جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

تقويم وإصلاح.. كيف تساهم القوافل التعليمية في ضبط العمل بالمدارس

القوافل التعليمية
القوافل التعليمية في ضبط العمل بالمدارس

في خطوة نحو الاتجاه للاطمئنان على سير العملية التعليمية في ظل وجود فيروس "كورونا"، بدأت مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، في إرسال قوافل تعليمية إلى الإدارات التابعة لها والمدارس، لمتابعة سير العملية التعليمية خلال اليوم الدراسي.

مهام هذه القوافل اعتمدت على تحقيق ضبط الأداء داخل المدارس، وكذلك تحقيق مبدأ المحاسبة للمقصرين في أداء عملهم، بالإضافة رصد المخالفات لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المقصرين، والوقوف على السلبيات للعمل لإيجاد الحلول المناسبة لمعالجتها، وذلك بهدف إقرار العملية التعليمية.

كان بين المناطق التي توجهت إليها تلك القوافل هي إدارة منطقة الزاوية الحمراء التعليمية، والتي تم التوجه إليها بقيادة محمد عبد التواب مدير عام التعليم العام والتجربيات بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة، ليتم إصلاح السلبيات الموجودة والوقوف على الإيجابي بها.

أسفرت هذه القافلة بعد الجولة التفقدية عن إحالة مسئول التطوير التكنولوجى بمدرسة طه حسين وبعض المعلمين للشئون القانونية ومجازاتهم للإهمال في استخدام السبورات الذكية مما يعتبر إهدارا للمال العام.

بالإضافة إلى ذلك وقبل انتهاء قافلة المتابعة تمت صيانة بعض السبورات الذكية، كما تم التشديد على جميع مديرى العموم بتوجيه مديرى المدارس بمتابعة الاستخدام الأمثل للسبورات الذكية.

الجدير بالذكر أن مديرية التربية والتعليم بالقاهرة كانت قد أصدرت تعليماتها لمديري المدارس الثانوية لغلق السبورة الذكية (password) وعدم السماح للطلاب بتشغيلها منفردين وتشغيل عليها أفلام وخلافه، وأنه إذا ثبت غير ذلك سيحاسب "رائد الفصل - مشرف الدور - معلم الحصة - المشرف العام - مدير المدرسة".

وعلى الجانب الآخر أوصى عبد التواب بتقديم شهادة تقدير إلى بعض معلمات التربية الفنية بمدرسة جيل المستقبل الرسمية لغات، لأدائهما المتميز في إعداد لوحات المدرسة بمشاركة طلبة المرحلة الثانوية بذوق وفن راقى وأوصى بتكريمها.

كما أوصى بتسليم شهادة تقدير إلى إحدى المعلمات بمدرسة اليرموك الابتدائية، لاستخدامها وسائل تعليمية بسيطة في توضيح المفاهيم الأساسية للمادة في أثناء شرحها لنافذة الرياضيات.

وللوقوف على أهمية تلك القوافل تواصلت"الدستور" مع بعض المعلمين بعدد من المدارس، وكان بينهم رضا أحمد معلمة بمدرسة الفيصلية الإعدادية بمحافظة الجيزة، والتي أوضحت أن تلك القوافل التعليمية تأتي أهميتها في هذا الوقت تحديدا عن غيره نظرا لوجود فيروس "كورونا "، والذي يحتاج بالفعل معه إلى رقابة عالية على المدارس من قبل المسئولين نظرا لما قد يتخلل العملية التعليمية بعض الإهمال من قبل بعض المدارس بسبب عدم الاستقرار بشكل عام في ظل وجود فيروس "كورونا"، وما قد ينتج عن ذلك من العديد من المخاطر.

كذلك أوضح مدرس اللغة العربية أحمد علي بمدرسة الخلفاء الابتدائية بالمعادي أن القوافل التعليمية تكتسب أهميتها في هذا الوقت تحديدا، من كونها تدحض بعض الأقاويل التي تدعي عدم انتظام العملية التعليمية داخل المدارس، وعدم استفادة الطلاب الفعلية من الذهاب إلى المدارس في هذا التوقيت بسبب فيروس "كورونا"، موضحا أنه على العكس تماما فالطالب يذهب إلى المدرسة بالأيام المحددة له، ويتلقى كافة المناهج التعليمية بالشكل المعتاد بل، وبطريقة أكثر تطورا نظرا لدخول الوسائل الإلكترونية، والأدوات الذكية بالعملية التعليمية.

ومن جانبه أكد محمد عطية مدير عام مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، أن من بين الأعمال التي تهدف إليها القوافل التعليمية هو رفع كفاءة بعض الأبنية التعليمية "مدارس وفصول"، وإعادة تأهيلها مرة أخرى وذلك بهدف استيعاب الطلاب وخفض الكثافة وإعداد الفصول الطائرة "المتنقلة"، وهو ما تم بالفعل في العديد من المدارس.

ويأتي استخدام وزارة التربية والتعليم للفصول الطائرة حسب عطية من منطلق سعيها لحل أزمة كثافة الطلاب في فصول المدارس الرسمية وزيادة الإقبال على المدارس الرسمية لغات والمتميزة.

وتابع مدير عام مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، موضحا أن القاهرة حظيت على ٣٠ فصل طائر لتمثل فصولا تعليمية آمنة تكنولوجية متطورة، وتلك الفصول تساهم في تنقل الطلاب وإكسابهم روح الحركة، مشيرا إلى أن القاهرة بدأت في تطبيق تجربة الفصول الطائرة المتنقلة، المعدة والمجهزة تجهيزًا متطورًا، للتغلب على الكثافات الطلابية في ١٧ إدارة تعليمية، بشرط توافر فناء كبير داخل المدرسة.

والجدير بالذكر أن فكرة الفصل الطائر تعمل على توفير فصول متنقلة مجهزة إلكترونيا وفنيا، يمكن وضعها في فناء المدرسة، لاستيعاب الطلاب فوق الكثافة.

ويتشكل الفصل الطائر من "كرفان" مجهز بالشاشات الذكية للشرح، ومزود بتكييفات أو مراوح للتهوية الجيدة، ومقاعد للجلوس يقابلها "مقعد" للكتابة عليه، وأنظمة إضاءة جيدة مناسبة، ويستوعب "الكرفان" بين ٢٠ إلى ٤٠ طالبًا، حسب حجم الفناء الموجود بكل مدرسة.