جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

هدية الوداع .. مطالب نتنياهو الأخيرة من ترامب قبل مغادرة البيت الأبيض

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب

تبقى حوالي 71 يومًا قبل انتقال جو بايدن إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2021، هذه تعتبر فترة كافية لاتخاذ خطوات جريئة ومثيرة للجدل في الحياة السياسية، ومع رئيس مثل ترامب فإنها تعد فترة كافية جدًا لقلب الموازين في اللحظات الأخيرة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعلم هذا ويدركه جيدًا، ولهذا فهو يحضر الآن قائمة مطالبه "الأخيرة" من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته قبل مغادرته للبيت الأبيض.

ليس من الواضح إلى أي مدى سيستخدم ترامب الوقت المتبقي له في منصبه لاتخاذ خطوات مثيرة للجدل من شأنها أن تتعارض مع مواقف بايدن، ولكن مع ترامب فإن كل شيء ممكن، خاصة بعد استعداد وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو لزيارة إسرائيل الأسبوع المقبل، وهو ما يرجح أن ثمة صفقات قد تخرج إلى النور قريبًا.

بالنسبة لواشنطن، فإنه من المعتاد ألا يقوم الرئيس في الفترة الانتقالية بخطوات مثيرة للجدل، لكن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كسر هذه القاعدة في ديسمبر 2016، عندما بادر بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2334، الذي أعلن عن أن المستوطنات غير قانونية.

بالنسبة للتقديرات فإن مطالب نتنياهو يمكن أن تكون على النحو التالي:

أولًا: ربما يقوم نتنياهو بتسريع وتيرة البناء في الضفة الغربية (قبل أن تطلب منه إدارة بايدن على الأرجح تجميد أو على الأقل إبطاء التوسعات الاستيطانية). فمن غير المتوقع أن تسعى إسرائيل لضم أحادي الجانب لأجزاء من الضفة مما سيعرض اتفاق السلام مع الإمارات للخطر.

ثانيًا: متوقع أن يقوم نتنياهو بالمزيد من الهجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا ولبنان، اعتمادًا على عدم وجود رد فعل من ترامب لإدانة تلك الهجمات.

ثالثًا: من المؤكد أن يطالب نتنياهو من ترامب فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامج الصواريخ البالستية الخاص بها، ودعمها لمنظمات إرهابية وانتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان، وكذلك مواصلة فرض عقوبات على قطاعات رئيسية في الاقتصاد الإيراني التي تدعم الإرهاب وعلى الحرس الثوري الإيراني، وربما الدفع نحو اقتراح إعلان رئاسي من شأنه جعل إحياء الاتفاق المتعثر مهمة صعبة على إدارة بايدن.

رابعًا: أما المطلب الأهم فسيكون "خيار خطة الدفع المؤجل"، الذي من شأنه أن يسمح لإسرائيل بالوصول الآن إلى المساعدات العسكرية المخصصة للمستقبل، وهذا قد يسمح لإسرائيل بالتوقيع على عقود جديدة لمنصات أسلحة متطورة لا تستطيع تحمل نفقاتها حاليًا".

خامسًا: وربما يطلب من نتنياهو المزيد من الضغط على الدول العربية للدخول في دائرة التطبيع مع إسرائيل.