جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

تقرير: آلاف الأطباء الأتراك هاجروا إلى أوروبا هربًا من الواقع المعيشي

جريدة الدستور

كشف تقرير لموقع "بلقان إنسايت" الأوروبي، أن آلاف الأطقم الطبية في تركيا هاجرت إلى أوروبا، وبشكل خاص إلى ألمانيا، في الفترة الأخيرة هربا من الواقع المعيشي المرير في البلاد، الناتج عن تدهور الأحوال الاقتصادية والتي ازدادت سوءا نتيجة انتشار جائحة كورونا، وللبحث عن فرص عمل بعد أن أصبح عملهم مهددا في ظل تصاعد أعمال العنف ضدهم.

وأشار التقرير، إلى أن آلاف الأطباء الأتراك يعملون في ظروف سيئة للغاية، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي تواجهها أنقرة، وفشل الحكومة في توفير الحماية والدعم لهم مع تفشي وباء كورونا بشكل كارثي في البلاد، مضيفا أن هناك ضغوط مستمرة ومعدلات عالية من العنف ضد العاملين في المجال الطبي.

وأوضح التقرير أن رواتب الأطباء تعد متدنية للغاية خصوصا بالنظر إلى الظروف "اللاإنسانية" التي يعملون بها، وتجاهل حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان مطالبهم في زيادة الرواتب وتوفير سبل الحماية لهم، لا سيما مع تفشي فيروس كورونا في المستشفيات التركية وارتفاع خطر تعرضهم للعدوى.

وقال أحد الأطباء الذين غادروا تركيا للعمل في ألمانيا، في حواره لـ"لبلقان إنسايت": "الظروف هنا (ألمانيا) مختلفة تماما عن الوضع في تركيا، لدي الحق في الإجازة، وراتبي مرض، ولا يوجد أي عنف تقريبًا ضد العاملين في المجال الطبي، ولكن في تركيا الرواتب ضئيلة للغاية والحكومة كانت لا توفر لنا أي دعم أو حماية في مواجهة الوباء".

جولان بيريفان جوك، طبيب آخر وممثل لشركة GOBIN Personal في تركيا، قال للموقع "الأطباء الأتراك يغادرون البلاد لأنهم يعتقدون أنه لا توجد خيارات أخرى لهم ولأسرهم"، مشيرا إلى ظروف العمل السيئة والاقتصاد غير المستقر ومعدلات العنف المتزايدة ضد العاملين في المجال الطبي.

ونقل الموقع عن طبيب تركي يعمل في مستشفى عام في إسطنبول ويبلغ من العمر 38 عامًا، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله: "في مستشفى عام في إسطنبول: لقد تلاشت رواتبنا بسبب الأزمة الاقتصادية ولم تعد كافية لمواصلة حياتنا. لا أريد أن أربي أطفالي في مثل هذا البلد شديد الاستقطاب الذي لا يوفر أي آفاق للمستقبل".

وأضاف: "العمل كطبيب كان بالفعل صعبًا بدرجة كافية في تركيا، وخلال أيام الوباء قرر العديد من الأطباء مغادرة البلاد بسبب سياسات الحكومة الفاشلة".

وبحسب فيدات بولوت، أستاذ الطب وعضو مجلس إدارة الجمعية الطبية التركية، يغادر ما يقرب من 80 طبيبًا تركيًا في المتوسط البلاد كل شهر، مشيرا إلى أن الأطباء الأتراك يتمتعون بتقدير عالٍ في الخارج، بينما لا يحصلون على هذا التقدير في بلادهم.

وفقًا لغرفة الطب في إسطنبول ITO، بين مايو 2012 وأبريل 2018، كان هناك أكثر من 6 آلاف و800 حالة عنف ضد العاملين في المجال الطبي، العديد منها لفظي ولكن حوالي 30 % كان جسدي، لافتا أن تلك الأرقام تضاعفت في عام 2019، ولا تزال في تزايد مستمر.