جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

حرب أكتوبر بين صفحات الكتب.. كواليس انتصار الإرادة

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

47 عامًا مرت على ذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة، لكن ستظل كواليسها وتفاصيلها خالدة في الوجدان بعد أن قرر أبطالها سرد معركتهم الأبية بين طيات الكتب لتكون عبرة وعظة لكل الأجيال القادمة.

ورصدت هذه الكتب تفاصيل المعركة واستعدادات قواتنا المسلحة لها بعد دراسة عميقة لصفوف العدو لتكون له درسًا.

«مذكرات حرب أكتوبر للفريق سعد الدين الشاذلي»
يقول الكاتب: «لم نكف عن التفكير في الهجوم على العدو الذي يحتل أراضينا حتى في أحلك ساعات الهزيمة بيونيو 1967، لقد كان الموضوع ينحصر فقط في متى يتم مثل هذا الهجوم وربط هذا التوقيت بإمكانات القوات المسلحة لتنفيذه».

ويضيف: «في خريف 1968 بدأت القيادة العامة للقوات المسلحة تستطلع إمكان القيام بمثل هذا الهجوم على شكل مشاريع استراتيجية؛ تنفذ بمعدل مرة واحدة في كل عام وكان الهدف من هذه المشاريع تدريب القيادة العامة للقوات المسلحة، بما في ذلك قيادات القوات الجوية والقوات البحرية وقوات الدفاع الجوي وكذلك قيادات الجيوش الميدانية، وبعض القيادات الأخرى على دور كل منها في الخطة الهجومية .

«مذكرات الجمسي»
وفي مذكرات المشير محمد عبد الغني الجمسي، التي رصدت تفاصيل حرب أكتوبر 73، قال المؤلف: «اتجه تفكيري إلى كتابة دراسة موضوعية عن حرب أكتوبر عسى أن يكون فيها فائدة لجيل قادم، سيحمل المسئولية من بعدنا في وجه مصاعب ومواقف بالغة التعقيد فصراع القوى الكبرى لن يهدأ، والصراع العربي الإسرائيلي لن يتوقف».

ويضيف: «انتصرت علينا إسرائيل في حرب يونيو من حدود اعتبرتها هي غير آمنة، وانتصرنا عليها نحن العرب في حرب أكتوبر من حدود اعتبرتها هي آمنة».

معركة العبور المجيدة
وفي كتاب أحمد حسين يرصد باليوم والساعة كيف سارت الأحداث وانضم يوم 6 أكتوبر 1973 إلى أيام مصر المجيدة الخالدة، كيوم حطين ويوم عين جالوط، وانتهاء خرافة إسرائيل كدولة عظمى، واسترداد السادات لكرامة العرب.

إسرائيل والعمليات الخاصة
«إلى شهدائنا الذين فقدوا حياتهم عن طيب خاطر في سبيل إيمانهم أن الخطر الصهيوني القادم ليس خطر على فلسطين فقط، بل وعلى تراب أرضهم مصر بل والعرب جميعًا، وإلى أحياءنا الذين غرروا بالسلام والمعاهدات والمفاوضات، سلام اوصل العدو الصهيوني إلى الخط الأزرق الأول، إلى نهر الفرات، وخوفي عليك أيها الخط الأزرق الثاني، علينا أن نفيق وننتبه فمازلنا والحمد لله نحن الأقوى رغم كل شيء».

بهذه الكلمات افتتح اللواء أحمد رجائي عطية بطل الصاعقة ومؤسس وحدة مكافحة الإرهاب «777» مقدمة كتابه «إسرائيل والعمليات الخاصة» الذي يرصد فيه تاريخ العمليات الخاصة بإسرائيل حتـى يمكـن الإمساك بجذور هذا العمل وتقسيم صور العمليات الخاصة في إسرائيل، فأسلوب ومبادئ العمل الخاص بإسرائيل بوجه عام يؤدى إلـى اسـتنباط الملمس الخفي لأسـلوب العـدو الحربى والدبلوماسي واسـتخدامه له.

«أبطال الفرقة 19.. مقاتلون فوق العادة»
وفي كتاب أبطال الفرقة 19 مقاتلون فوق العادة لقائدها الفريق يوسف عفيفي، يركز فيه على تجسيد دور المقاتل، ويبرز الجوانب الإنسانية للمقاتلين، وهو يتولى عجلة القيادة، وكان التركيز الأساسي على الإنسان؛ هذه القيمة التي وهبها الله من روحه الكثير، الإنسان هذا المخلوق الذي فضله الله على كثير مما خلق تفضيلًا.

ويسرد الكتاب الإنجازات الهامة التي حققتها الفرقة 19 في الأيام الأولى للحرب، ويقول الكاتب إن الفرقة 19 قاست أكثر من الفرق الأخرى، وتحملت مسئوليات أكثر، وكان ذلك يرجع لطبيعة المنطقة التي كانت تعمل فيها، إضافة إلى أن هذه الفرقة - بالذات - كانت أسـرع وأعمق الفرق؛ في تحريرها للأرض، حيث وصلت الى 13 كيلو مترا في سيناء شرق القناة.

خفايا حصار السويس
يوثق الكتاب الصفحات المجهولة لحرب أكتوبر وخاصة الـ100 يوم التي بدأت عقب قرار وقف إطلاق النار الأول في 22 أكتوبر 1973 حتى 29 يناير 1974، وهي الفترة التي حاول فيها الجيش الإسرائيلي اقتحام السويس باستماتة دون جدوى وظل على أبوابها 100 يوم ينتظر سقوطها من الداخل.