم انعقاد الجمعية العمومية الخاصة بالانتخابات كانت كل المؤشرات تُبشر بنجاح ساحق لى، لكنى فوجئت وقت إعلان النتيجة بسقوطى، وحينها احتددت بقوة على القاضى المشرف على الفرز، وبعد سجال وجدال متبادل، طالبنى بعض الأعضاء بالتوجه إلى قسم قصر النيل لتحرير محضر إثبات حالة، فرفضت الاستجابة لمطلبهم لأننا تعودنا فى الأهلى على قاعدة أرسيناها، وهى عدم «نشر غسيلنا» على الملأ.

وللعلم، بعدها بسنوات تعرضت لموقف مشابه، حين أبعدنى «الحزب الوطنى» عن ملعب السياسة فى عام ٢٠٠٥، وتعمد إسقاطى فى الانتخابات نتيجة معارضتى لكثير من القرارات التى كان يتم اتخاذها وتمريرها.