جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أكادذيب الإخوان حول أكبر حقل غاز مصرى بالشرق الأوسط

حقل غاز
حقل غاز

مشاريع ضخمة واكتشافات عملاقة تتم يومًا بعد يوم على الأراضي المصرية، من شأنها تغيير الوضع العالمي لمصرعلى جميع الأصعدة، إلى الدرجة التي جعلت مصر في تقدم ملحوظ بين صفوف دول العالم؛ إلا أن الجماعة الإخوانية سرعان ما تلجأ إلى خلق الأكاذيب حول تلك المشروعات والاكتشافات للتقليل من شأنها؛ بهدف محاولات طمس جهود الدولة أمام مواطنيها من ناحية، والتقليل من التطورات المصرية أمام العالم من جهة أخرى.

وكان من بين أكبر الاكتشافات المصرية في مجال الطاقة، هو حقل غاز "ظهر" الذي اكتشفته شركة "إيني" الإيطالية عام 2015، والذي تصل احتياطاته إلى 30 تريليون قدم مكعب من الغاز.

وسرعان ما تبدأ جماعة الإخوان المسلمين في نشر أكاذيبها حول هذا الحقل مدعية أنه قديم وليس جديدًا، في خطوة نحو التقليل من شأن الجهود التي تمت لاكتشافه، كما شككت الإرهابية عبر أبوابقها بالقنوات الإخوانية بتركيا في قيمة هذا الاكتشاف، وذلك على الرغم من تصدره عناوين الصحف الاقتصادية الأوروبية، ووصف شبكة CNN بالعربية أنه أكبر حقل غاز في "التاريخ".

وردًا على تلك الادعاءات أكد شيخ الجيولوجيين أحمد عبدالحليم، رئيس شركة بترول بلاعيم الأسبق، أن حقل «ظهر» الذي أعلنت شركة إيني الإيطالية اكتشافه بمنطقة امتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط جديد وليس بالقديم واكتشف عام 2015، نافيًا ما رددته جماعة الإخوان، بأنه إعادة لإنتاج أحد الحقول التي حفرتها شركة شل الهولندية قبل انسحابها من منطقة الامتياز «نيميد» في البحر المتوسط عام 2011.

كما تصدى بعض النشطاء الخليجيين إلى الادعاءات الإخوانية بشكل قوي دفاعًا عن مصر وحكومتها، فانتشرت الردود على ادعاءات الإخوان بمواقع التواصل الاجتماعي ببعض عبارات التشجيع والمباركة لمصر على اكتشاف حقل "ظهر" من خلال عبارات مثل "مبروك لمصر الحقل والسيسي البطل، تفاءلوا بهذا الرئيس، الخير بالطريق، اللهم احفظ مصر وأهلها، رزقكم الله وسيرزقكم أكثر لأن مصر محروسة من الله، وأهلها قلوبهم نظيفة، موتوا بعض الناس بغيظكم".

وأخرى مثل "مبروك لجمهورية مصر الشقيقة هذا الاكتشاف، نحن نتمنى لكم الخير دائما وأبدًا، الله يفتح لكم كنوز الأرض ويحفظكم"، وكذلك "تستحق أم الدنيا وشعبها الخير والازدهار، تبقى قوة مصر قوة للعرب والعالم الإسلامي".

كما جاء تشجيع بعض الأشقاء بدولة الكويت لمصر في اكتشافاتها العملاقة مثل اكتشاف هذا الحقل بعبارات مثل "قسمًا بالله كأن الحقل طالع في بلدي الغالية الكويت، ونقول يا رب احفظ مصر وعجل بفرحة السوريين".

واكتشاف مصر لحقل غاز "ظهر" جعلها تنتصر في معركة الغاز في الشرق الأوسط، التي تقودها بمشاركة الجانب القبرصي واليوناني في مواجهة تركيا ومخططها للتحوّل لمركز عالمي ينقل الطاقة، خاصة في روسيا وكازاخستان، لنقلها إلى أوروبا عبر مشروع "السيل التركي"؛ فحقل ظهر أعاد ترسيم الحدود البحرية، وأصبحت مصر بفعله مركزًا للغاز المسال في الشرق الأوسط؛ ما نقل الأمور من الحرب الكلامية بين مصر وحلفائها وتركيا إلى التصعيد العسكري المتبادل، ليقف الإخوان -كعادتهم- في النهاية، مع حليفهم أردوغان، ضد وطنهم الأم.

وعقب اكتشاف حقل ظهر أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي ما فعلته الدولة المصرية، في معرض الحرب الكلامية مع تركيا قائلًا: "إحنا جبنا جون يا مصريين في موضوع الغاز، والنهاردة مصر حطت رجلها على طريق إنها تبقى مركز إقليمي للطاقة في المنطقة، وبقالي 4 سنين بحلم بالموضوع ده، اللي هتكون له إيجابيات كبيرة جدًّا، والناس تبقى مطمنة إن اللي عملناه كدولة أتاح الفرصة لمصر تكون في المكان ده في مجال الغاز".

الجدير بالذكر أنه باكتشاف حقل ظهر أصبح هو أكبر الحقول المكتشفة في البحر الأبيض المتوسط، متجاوزًا حقل غاز "ليفياثان" الإسرائيلي، وقد بدأ الإنتاج منه بالفعل، في ديسمبر 2017.

ويمثل حقل "ظهر" نقلة اقتصادية نوعية للدولة المصرية؛ فبعد أن كانت مصر تتحمل مليارا و200 مليون دولار شهريًا لشراء منتجات بترولية، وفّر إنتاج "ظهر" هذه التكلفة العالية على الموازنة؛ ذلك أنّ إنتاجه قادر على سدّ احتياجات السوق المحلية؛ بل ويكفي للاتجاه للتصدير.

ويقدَّر حجم احتياطيه بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز، ما يعادل 5.4 مليار برميل زيت مكافئ، كما أنّ احتياطيات الحقل تمثل أكثر من 135% من الاحتياطي الحالي للزيت الخام في مصر، فضلًا عمّا يمثله من جذب استثمارات أجنبية لمصر، تقدر بنحو 12 مليار دولار، تم إنفاق 5 مليارات منها خلال المرحلة الأولى.