جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«أطماعه الدنيئة أغرقته».. الأزمات تحاصر أردوغان وإعلام «الإخوان» يتجاهلها

أردوغان
أردوغان

رغم الأزمات التي خلقتها حكومة رجب طيب أردوغان في تركيا سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، إلا أن الإعلام التركي الرسمي وإعلام جماعة الإخوان المدعوم من حزب العدالة والتنمية الحاكم يتجاهلها بل يحاول تجميلها والإيحاء بخلاف الحقيقة التي لا تحجبها الشمس.

أزمة استقالة وزير المالية صهر أردوغان تفضح أبواق الإخوان
تجاهل الإعلام الحكومى التركى ومعه رديفه الإعلام القطري والإخواني خبر استقالة وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق- صهر أردوغان- منذ أيام بسبب دوره في انهيار الاقتصاد، رغم إعلانه هو نفسه عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي رغم أنها موثقة وحقيقة.

وحاولت وسائل الإعلام الإخوانية إنقاذ ما بقي من ماء وجهها إن كان موجودا بالأساس لتعلن بعدها بأيام قبول أردوغان استقالة صهره بزعم وجود أسباب صحية فقط دون التطرق إلى دوره في انهيار الاقتصاد وتقديمه كبش فداء بل والترويج إلى أن اقتصاد العالم كله يعاني وليس تركيا فقط نتيجة أزمة كورونا دون التطرق إلى دور أردوغان ووزرائه والمقربين منه في تدمير البلاد اقتصاديا.

إعلام الإخوان يتجاهل انهيار الليرة
كما تجاهلت وسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية والناطقة بلسان تركيا بجانب الإعلام القطري، الأزمة التاريخية التي تعاني منها الليرة التركية والتي فقدت أكثر من 30% من قيمتها منذ بداية عام 2020 فقط، حتى وصلت إلى أكثر من 8.5 ليرة مقابل الدولار.

ونتيجة لسياسات حكومة أردوغان أصبحت الليرة التركية الأسوأ أداء بين العملات الناشئة في العام الجاري، نتيجة النزيف المستمر في قيمتها بسبب استمرار ارتفاع نسب التصخم والذي بلغ وفقا لمعهد الإحصاء التركي في شهر أكتوبر الماضي 11.89٪ وما زال مستمرا في الصعود.

انهيار الليرة دفع المستثمرين إلى سحب استثماراتهم والخروج من تركيا، إلا أن إعلام وأبواق الإخوان تجاهلت هذا الأمر وما زالت غارقة في أوهام تحول تركيا إلى قبلة وواحة آمنة للاستثمار بينما هي غارقة في الديون.

الإخوان يصمون آذانهم عن إغراق أردوغان تركيا في وحل الديون
فيما كشفت صحيفة زمان التركية المعارضة، نهاية أكتوبر الماضي، في تقريرها عن تضاعف معدل الديون الخارجية في تركيا، إلى 1.9 تريليون ليرة خلال 18 عاما فقط من حكم العدالة والتنمية، بعدما كانت تقدر بـ 243 مليار ليرة عام 2002 الذي تولي فيه حزب أردوغان الحكم.

وكشف التقرير عن أنه من بين الديون 817.9 مليار ليرة من فئة الليرة التركية، وتريليون و44 مليار ليرة من فئة العملات الأجنبية، مشير إلى أن حكومة أردوغان اقترضت ما يقارب نصف تريليون ليرة خلال الأشهر التسعة الأولى من 2020 فقط، فيما بلغ إجمالي ديون تركيا الخارجية 421.8 مليار دولار أمريكي هذا العام، وفقا لوزارة المالية ذاتها.

إلا أن إعلام الإخوان تجاهل كل هذه الأرقام، وما زال يعيش أوهام الخلافة التي ستبشر بالخير والنماء ليس لتركيا وحدها، لكن المؤكد والحقيقي أن الخراب والدمار هو الذي طال تركيا ودول الجوار جراء سياسات أردوغان الاستبدادية التي تسعى لسرقة ثروات وأموال دول الجوار لسد هذا العجز ومحاولة ابتزاز حلفائه أمثال قطر لكن كل هذا لن ينجيه من الغرق.

إعلام الإخوان يتاجر بأزمة اللاجئين السوريين لصالح أردوغان
فمنذ عام 2011، يستغل أردوغان أزمة اللاجئين وخاصة السوريين للضغط على أوروبا للحصول على المزيد من الأموال بخلاف المكاسب السياسية والاقتصادية، إلا أنه بعد سنوات لم يعد يستطع ابتزاز أوروبا بهذا الملف، ليلجأ إلى ترحيلهم قسرا وترك الكثير منهم يموت بشكل عمدي وسط البحار، لكن إعلام الإخوان تجاهل كل هذا وحاول إلقاء اللائمة على أوروبا التي ترفض استقبال الحالات الإنسانية.

إلى جانب ذلك اتبع أردوغان سياسة ترحيل السوريين إلى مناطق معينة داخل سوريا ومنعهم من استخدام اللغة العربية في تعاملاتهم بزعم إعادة توزيعهم على المدن التركية والحفاظ على الهوية التركية، إلا أن إعلام الإخوان لم يستطع قول حقيقة أن أردوغان وظف معاناة هؤلاء الملايين في تحقيق أطماعه الدنيئة.