جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بالأرقام.. مصر تحافظ على مكانتها بين أبرز الوجهات السياحية رغم كورونا

 الوجهات السياحية
الوجهات السياحية كورونا

حالة من الهدوء والاستقرار يعيشها الاقتصاد المصري، بعد فترة عصيبة ألمت بالكثير من القطاعات الاقتصادية في دول العالم، نتيجة انتشار فيروس كورونا منذ فبراير الماضي وتحوله إلى وباء عالمي، دفع أغلب الدول إلى اتخاذ إجراءات احترازية للغلق العام، أبرزها غلق المطارات وتقويض السياحة.

وكان لذلك أثر جمّ على القطاع السياحي، إلا أن الفترة الأخيرة التي شهدت تسطيح المنحنى الوبائي في مصر وفترة استقرار بين الموجة الأولى والثانية، استطاع قطاع السياحة إن يتعافى بعض الشيء، وتعود الحركة من جديد وذلك ما دلت عليه الأرقام الأخيرة المتعلقة بإعداد السياح في مصر.

واتساقًا مع ذلك، فقد أكد وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني أن السياحة عادت لمعدلاتها الطبيعية وأن مصر كانت من أكثر الوجهات السياحية العالمية أمانا، حيث أشارت التقارير السياحية الدولية إلى أن مصر تتمتع بأمان والعديد من السياح زاروا مصر خلال وقت كورونا وعادوا إلى بلادهم بكامل صحتهم وبدون أي إصابة.

وبالفعل فالأرقام الرسمية تشير إلى العودة التدريجية لأعداد السياح في مصر، حيث أن وزارة السياحة أعلنت مطلع نوفمبر الحالي أن أعداد السياح قدرت بنحو 85 ألف سائح في مدينتي الغردقة وشرم الشيخ منذ استئناف حركة السياحة وحتى الآن، ووصفت ذلك بأنه مؤشر جيد على تعافي السياحة المصرية.

في الأول من يوليو جاءت أول طائرة سياحية إلى مصر بعد فترة الغلق التي فرضها فيروس كورونا، حيث وقتها سمحت وزارة السياحة بنسبة إشغال 25%، ثم 50%، ثم فتح المطاعم السياحية في 3 محافظات فقط، كما فتحت السياحة الخارجية بنسبة 50٪ في ذات المحافظات.

وكانت تلك الطائرة هي رحلة سياح قادمين من أوكرانيا وكان عددهم نحو 167 سائحًا أجنبيًّا، بعد أكثر من 100 يوم من توقف حركة الطيران بين الدول بسبب فيروس كورونا المستجد، وتم استقبالهم في محافظة الغردقة بالمزمار وحفاوة في الاستقبال، وطبقت عليهم الإجراءات الاحترازية المتفق عليها.

لم تكن تلك هي الرحلة السياحية الوحيدة ولكن في مطلع سبتمبر الماضي جاءت أول رحلة سياح من بريطانيا وعلى متنها 180 راكب تم نقلهم من مطار هيثرو إلى مدينة الغردقة، كأول رحلة يتم تسييرها بين مصر وبريطانيا بعد فترة الغلق العام.

وبعد ذلك أعلنت وزارة السياحة والآثار أن هناك خمس رحلات تم تسييرها إلى مصر تحمل 900 سائح إلى مطار الغردقة الدولي تم نقلهم من خمس ثلاث وهي سويسرا وبيلاروسيا وأوكرانيا، وقد خضعوا للإجراءات الوقائية والاحترازية بشكل دقيق.

خلال فترة فيروس كورونا والغلق العام تأثرت السياحة المصرية بطريقة طبيعية حيث انخفض العائد السياحي بنسبة 11.2% خلال الربع الأول من العام 2020، لتسجل أدنى مستوى فصلي خلال العامين الماضيين، بحسب البنك المركزي المصري الشهر الماضي.

كما أن أرباح الشركة القابضة للسياحة والفنادق تراجعت بنسبة بنسبة 56% لتسجل نحو 350 مليون جنيه، مقابل 795.3 مليون جنيه، خلال العام المالي قبل الماضي، بإجمالي إيرادات 3.2 مليار جنيه.

واستئنافًا للرحلات التي تم تفسيرها إلى مصر فقد تم استقبال فوج من السائحين الفرنسيين في ثلاث محافظات سياحية، بعدما أبلغت فرنسا نظيرتها مصر بأنها سوف تستأنف السياحة إلى المدن المصرية من جديد منذ أكتوبر الماضي وحتى الآن.

وفي نفس الشهر استطاعت شركة مصر للطيران التوسع في رحلاتها ولكن بشكل تدريجي حيث وصلت الوجهات في تلك الفترة إلى 36 وجهة، بعد فترة طويلة من التوقف فرضها فيروس كورونا.

يذكر أن صندوق النقد الدولي خرج خلال أواخر أكتوبر بالماضي بدراسة من منظمة السياحة العالمية تؤكد أن جميع قيود السفر سيتم الانتهاء منها خلال ديسمبر المقبل، وستنخفض السياحة العالمية بشكل عام بنسبة 73% في العام الحالي عن مستوياتها التي حققتها في 2019.