جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

نجح الأمن في إسقاط كوادرها.. ما لا تعرفه عن خلايا الإخوان النائمة بالجيزة

الإخوان
الإخوان

اشتهرت محافظة الجيزة بعدة مناطق كانت انطلاقة نشاط الجماعات الإرهابية التي نجحت الأجهزة الأمنية خلال السنوات الماضية في إسقاط أكبر كوادرها وقياداتها، لكن مازالت المحافظة وكرًا لبعض العناصر النائمة التي تنشط مع أول تحريض من قياداتهم الهاربة للتخريب وإشاعة الفوضى.

تدربوا على السلاح في الجبال
أبرز تلك المناطق يتمثل في قطاع جنوب الجيزة (البدرشين، العياط، أبو النمرس، الحوامدية، الصف وأطفيح) والتي كانت مهد ظهور خلايا جنوب الجيزة، واستغل زعماء تلك الخلايا المنطقة الجبلية والصحراوية بها في تدريب أعضائها على حمل الأسلحة وإطلاق النيران وتصنيع المتفجرات واستغلوا المناطق الزراعية الكثيفة في الاختفاء.

نفذت خلية جنوب الجيزة عددا من الجرائم الشنيعة كانت جميعها بذات الأسلوب بإطلاق نيران بشكل كثيف تجاه أكمنة وقوات الشرطة ثم الاستيلاء على أسلحتهم الميرى ومهماتهم العسكرية وأحيانا تمتد لإشعال النيران في الكمين.

كمين المنوات
تعرض كمين المنوات في نوفمبر 2015 لهجوم مسلح أسفر عن استشهاد 4 من أفراد الشرطة التابعين لمديرية أمن الجيزة على يد ملثمين يستقلون دراجة بخارية، واستغرق الهجوم 10 دقائق قام خلالها المتهمان باستهداف السيارة والتوقف على بعد أمتار منها وأطلق وابل من الأعيرة النارية تجاه سيارة الشرطة وأسفر عن مقتل مجندين وأميني شرطة.

انتقل فريق من ضباط الأمن الوطنى إلى السجون واستجوبت القوات 10 متهمين من خلية القيادى مجدى بسيونى الذراع اليمنى لحازم صلاح أبو إسماعيل الذى قتل في مواجهات مع الشرطة بعدما تبين تورطه مع باقى المتهمين المحبوسين فى ارتكاب جرائم قتل واغتيال ضباط الشرطة.

سفارة النيجر
تعرضت سفارة النيجر بشارع الهرم لهجوم وذلك بعدما أكدت التحريات بأن هناك عناصر هاربة من تلك الخلية نفذوا تلك الواقعة في يوليو 2015 وقتل أفراد الشرطة وسرقة أسلحتهم الميرى، وتبين أن المتهمين كانوا يتخذون مكان تدريبات أفراد تلك الخلية فى منطقة جنوب الجيزة.

أحد أخطر الخلايا الإرهابية نفذت 6 عمليات تخريبية واستهداف ضباط الشرطة في نطاق محافظة الجيزة كانت تضم 33 متهما، ألقى القبض عليهم بمناطق الطالبية والعمرانية وبولاق الدكرور وكرداسة وتبين أنهم تعرفوا على بعضهم في مظاهرات الإخوان ويصنعون متفجرات فى كرداسة وخططوا لتنفيذ عمليات إرهابية فى مناطق كرداسة وأكتوبر والعمرانية والطالبية.

وارتكبوا واقعة تفجير ميدان الرماية كما زرعوا عبوة بدائية الصنع أمام فندق شهير بميدان الرماية وفجروا العبوة عن بعد مما أسفر عن إصابة ضابط و3 مدنيين تصادف وجودهم بالإضافة إلى تحطيم أجزاء من وجهات الفندق كما استهدفوا مدرعة شرطة وقوة أمنية بشارع الهرم وفخخوا الطريق وفجروا عبوة أثناء سير القوة الأمنية مما أسفر عن إصابة 11 شخصا تصادف مرورهم فى المنطقة وتحطيم أجزاء من مدرعة الشرطة وسيارة بوكس.

الفكر الداعشي
خبأ المتهمون كمية كبيرة من المتفجرات بمخزن في مدينة البدرشين ثم نقلوا جزء كبيرا منه لشقة بالهرم والتي شهدت تفجيرا مروعا أسفر عن استشهاد 11 شخصا بينهم 7 ضباط، وأحد المتهمين الذين تم ضبطهم بالشقة قبل الانفجار المضبوطين مهندس ميكانيكا خريج عام 2008 خصص غرفة كاملة بشقة بها تقنيات وأجهزة إنذار وقنابل يتم تركيبها بطريقة تختلف

وتبين أن المتهم عقب ضبطه اصطحاب إلى سيارة الشرطة جاهز تفجير فجر به شرفة الشقة بعد القبض عليه واستشهد أمين الشرطة وفر المتهم لكن الأهالي سلموه لرجال الشرطة، واعترف أنه يعتنقون الفكر الداعشي ويستهدفون اغتيال رجال الشرطة.

كرداسة
يطلق عليها معقل الجماعات الإرهابية أو "دوار الزمر" فيها عائلة "الزمر" التي اشترك 2 من أبنائها في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وعائلة الغزلاني التي شاركت بقوة في مذبحة ضباط قسم كرداسة في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وتضم عددا كبيرا من أعضاء الإرهابية ولكنهم من الصف الثالث الذي تبقوا فقط بعد ضبط القادة وقيادات الصف الثاني ويظهرون فقط وقت تلقي تعليمات.

أبو النمرس واخفاء "البلتاجي"
كانت مدينة أبو النمرس الملجأ الذي اختبأ فيه محمد البلتاجي هربا من الملاحقات الأمنية، وتم ضبطه بقيادة اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث - آنذاك- من خلال خطة أمنية، وأصيب بصدمة عندما قبض عليه فلم يكن يتوقع سقوطه في قبضة رجال الأمن.

وهناك ألقى القبض على جمال العشري عضو مجلس الشعب في عهد الإخوان عن دائرة الهرم والعمرانية والذي تبين أنه من قام باستئجار المنزل للإقامة به واستقبل فيه البلتاجي وخالد الأزهري وزير القوي العاملة السابق، وأقر أمام مارك ناجي مدير نيابة مركز الجيزة حينها أنه توجه إلى إبراهيم علي محمد فرحات مالك المنزل استأجره له.

وأضاف "العشري" في التحقيقات التي جرت داخل سجن مزرعة طرة أنه أثناء إقامته في المنزل تلقي اتصالا هاتفيا من خالد الأزهري طلب فيه الإقامة برفقته فوافق العشري قائلا "فوجئت بالبلتاجي يحضر مع الأزهري للإقامة معي ولم أكن أعلم أنه صادر ضده قرارات ضبط وإحضار".

وانتقل مارك ناجي مدير النيابة فيما بعد إلى محبس خالد الأزهري وزير القوي العاملة السابق وواجهه بأقوال مالك المنزل إلا أنه أنكر معرفته به وأنه توجه للإقامة برفقة جمال العشري ولم يقم بإخفاء البلتاجي.