جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

تدني أوضاع المهاجرين في إسبانيا بسبب كورونا

جريدة الدستور

سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، الضوء على تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية للعمال المهاجرين من أمريكا اللاتينية إلى الدول الأوروبية؛ لاسيما إسبانيا، في خضم جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19".

وأوضحت الصحيفة- في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني- أن الوباء تسبب في حالة من البطالة الجماعية بين المهاجرين الأجانب في الاقتصاد الأوروبي الأكثر تضررًا من الجائحة؛ مشيرة إلى أن الآلاف منهم فقدوا وظائفهم وسبل عيشهم بسبب عمليات الإغلاق الأخيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الانتعاش الذي حققه الاقتصاد الإسباني في الربع الثالث من العام الجاري، إلا أنه تدنى بنسبة 8.7% في نهاية سبتمبر الماضي، وكان انكماشًا فاق نسب العام الماضي، وتجاوز انكماش أي دولة رئيسية أخرى في منطقة اليورو، قائلة: "إن المهاجرين مازالوا من أكثر الفئات معاناة جراء هذه التداعيات، بسبب تعرضهم لما يعتبره العديد من المحللين نقاط الضعف الهيكلية الرئيسية للاقتصاد الإسباني، والتي تتمثل في اعتماده على قطاع الخدمات المنهك بالفعل والعقود المؤقتة إلى جانب انتشار الشركات الصغيرة التي تكافح من أجل الصمود في وجه هذه الأزمة".

وأضافت: "بالنسبة للأمريكيين اللاتينيين الذين يعملون في الحانات والمطاعم وكمساعدين في المنازل أو كحراس عقارات مثلا، فإن الانكماش الاقتصادي في إسبانيا تحول إلى كابوس مزعج؛ لاسيما بعدما لاحت بوادر قاتمة لما قد يحدث في الأشهر المقبلة، متابعة: "أن أرقام الشهر الماضي أظهرت أن هناك أكثر من نصف مليون عامل أجنبي عاطل عن العمل في إسبانيا بزيادة 40% عن العام الماضي، وأن ثلثيهم من خارج الاتحاد الأوروبي، فيما لم تشهد أي مجموعة أخرى مثل هذا الارتفاع في معدل البطالة الذي مثل ضعف الزيادة في عدد السكان ككل، وكان الأجانب، لا سيما الأمريكيين اللاتينيين، يصطفون في طوابير أمام بنوك الطعام في إسبانيا والهيئات الخيرية".

وأبرزت "فاينانشيال تايمز": أن عدد عمال أمريكا اللاتينية في إسبانيا يعكس تحولا في المجتمع الإسباني منذ مطلع الألفية، ففي عام 1998، كان أقل من 2% من الأشخاص الذين يعيشون في إسبانيا من الرعايا الأجانب، وعلى النقيض من ذلك في بداية هذا العام كان هناك أكثر من 5 ملايين أجنبي في إسبانيا ويمثلون 11% من سكان البلاد البالغ عددهم 47 مليون نسمة، فيما حصل 5%- أكثر من مليوني شخص- على الجنسية الإسبانية.

واختتمت الصحيفة قائلة إن الوافدين الجدد والمهاجرين المستقرين يبحثون على حد سواء- الآن- عن وظائف في ظل اقتصاد يستبعدهم من العديد من المزايا التي تحمي الإسبان من وطأة الأزمة، موضحة أن النشطاء يقولون إن مجموعات مثل العاملين في المنازل في إسبانيا والبالغ عددها حوالي 600 ألف عامل- ومعظمهم من النساء وأغلبهم من أمريكا اللاتينية- لا يحق لهم الحصول على إعانة بطالة، وحتى الآن حصل أقل من 33 ألفا على إعانة حكومية طارئة لمساعدة "العاملين في المنزل" على مواجهة الأزمة.