جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

واشنطن تُخفض بعثتها الدبلوماسية في بغداد.. والسبب «قاسم سليماني»

قاسم سليماني
قاسم سليماني

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن الحكومة الأمريكية قررت إجراء سحب جزئي لموظفيها العاملين في سفارة واشنطن ببغداد، دونما إفادة من الخارجية حول عدد من سيتم إجلاؤهم.

ونقلت الصحيفة عن مسئولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، رفضوا التعريف بهم، أن هذا الإجراء سينفذ خلال الأسابيع الأخيرة قبل انتقال السلطة من ترامب إلى بايدن، وذلك على ضوء التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط بعد اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة، قبل أيام، وما صحبه من تصاعد دعاوى الانتقام من جانب طهران وحلفائها ضد أهداف غربية في المنطقة.

وأشارت إلى أن مصادر بالإدارة الأمريكية بررت هذا الإجراء؛ بأنه ضرورة لما وصفوه بـ«الحد من المخاطر التي قد يتعرض لها الموظفون الأمريكيون في السفارة ببغداد إلى ما بعد الثالث من يناير 2021، الذي سيوافق الذكرى السنوية لمقتل القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني، قبل عام في هجوم نفذته طائرات أمريكية مسيرة رصدت سليمانى قرب العاصمة العراقية في الثالث من يناير عام 2019».

ونقلت الصحيفة عن مسئول في الخارجية الأمريكية، قوله:«نحن في وزارة الخارجية الأمريكية نُجري تعديلات دائمة على عدد دبلوماسيينا وموظفينا العاملين في السفارات والقنصليات حول العالم، على ضوء تقييم الحالة الأمنية والصحية، وحتى على ضوء المناسبات والأعياد الوطنية الخاصة بدول الاعتماد»، لافتًا إلى أن السفير الأمريكي لدى العراق، ماثيو تولر، «لن يغادر كما لن يتم تعطيل العمل في السفارة أو الخدمة القنصلية الأمريكية في بغداد».

ويأتي الإجراء الأمريكي في وقت تصعد فيه إدارة ترامب خلال الأسابيع المتبقية لها في السلطة من الضغوط على إيران وحلفائها في العراق، قبيل الانتقال السياسي الذي ترتقبه واشنطن، وإعلان الرئيس المنتخب جو بايدن عزمه إعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية، والذي يضمن لطهران تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وكذلك استئناف أنشطتها النووية.

وكشفت «واشنطن بوست»، عن تهديد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، باللجوء إلى الإغلاق الكامل للسفارة الأمريكية في بغداد، التي زارها، قبل أيام، ما لم تصعد السلطات العراقية عملياتها لملاحقة الميليشيات المدعومة من إيران، وهى الميليشيات التي دأبت– حسب الصحيفة الأمريكية- على استهداف المنشآت العسكرية والدبلوماسية، بالصواريخ على مدار العام 2019، ما أسفر عن مصرع ثلاث أمريكيين وبريطاني واحد.

تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن الخارجية الأمريكية بدأت اعتبارا من مايو 2019 في تنفيذ عملية تقليل "ليست لأغراض الطوارئ" لعدد موظفيها العاملين في السفارة ببغداد نتيجة الاستهدافات الصاروخية، ومنذ مايو 2019 دار العمل في السفارة الأمريكية فى بغداد بعدد أقل من الموظفين والدبلوماسيين الأمريكيين.

كذلك تعرضت السفارة الأمريكية ببغداد في ديسمبر من العام الماضي لحصار استمر يومين نفذته مجموعات مسلحة موالية لإيران فى العراق، عقب قيام طائرات مسيرة أمريكية باصطياد الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى، وحليفه العراقى الأهم أبومهدي المهندس، وخلال حصارها استنفرت واشنطن قوة التدخل الطارئ الأمريكية المتمركزة في قواعد بالخليج العربي.

يشار إلى أن قوة التدخل الطارئ الأمريكية هي قوة عمليات خاصه فائقة التدربب تتألف من أمهر جنود فى مشاة الجيش والأسطول الأمريكى (مارينز) تشكلت في العام 2011، بعد تعرض القنصلية الأمريكية في بنغازي لهجوم كان ضحيته السفير الأمريكى لدى ليبيا، كريستوفر ستيفنز، و4 من الدبلوماسيين الأمريكيين.

ويأتي الإجراء الأمريكى كذلك على ضوء استراتيجية عامة للولايات المتحدة بسحب القوات الأمريكية تدريجيا من العراق، بعد تسع سنوات من وصول تلك القوات وحلفائها في الحرب على الإرهاب، لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وتنفيذ هجمات بالطيران المسير ضد معاقله، وبحلول منتصف يناير القادم سيقل عدد القوات الأمريكية الموجود فى العراق من 3000 جندى فى الوقت الراهن إلى 2500 جندى بحلول هذا التاريخ.

وفي هذا الصدد يقول الجنرال ماركميللي، رئيس هيئة الأركان المشتركة فى البنتاجون، إن الحكومة العراقية قد أبدت رغبة فى بقاء عدد محدود من العسكريين الأمريكيين على الأراضي العراقية لبعض الوقت، للقيام بمهام التدريب وإسداء المشورة العسكرية للقوات العراقية، على نحو يقلل من كلفة المواجهة مع مسلحي تنظيم الدولة.