جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«تدمير أذرعه الإرهابية».. انهيار خلافة أردوغان المزعومة وضياع وهم تركيا الكبرى

أردوغان
أردوغان

يسعى نظام رجب طيب أردوغان إلى تحقيق أطماع واهية وإقامة ما يسميه دولة خلافته المزعومة لتضم معظم الدول العربية وأجزاء من دول البلقان ودول أوروبية، متناسيا أنه فشل في إدارة دولته التي لا تتجاوز مساحتها 800 ألف كم مربع.

مهّد أردوغان لتنفيذ مخططه الاستعماري الواهم مستعينا بما روج له واستثمر فيه منذ سنوات وهو تيار الإسلام السياسي والذي سرعان ما انكشفت حقيقته للجميع، وأنهم عبارة عن جماعات إرهابية وظفها في الدول العربية واندمجوا مع التنظيمات الإرهابية أمثال القاعدة وداعش أو بالأحرى أعلنوا عن أصلهم الحقيقي فهم الآباء الروحيين لهذه الجماعات ومؤسسيها فكريا وتنظيما وتمويلا.

دعم أردوغان بشكل واضح وعلني بالتعاون مع دويلة قطر جماعة الإخوان الإرهابية وما يسمى بتيار الإسلام السياسي ومع انكشافهم تحول الدعم سريعا للأذرع العسكرية التابعة لهم، كما فعل في سوريا بدعمه جبهة النصرة وما يسمى بتنظيم أحرار الشام وجيش الإسلام المنبثقين عن تنظيم الإخوان ولاحقا دعم النسخة الأكثر دموية وهي داعش للسيطرة على شمالي سوريا وكذلك العراق وضمهم إلى تركيا.

ولاحقا أرسل أردوغان مرتزقته وإرهابيه وقواته إلى ليبيا، بزعم أن هناك صلات بين البلدين منذ 500 عام وأنه سيحافظ على إرث أجداده وذلك في إشارة إلى الاحتلال العثماني لليبيا، ووصفه القوات التي أرسلها لطرابلس بالجيش المحمدي، لكنه فشل مجددا في تحقيق أطماعه.

ويريد أردوغان استغلال أطماعه الواهية في البحر المتوسط مروجا لاستراتيجية "الوطن الأزرق"، من أجل إيجاد موطىء قدم لتركيا في البحر المتوسط خاصة بعد اكتشافات الغاز الهائلة، إلا أنه فشل في هذا الأمر خاصة مع قيادة مصر لدول شرق المتوسط وإنشاء منظمة إقليمية خاصة بهم ما أجهض خلافة أردوغان المزعومة في مياه المتوسط.

كما يحاول أردوغان التواجد في بحر إيجه الخاضع لسيطرة اليونان لدعم أطماعه فقد طلب منها نزع سلاح بعض الجزر إلا أن أثينا رفضت هذا الموقف وحظيت بدعم أوروبي، ما مثل ضربة قوية لأطماعه ومحاولة استعادة إرث العثمانيين في بحر إيجه.

وسبق أن نشر عضو في حزب العدالة والتنمية ومقرب من أردوغان خريطة لما يسمى بدولة تركيا الكبرى وهي جزء من مشروع خلافة أردوغان الواهية، وتضم أجزاء من اليونان ودول البلقان وأجزاء من سوريا والعراق وليبيا وقبرص ومناطق واسعة من بحر إيجه والبحر المتوسط.

ومع فشل أردوغان في تحقيق مخططه في شرق المتوسط وقبلها في ليبيا وشمالي سوريا، لجأ الآن إلى التدخل في الصراع على إقليم قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان واستغلاله كورقة ابتزاز لأوروبا وكذلك روسيا، لحماية خطوط الغاز الواصلة إليه من أذربيجان والسعي لاستغلاله بعد توجيه ضربة قاضية له في غاز شرق المتوسط.

لذا اختنق أردوغان بمخططاته الاستعمارية وخلافته الواهية حتى اختنق بها وبات يبحث الآن عن مخرج يعيد له تبرير رعونته وتصرفاته أمام الداخل التركي الذي أوهمه بمجد وامبراطورية زائفة أوهن من بيت العنكبوت، وبات يلهث وراء التفاوض مع اليونان ومصر وأوروبا لمنع نزيف اقتصاده الذي انهار بسبب سياسته وجاء فيروس كورونا ليقضي على الرمق الأخير منه.