جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أجافيا.. قصة تشيخوف عن اللا مقبول

تشيخوف
تشيخوف

أجافيا.. واحدة من قصص تشيخوف التي يصف فيها ضعف النفس البشرية وتقلباتها، حيث ترك المتاح والمقبول إلى اللا مقبول بداية من الراوي الذي ذهب إلى الأحراش، لكى يصطاد السمك ليس بقصد الصيد.

لكن بقصد التسكع، فيلتقى الشاب سافكا وهو شخص غريب الأطوار، قوى مفتول العضلات يستطيع جر شاحنة، إلا أنه لا يحب العمل، يترك أمه تتسول فى الشوارع دون أن يقوم بعمل مفيد يتكسب منه قوت يومه، يعيش فى الأحراش ليصطاد السمك ببندقية الرش ويصطاد الطيور بيده، وإذا شعر بالملل يركض ثم يعود إلى الخص الذى يقيم فيه هو وكلبه.

بينما كان بطل القصة الذى لم يخبرنا تشيخوف عن اسمه يجلس مع سافكا، سمعا صوتًا يوحى بأن شخصًا يعبر النهر، لقد كانت أجافيا الشابة التى تزوجت المحولجى الوسيم منذ عام تقريبّا التى انزعجت حين رأت الرجل مع سافكا، فقال لها سافكا: "لا تقلقى هو يعلم أنك ٱتية ويعرف سبب مجيئك ولن يخبر زوجك، شربت أجافيا الخمر مع سافكا، قرر الغريم أن يتركها، إلا أن سافكا سبقه وانصرف خلف صوت بلبل كى يصطاده، فقالت أجافيا: "زوجى سيرجع فى القطار، ولما هما بالانصراف عاد سافكا فشربت معه الخمر مرة أخرى فما عادت تدرى من أمرها شيئًا، وفى الصباح تحرك الثلاثة نحو القرية فرأوا الزوج يبحث عن زوجته أجافيا التى تعاملت مع الأمر بحذر فى بداية الأمر، ثم انطلقت نحو زوجها، أنهى تشيخوف قصة بهذه النهاية المفتوحة ليجعل القارئ يتخيل ما هو ٱت.

هل سيعاقبها أم أنها ستقدر على خداعه بقصة مختلقة تمكنها من النجاة والذهاب فى وقت عمله إلى سافكا المتسكع، الذى تحبه نساء القرية، رغم تعامله معهن باحتقار كما وصف تشيخوف فى قصته، بل اعتبر أن هذا الاحتقار هو الذى يدفعهن إليه دفعًا، تأكيدًا على فكرة اللا مقبول الذى يميل إليه الإنسان أحيانا كنوع من الرفض لكل ما هو منطقى فى الحياة.