جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

لمواجهة إيران .. 4 عوامل تؤثر على التعاون بين إسرائيل والدول الخليجية

 التعاون بين إسرائيل
التعاون بين إسرائيل والدول الخليجية

لدى إسرائيل ودول الخليج مجموعة مصالح مشتركة فيما يتعلق بمواجهة إيران وتهديداتها، خاصة فيما يتعلق بالرغبة في كبح طموحاتها للهيمنة الإقليمية وحصولها على قدرة نووية، وإحباط هجماتها من جبهات مجاورة بواسطة وكلائها، أو بصورة مباشرة من أراضيها.

تركز إسرائيل على المشروع النووي الإيراني، وعلى التهديدات التي تعمل إيران على ترسيخها ضدها على حدودها ومن جبهات أبعد، فيما تتخوف دول الخليج من تهديد مباشر لأنظمتها على خلفية جهود إيران التآمرية، وخصوصاً من ناحية السكان الشيعة في أراضيها، بالإضافة إلى المخاوف التقليدية من الهجوم من وكلاء إيران على المصالح الخليجية.

عدد من العوامل يمكنها أن تؤثر على العلاقات الإسرائيلية الخليجية فيما يتعلق بالملف الإيراني يمكن رصها في النقاط التالية:

الهجمات: بينما تعمل إسرائيل على ضرب المواقع الإيرانية في سوريا ولبنان فضلاً عن هجمات منسوبة لإسرائيل ضد المواقع الإيرانية في العراق فإن الدول الخليجية لاتزال لا تدخل في مواجهات مباشرة مع إيران، وهو من شأنه أن يرفع من درجة التعاون بين إسرائيل والدول الخليجية، بيد أن إسرائيل هي التي تهاجم.

الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط: وهو ما يعتبر عاملاً مهماً للجانبين الإسرائيلي والخليجي، ولايزال الجانبان ينتظران سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن في هذا الشأن، وفي الوقت نفسه فإن هناك من ينظر أن العلاقات بين إسرائيل والدول الخليجية تعتبر بديلاً عن الانسحاب الأمريكي من المنطقة، فكلما ازداد الخروج الأمريكي ازدادت أهمية العلاقات مع إسرائيل.

مفاوضات النووي: فيما يخص المفاوضات بين الإدارة الأمريكية وإيران حول الاتفاق النووي، فإن إسرائيل ودول الخليج يريدان أن تتشاور إدارة بايدن معهم وألّا تفاجئهم بخطواتها حيال طهران، حيث تسعى إسرائيل لحوار بنّاء وحميم مع الإدارة، في مركزه المسألة النووية، وهو ما يمكن اعتباره عاملاً إضافياً في العلاقة بين إسرائيل ودول الخليج، بيد أنه حالياُ فإن إسرائيل هي الأقرب للإدارة الأمريكية من الدول الخليجية.

التفوق النوعي العكسري لإسرائيل: مع احتمال أنضمام دول جديدة ستنضم إلى دائرة التطبيع وعلى رأسها السعودية، ستطلب من الولايات المتحدة الحصول على منظومات سلاح متطور من نوع طائرات أف-35 ومسيّرات مسلحة، على غرار التي قُرِّرت في الاتفاق بين إسرائيل والإمارات لمواجهة التهديد الإيراني، وهو ما يجعل إسرائيل تتخوف من سباق تسلح إقليمي، وتعطي المحافظة على تفوقها العسكري أهمية خاصة حيث تقدّر أن احتمالية استخدام دول الخليج لهذا السلاح ضد إيران منخفضة للغاية، ومن غير الواضح حتى الآن كيف سيتعامل "بايدن" مع هذا الملف وتأثيره على إسرائيل.