جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

السودان: إثيوبيا دخلت «الفشقة» بعصابات ثم الميليشا والآن بجيشها

ميليشات اثيوبيا
ميليشات اثيوبيا

أكد الدكتور معاذ تنقو رئيس مفوضية القومية للحدود بالسودان، أن الوجود الإثيوبي في منطقة الفشقة في شرق السودان، كان بعصابات "الشفتة" أولا، ثم تطور إلى ميليشا، والآن دخل الجيش الإثيوبي نفسه في هذه المنطقة، مشددا على أنه في مختلف المفاوضات والمناقشات مع الجانب الإثيوبي، لم يتم أبدا بحث أي نزاع حدودي بين البلدين، فأرض الفشقة "سودانية مائة في المائة".

ودُشنت مساء اليوم السبت "مبادرة القطاع الخاص لدعم وإسناد القوات المسلحة"، بحضور رئيسي مجلسي السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والوزراء الدكتور عبد الله حمدوك.

وقال الدكتور معاذ تنقو - في كلمة عرض خلالها لمحة عن الحدود السودانية الإثيوبية - إن حدود السودان مع إثيوبيا من الحدود القديمة قدم التاريخ، لافتا إلى أن الحدود الحديثة مع إثيوبيا بدأت بالتفاوض مع الأمبراطور الإثيوبي منليك، الذي قدم مطالبات محددة، في أن يُمنح كدولة مسيحية وحيدة في القارة الأفريقية، بعض الأراضي الزراعية السودانية، وبالفعل استجابت بريطانيا لتلك المطالب، وصيغت اتفاقية بتحديد تلك الحدود، وقعها ملك ملوك الحبشة بنفسه، ثم كونت لجنة لوضع العلامات على هذه الحدود، وهذه اللجنة عملها في عام 1903، وكانت برئاسة الرائد جوين.

وعرض تنقو الخريطة الأصلية للحدود بين السودان وأثيوبيا، وفيها العلامات التي وضعتها لجنة الرائد جوين، لكنها كانت علامات متباعدة، مشددا على أن أثيوبيا اعترفت أكثر من مرة بتلك النقاط، وهذا الخط.

وأوضح أنه تم تشكيل لجنة سودانية إثيوبية، لوضع علامات إضافية، وفي عام 1973 اعتذرت إثيوبيا عن إتمام العمل، لافتا إلى أنه تقرر وضع علامات كل اثنين كيلومتر، بدلا من 25 كيلومترا، ورفعنا الأمر في عام 2011، للجنة السياسية، وصادق رئيسا البلدين على هذه العلامات، لإتمامه على الأرض.

وأكد أن تلك المنطقة سودانية، وقامت الدولة بتوزيعها للحيازات على المزارعين منذ الستينيات، وبدأت التعديات الاثيوبية بثلاثة مزارعين في عام 1957.

وقال إن الإثيوبيين يتحججون بمادة في مذكرة تفاهم تقول بالحفاظ على الوضع الراهن، وبالتالي على السودان القبول بالوضع الحالي، لكن في الحقيقة هناك تعمد من الجانب الإثيوبي ألا ينظر في النصوص الأخرى، حيث التزمت أولا بتخطيط ووضع العلامات الحدودية، والمادة الثالثة تحدثت عن وجود المزارعين الاثيوبيين في الأراضي السودانية، وتتحدث عن التزام إثيوبيا بمنع مواطنيها من الدخول في أراضي السودان، وأن تحافظ إثيوبيا على خط التمييز الذي تم وصله في عام 1973، والذي فصل بين نحو 50 مزارعا إثيوبيا والمزارعين السودانيين، حيث لم تمنع إثيوبيا مواطنيها من الدخول في أراضي السودان، ولم تمنع تكاثر حيازاتهم، بل ساعدت بصورة ما عصابات "الشفتة" أن يطردوا المزارعين السودانيين من القرى.

وأضاف أنه حتى عام 1974 كان الإثيوبيون موجودين في الفشق الكبرى فقط، ولم يكن لهم وجود في الفشقة الصغرى، وبعد ذلك تم احتلال غالبية الحيازات الزراعية السودانية، بواسطة الإثيوبيين، حتى دخل الآن الجيش السوداني إلى هذه المناطق وعاد إلى معسكراته القديمة، والتي أنشأها السودان، في عهد الديمقراطية الثانية، إبان حكم رئيس الوزراء الراحل الإمام الصادق المهدي.

وأضاف أنه بعد اعادة انتشار الجيش السوداني في مناطق أخرى في عام 1995، بدأ الإثيوبيون في الدخول إلى المنطقة من خلال "الشفتة"، ثم الميليشيا، ثم الآن دخل الجيش الاثيوبي نفسه في هذه المنطقة، مشددا على أنه أثناء عمل اللجان الميدانية في عام 2010، لم يكن للجيش الإثيوبي أي وجود في تلك المنطقة.

وكان تدشين مبادرة القطاع الخاص لدعم وإسناد القوات المسلحة، بدأ بعزف السلام الوطني لجمهورية السودان، تلاه تلاوة آيات من القرآن الكريم، وأكدت ممثل اللجنة العليا للمبادرة خلود حسين، ضرورة الوقوف صفا واحدا خلف القوات المسلحة، بعد إعادة انتشاره في بقاع شرق السودان، مشددة على أن كل قطاعات المجتمع الخاص، احتشدت خلف القوات المسلحة، للدعم معنويا قبل الدعم المدني.

وتحدث ممثلون عن مختلف قطاعات مجتمع الأعمال الخاص في السودان، فأكدوا ضرورة الوقوف خلف القوات المسلحة في هذه المرحلة التاريخية من تاريخ البلاد.