جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بعد تحور الوباء.. روشتة طبية للوقاية من فيروس كورونا

كورونا
كورونا

عاد فيروس كورونا المستجد للتوغل بشراسة من جديد مع قدوم فصل الشتاء ليضرب مئات الآلاف حول العالم يوميًا، ففي مصر بدأت ترتفع إصابات الوباء، فيما فوق الألف إصابة يوميًا مع محاولات الحكومة فرض سيطرتها من خلال اتخاذ الإجراءات الاحترازية الوقائية؛ للحد من تفشي (كوفيد-19)، الأمر الذي جعل معدل الإصابات ينخفض، مقارنة ببقية دول العالم.

وحذر الدكتور أشرف الفقي، استشاري الأبحاث الإكلينيكية والمناعة، من التحور الجديد لفيروس كورونا من الممكن أن ينتج عنه إصابات في شرائح عمرية مختلفة عن الموجة الأولى، فكانت الشرائح العمرية الأكثر عرضة للخطر هما كبار السن، لكن من الممكن أن يطوق الخطر جميع الفئات.

أضاف أن تحور الفيروسات ليس جديدًا، وأن هذا التحور أصبح أكثر سهولة في الانتشار، مضيفًا أن التحورات بجسم الفيروس حدثت في 20 منطقة داخلة، منها مناطق غير مهمة للفيروس، منها في مناطق مهمة تخص بروتينه التاجي، وهو المنوط به الالتحام مع الخلية البشرية وخرقها وإصابتها، والمؤشرات تبين أن هذا الالتحام قد يكون أكثر شدة، ما ينتج عنه إصابات شرائح عمرية على عكس الفترة السابقة.

طبيب بحميات أسوان: الموجة الثانية أشد شراسة
قال الدكتور سامح سمير، طبيب بمستشفى حميات أسوان، إن الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد أشد شراسة من الموجة الأولى، سواء في أعراضها التي أصبحت تصيب الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي أيضًا، أو تكون أعراضها غير ظاهرة ولكن يمكن لحاملها أن ينقل العدوى للأخرين.

وشدد سمير، لـ"الدستور"، على ضرورة اتخاذ الحذر الكامل في هذه الفترة مع زيادة أعداد المصابين بالفيروس، مضيفًا أن الوباء انتشر في مصر مع نهاية الشتاء في مارس ووصلنا لعدد إصابات مهول، امال دلوقت مع دخولنا فصل الشتا دي ذورة الفيروس والإعداد ممكن توصل الآلاف لو مش اتخذنا الحذر".

وأضاف أن المريض لا يجب أن يتجه لإجراء المسحة أو عمل الاشعة المقطعية أو تحاليل الدم في اليوم الثاني لشعوره بفقدان حاسة الشم على سبيل المثال، بل يجب عليه أن يلتزم العزل المنزلي لمدة 8 أيام واذا تفاقمت الأعراض يبدأ في استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة للتيقن أنه مريض كورونا بالفعل، "الوهم والرعب أصبح المسيطر على الكثيرين".

وتابع سمير أن مجرد فقدان حاسة الشم والتذوق أو ارتفاع درجات الحرارة لا يعني الاصابة بكوفيد، بل يجب أن يكون هناك مؤشرات أخرى مثل أن ينخفض معدل الأكسجين في الجسم فالمعدل الطبيعي يبدأ من 93% فما فوق إذا انخفض نبدأ في اتخاذ الإسعافات اللازمة، لذا بالتزام المنزل مجرد الإحساس بأي عرض مختلف هو الحل الاسلم لمنع تفاقم باقي الأعراض.

واتفق معه الدكتور وائل منسي، طبيب مكافحة عدوى، حيث أكد أن الأعراض التي يصاب بها المصابين بفيروس كورونا المستجد أصبحت أشد صعوبة وضررًا مع الموجة الثانية لفيروس كورونا التي أصبحت تهاجم الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي للمريض، ومن الممكن أن تصيب جهازه الهضمي فقط فلا يشعر أنها كورونا إلا بعد دخوله في مرحلة الخطر لذا لابد من الحذر الشديد والتزام المنزل وتجنب الخروج إلا في أضيق الحدود.

أوضح منسي، لـ"الدستور"، أنه يجب الالتزام بارتداء الكمامات في حالة الخروج ويجب أن تكون المنامة ذات الاستخدام لمرة واحدة "تلاقي الناس بتلبس الكمامة كل خروجة متعرفش انها خطر ومجرد ما يرجع لازم يقطعها ويرميها بعد ما يعزلها في كيس أو أي حاجة تمنع الاصابة منها".

وشدد على ضرورة الامتناع عن التدخين في الوقت الحالي لأنه يجعل صاحبه أكثر عرضه للإصابة بخطر فيروس كورونا مهما كان فئته العمرية، مشددًا كذلك على ضرورة عدم أخذ أي مضادات حيوية دون الرجوع للطبيب، خاصة أنها لن تفيد حالة الإصابة بـ(كوفيد -19) لأنه فيروس والمضادات الحيوية الميكروبات فقط.

وتابع أن هناك فئات يجب أن تمتنع عن الخروج من المنزل في الوقت الحالي، فالمريض بكوفيد أو من يعاني من أعراض شبيه بأعراضه، وكذلك الفئات العمرية الأكبر سنًا أو المصابين بأمراض مزمنة أو حالات صحية قد تجعله أكثر عرضة للخطر.

وفي تصريح سابق للدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد بجامعة شابمان بالولايات المتحدة الأمريكية، أكد أن عدد الحالات النشطة لفيروس كورونا في مصر قد يصل إلى 25 ألف حالة بحلول يناير من عام 2021، إذا استمر المواطنون في عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات، خاصة أن وضع انتشار فيروس كورونا في الوقت الحالي أصبح ومطابق لما كان يحدث في 16 مايو، أي أن الإصابات قد تستمر في الزيادة، وقد تكسر مصر حدة الجائحة.