جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

تراجع معدلات البطالة بفضل الإصلاح.. والعمل من المنزل كلمة السر

جريدة الدستور

عملت المشروعات التنموية التي جرى تنفيذها خلال السنوات الأخيرة، على خفض معدل البطالة بشكل كبير، خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث بلغت 2.3% في الربع الثالث، بحسب آخر إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

الإصلاح الاقتصادي
الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، قال إن انخفاض معدلات البطالة في يرجع إلى نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تبنته الدولة المصرية منذ عام 2016، والذي أدى إلى توفير المزيد من فرص العمل الجديدة.
وأضاف "الشافعي"، "وكذلك من خلال العديد من المشروعات القومية التي تم افتتاحها، واحتاجت العديد من الأيدي العاملة، بالإضافة إلى زيادة معدلات الاستثمارات في مصر، خاصة في فترة ما قبل ظهور فيروس كورونا، ما كان له تأثيرًا قويا في انخفاض معدل البطالة".

تداعيات كورونا
وبين رئيس مركز العاصمة، أن تداعيات فيروس كورونا كان لها أثر سلبي، وأدت إلى زيادة معدل البطالة مرة أخرى، بنسبة 9.2٪ خلال شهري مارس وأبريل بسبب الإيقاف المؤقت لحركة العمالة، وتعطل بعض المشروعات ووقف الأنشطة الاقتصادية.
ولفت إلى أنه "مع عودة فتح الاقتصاد مرة أخرى، سيكون هناك بالطبع تحسن متوقع بسوق العمل، ما يكون له الأثر على عودة معدلات البطالة إلى المعدلات المنخفضة التي كانت عليها قبل الجائحة".

ثمار النمو
وأشار الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أن انخفاض معدل البطالة، يأتس متسقًا مع معدلات النمو المرتفعة التي حققتها مصر في النصف الأول من العام المالي 20192020.

وذكر تقرير صادر عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية، أن معدلات البطالة السائدة في مصر شهدت تغيرًا خلال 2020، خاصة ظهور جائحة كورونا، بشكل ملحوظ بين الفئات ذات المؤهلات التعليمية المنخفضة، وهى ظاهرة غير معتاد مشاهدتها في سوق العمل المصرى.

تغير في النوع السائد
وأرجع التقرير هذا التغير في نوع البطالة السائدة، بسبب مستوى التعليم المنخفض بين أصحاب المؤهلات المتوسطة والمهارات المنخفضة، ما أدى إلى سرعة الاستغناء عنهم وتسريحهم من وظائفهم؛ نظرًا لسهولة تعويضهم.

ونوه بأن تراجع معدلات البطالة بين أصحاب المؤهلات العليا عكس المتعارف عليه في سوق العمل المصرى، وهو ما أظهرته الأزمة من صعوبة خروج هذه الفئات من سوق العمل، وخاصة أصحاب الخبرات المتراكمة منهم، وبالتالي فصعب الاستغناء عنهم أو استبدال مهاراتهم.

العمل من المنزل
وعمل "كورونا" على تنامي نظام "العمل من المنزل"، الذي لم يكن مألوفًا قبل حدوث الأزمة الراهنة، كما أن من يمارسونه كانوا يلاحَقون بالانتقادات، لكنه أسهم في تقليل معدلات البطالة بشكل كبير، وفي ذات الوقت، عمل على الحفاظ على صحة المواطنين، وساعدهم في الوقاية من الإصابة بالفيروس دون فقد عملهم.