جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

وزير الداخلية في حفل «تخريج دفعة شرطة»: نواكب التطور غير المسبوق الذي تشهده جميع قطاعات الدولة

محمود توفيق
محمود توفيق

ألقى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق كلمة اليوم الخميس، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية خلال الاحتفال بتخرج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة المقام بأكاديمية الشرطة، وجاء في كلمته:

يوم عظيم يعتز فيه رجال الشرطة بتشريف سيادتكم الاحتفال بيوم الخريجين تباركون نبتهم يتورعون
خطاهم وقد شرفهم هذا الوطن بواجب خدمته وكلفهم بمسئولية أمنه وعندما يوازنون بين عظمة التشريف ومسئولية التكليف يكون ذلك دوما دافعا لهم لبلوغ واقع الأداء مدارج الوفاء وواجب الولاء.

وبصادق عبارات التقدير يسعدنى وهيئة الشرطة مشاركة السادة الحضور الاحتفال بتخريج نخبة واعدة من رجال الشرطة ليشاركوا زملائهم مواصلة العمل ليل نهار من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار، كما أتوجه بكل التحية والإعزاز لأرواح شهدائنا الأبرار من رجال الشرطة الأبية والقوات المسلحة الباسلة فى ذكرى نصر أكتوبر المجيد وأتقدم بكل التحية والشكر للأبطال الذين قدموا التضحيات لرفعة هذا الوطن الغالى.

السيد الرئيس.. تمضى مصر فى عهدكم وفق خارطة رسمت الطريق نحو مسار التنمية والرخاء وإعادة بناء الدولة التى كادت أن تعصف بها المؤامرات والدسائس ولقد انحاز شعب مصر لهذا الطريق واتخذه خيارا لا بديل عنه بإرادة وطنية تجرف فى مجراها كل العثرات وتجتاح كل محاولات التشتيت وإثارة الفرقة والخلاف بين أفراد المجتمع ومكوناته.

وأن ما تجتازه سيادتكم من تحديات لمخططات الشر والهدم التى تحاك بالداخل والخارج للقضاء على هذا الوطن وشعبه هو بحق دحر للصعاب للعبور بمصرنا الحبيبة لبر الأمان، من هذا المنطلق اضطلعت هيئة الشرطة بدورها الوطنى فى تأمين الجبهة الداخلية والحفاظ على أمن واستقرار الوطن ومواكبة التطور غير المسبوق الذي تشهده الدولة على كافة المستويات حيث ارتكزت سياستها الأمنية المعاصرة على تحقيق مفهوم الأمن الشامل وتطوير كافة مقومات العمل الشرطى.

تنفيذًا لتوجيهات سيادتكم بأن التطوير لا ينتج أثره إلا بتطوير العنصر البشري وإعادة تأهيله، فقد قامت وزارة الداخلية بتحديث كافة مفردات منظومة مواردها البشرية من خلال الاعتماد على الأسلوب العلمى فى اختيار وإعداد وتدريب الكوادر الأمنية بمختلف فئاتها وتنوع درجاتها والإرتقاء بالأداء لتحقيق القدرة على تحمل الأعباء ومواجهة التحديات.

ولعل ما نشاهده اليوم يؤكد أن وزارة الداخلية تسير على الدرب الصحيح بخطى ثابتة حيث يقف أمام حضراتكم اليوم بين الخريجين أول دفعة من الملتحقين بكلية الشرطة من الحاصلين على ليسانس الحقوق والذين قضوا عامين للدراسة بكلية الشرطة تم تزويدهم خلالهما بالعلوم الشرطية والمهارات الميدانية التى تؤهلهم للانضمام لزملائهم لأداء الرسالة الأمنية مع التركيز على تعميق الجوانب الاجتماعية للوظيفة الشرطية وتوطيد علاقات الشراكة والتعاون المثمر مع الجمهور.

وإدراكًا بأن الأحداث المتلاحقة والمخاطر المتنوعة تتطلب من رجل الأمن ألا يكون نمطا جامدا تقف معارفه وعلومه عند قدر ثابت فقد تم إلحاق تلك النخبة بدورات متقدمة فى اللغات الأجنبية كما أتيحت لهم الفرصة للإلتحاق بالدراسات العليا فى القانون وذلك بهدف ترسيخ فكر متكامل لديهم يمتزج فيه العلم القانوني بمهارات العمل الشرطى مع المستوى الثقافي المتميز والإدراك الواعي لتحديات العمل الأمنى.

الأمر الذى تكون محصلته إعداد أجيال من رجال الشرطة مزودين بمهارات وقدرات وظيفية عصرية تحقق التفاعل المدرك مع المجتمع ومشكلاته وتعزيز قدراتها على مواجهة عالم الجريمة الذي أصبح يعتمد على توظيف الابتكارات التكنولوجية الحديثة كأدوات تخدم أهدافه ومخططاته.

السادةُ الحضورْ.. تعبر مسيرة العمل الوطنى مرحلة دقيقة فى خطواتها عظيمة فى اهتماماتها رحبة فى آمالها وطموحاتها والشرطة فى قلب هذه الملحمة تتلاحم وتتفاعل مع الأهداف الوطنية وتتعامل مع المخاطر والتحديات تزود بالغالى والنفيس لحسم المواجهة مع الجريمة والمجرم لصالح أمن الوطن والمواطن عقيدتنا فى هذا راسخة بأن الأمن للإنسان قضية حياة ووجود وللمجتمع ضرورة للتقدم والازدهار.

هنا تحقق الاستراتيجية الأمنية تطورا نحو الأفضل والأمثل من خلال استيعاب دروس الماضي وقراءة معطيات الحاضر ورصد آفاق المستقبل فلا يمكن لأجهزة الأمن أن تسقط من حسابها ما يجري حولها من أحداث ومتغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وتحولات إقليمية وعالمية وما قد تفرزه من ظواهر إجرامية.

وتحرص الوزارة على ترتيب الأولويات وتقييم الإجراءات وإعادة صياغة منظومة العمل الأمنى على أسس جادة وراسخة تتسم بالتخطيط العلمي وتوجيه الإمكانيات بأعلى المعدلات وتأسيس بيئة وظيفية ملائمة لتحقيق الأمن وتقديم الخدمات الأمنية الجماهيرية بجودة وإتقان وذلك من خلال تحديث وتطوير المنشآت والمرافق الشرطية وتزويدها بكافة الإمكانات المادية والتقنية اللازمة.

وتضع السياسة الأمنية ضمن أولوياتها تثبيت دعائم الأمن الوقائى، حيث تم تطوير النظم التأمينية وأساليب الحماية من حيث نوعية القوات والتسليح والاتصالات والنطاقات الأمنية بالمواقع الحيوية وتنشيط وتعزيز الخدمات الثابتة والمتحركة والمتابعة الدائمة والتقييم السليم والاستعانة بالأجهزة المتطورة لإحكام إجراءات التأمين.

وقد أخذت المواجهة مع الإرهاب بعدا واسعا فى تشديد الحصار وفرض طوق من العزلة على العناصر الإرهابية لتقويض حركتها وتقليص قدرتها على تلقى التمويل وتدبير السلاح والتحريض على الإثارة والشغب وتدمير مقدرات الدولة فضلا عن الاستهداف الاستباقي لإحباط المخططات الآثمة فى مهدها وضرب البؤر الإرهابية وإجهاض التنظيمات الساعية إلى إحياء نشاطها الإجرامى وذلك من خلال منظومة معلومات متكاملة وإجراءات مقننة.

السادة أولياء الأمور.. يسعدني في هذا اليوم أن أتقدم لحضراتكم بخالص التهنئة وأنتم تشاهدون أبنائكم يضعون أقدامهم على طريق العطاء بعد أن أدوا قسم وعهد الوفاء للأرض الطيبة وميثاق الولاء للوطن الحبيب.