جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

فاطمة «دوج انفلونسر»: الكلاب كالأطفال تحتاج إلى طبطبة (فيديو)

دوج انفلونسر
دوج انفلونسر

"الطوق، والعصا، والضرب الغير مبرح" هي الأدوات التي تتبادر إلى ذهن كل من يرغب في تدريب كلبه الخاص على مهارة جديدة، حتى أن الأشخاص المبتدئين في تربية الكلاب يحفظون هذه النصائح التي يرددها عليهم الأكثر خبرة في هذا المجال، لكن فاطمة دعبس ضربت بهذه الطرق القديمة عُرض الحائط، واتجهت لأسلوب يعتمد على احترام الكلاب، والتعامل معهم بالتحفيز والثواب، تمامًا كالتربية الحديثة المنضبطة للصغار.

تقول فاطمة، إن بدايتها في مجال تدريب الكلاب بدأت بعد تخرجها من كلية إعلام عام 2009، وتنقلها بين الأعمال حتى استهواها عالم الحيوانات وخاصة الكلاب كونهم الكائنات الأكثر براءة، موضحة "اشتغلت فى أكاديمية كبيرة ذات صيت فى منطقة العبور لتدريب الكلاب، وجدت أن القائمين عليها يهتمون بالربح على حساب التعامل الآدمي مع الكلاب، كانوا يرهبون الكلاب ويعلمونهم بطرق عرفت فيما بعد أنها الشائعة في مصر".

- تدريب بالإجبار

لاحظت "الدوج انفلونسر"، أن المدربون لا يستغنون في تدريباتهم عن الأطواق والضرب والطرق التقليدية التي رصدت نتائجها خوف ومرض الكلاب بالاكتئاب، وتابعت"جاءت أكثر من شكوى من عملاء أن كلابهم ترفض القيام بما تعلمته بمجرد رجوعها المنزل، ولا تنفذ هذه التدريبات إلا بوجود المدرب، وهذا يعني أنها تنفذها كراهية وخوف، وأن هذه الوسائل القديمة في التعليم غير مجدية".

تركت فاطمة عملها، وتفرغت للتعلم عن طرق حديثة تُدرب بها الكلاب، وجدتها لدى البريطانيين، والألمان، والأمريكان، حيث يعلم المدربون الكلاب في هذه البلدان بمناهج واضحة تعتمد على الثواب والتشجيع ومعاملة الحيوانات بصبر تمامًا كالأطفال، واستلهمت طريقتها من امرأة انجليزية تدعى فيكتوريا لديها قناة على موقع " يوتيوب"، تقدم تعليمات مدروسة بخصوص هذا المجال الواسع.

و وجدت أن التدريب لا يحتاج لمكتب أو شركة، بل الأفضل الذهاب إلى المنازل وتدريب الكلاب بها، فهي المكان الأكثر أمانًا لهم، تقول: "قررت أتخطى العيوب التي رصدتها خلال عملي، وأتابع مع العملاء السلوكيات السيئة للكلاب، وأعلمهم كيف يتعاملون مع حيوانهم الأليف بشكل ودود بعيدًا عن العنف".
- التشجيع.. الطريقة البديلة لتدريب الكلاب

تؤمن فاطمة بما يقوله العلماء "أنه على الرغم من عدم قدرة الكلاب على التحدث بالكلمات، لكنها ذكية وتفهم الكثير منها، كما أنها تجلس، وتلتقط ما يُقذف لها، وتصافح وتحتضن، وتستجيب لمداعبات أصحابها من البشر كل يوم"، وشرحت أن بداية التعلم مع صاحب الكلب نفسه، حيث تبدأ باقناع الراغبين في تدريب كلابهم بالطرق التقليدية، بأن ترسيخ مفاهيم معينة في الأطفال تحتاج إلى وقت، وإلا سيتركوها مع أقرب فرصة، وهكذا الكلاب أيضًا.

وتابعت: "الكلاب تفقد الثقة مع من يضربها، والإيد اللي تتمد بالضرب على الكلب لايمكن يثق في طبطبتها عليه، في كلاب كبيرة لما حد بيطبطب عليهم بتنكمش برأسها لأنها فقدت جزأ من شخصيتها مع اليد المعنفة، ومن هنا نعرف أن هذا الكلب يتم تعنيفه".

وأضافت بشيء من التفصيل: "على سبيل المثال الكلب بيحب الفراخ، ولتعليمه مهارة ما، أبدأ بالإشارة بيدي، وأقول اسم الطلب مثل "اجلس Set"، وبعدها اقدم له المكافأة، فيبدأ الربط ما بين الطاعة وتنفيذ الأمر وبين المكافأة دون طوق أو صوت عالٍ"، وفي حال ممارسة كلب ما سلوك مرفوض مثل العصبية، وكثرة العض في أدوات بالمنزل يصبح التدريب من خلال الإلهاء عن هذا السلوك، وتبديله بآخر، مثل الطرق على شيء ما أو التصفيق، لتنبيهه، "بعدها أرمي له طوق، أو أشاور له على شيء آخر، ومع الوقت سينسى السلوك القديم ويستبدله بالجديد"، بحسب ما قالت.

تطمح فاطمة إلى أن يصبح احترام الكلاب هو السلوك السائد في الشارع المصري، وإذا لم ينجح الأشخاص في حبهم والعطف عليهم على الأقل لا يأذوهم "الكلاب تشعر تمامًا مثلنا، وحتى عصبيتها في أوقات قليلة تكون نتيجة سلوك البشر العنيف ضدها، لذلك علينا تغيير هذه المفاهيم الغير إنسانية، والعدول عنها بالرحمة والخير".