جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

خبراء يضعون روشتة دمج «الأطفال بلا مأوى» فى المجتمع

الأطفال بلا مأوى
الأطفال بلا مأوى

شهد الاجتماع الذي دار بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء منها الدكتورة نيفين القباج، وزير التضامن الاجتماعي، استعراض آخر تنفيذ برنامج أطفال بلا مأوى، تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي، ووجه الرئيس خلال الاجتماع بتقديم مزيد من الدعم وحزم التمويل لهذا البرنامج الذي يسهم في دمج هؤلاء الأطفال في المجتمع في إطار تربوي واجتماعي سليم، خاصة في المحافظات الأعلى كثافة سكانية.

عن سبُل هذا الدمج في المجتمع بصورة تربوية ومجتمعية صحيحة، خبراء يجيبون لـ"الدستور".

مدير برناج حماية الأطفال بلا مأوى: استمرار فرق الإنقاذ في عملها خلال أزمة كورونا مع تطبيق الإجراءات الاحترازية

أوضح حسني يوسف، رئيس اللجنة التنفيذية ومدير البرناج القومي لحماية الاطفال والكبار بلا مأوى بوزارة التضامن الاجتماعي، أنه خلال المرحلة الأولى التي انتهت في ديسمبر 2019 حقق برنامج أطفال بلا مأوى نتائج جيدة، وأن الإحصائية النهائية في دمج الأطفال حتى مايو 2020 كانت مع 24 ألف طفل في وضعية الشارع.

وأضاف أنه منذ أن أولى الرئيس عبدالفتاح السيسي الأهمية لهذا البرنامج الذي تشرف عليه وزارة التضامن الاجتماعي وبمعاونة صندوق تحيا مصر؛ تم توفير حياة كريمة لهم وإعادة دمجهم في المجتمع سواء كان من أطفال الشوارع أو الكبار ممن لا مأوى لهم سواء بدمجهم في الأسر أو المجتمع من خلال المؤسسات المؤهلة لهم.

وأكد أن الوحدات المتنقلة الخاصة بالبرنامج لم تتوقف عن العمل المنوط بها خلال أزمة كورونا التي بدأت في مارس 2020، واستمرت في عملها في الشارع من خلال 17 فريقًا موزعًا على 17 وحدة متنقلة، وما زاد عليه هو التدريب والتوعية بالإجراءات الاحترازية الوقائية الواجب اتباعها عند التعامل خلال هذه الفترة، بارتداء القفازات والكمامات الطبية والتعقيم المستمر.

وأوضح يوسف أن الإجراءات الحالية في التعامل مع الأشخاص في وضعية الشارع سواء من الاطفال أو الكبار، يتم بالنظافة الشخصية للحالة ثم تحويلها إلى المستشفى التي تم التنسيق بين وزارة التضامن ووزارة الصحة على التعامل فيها لهذه الحالات، ويوجد مستشفى في كل موقع جغرافي يعمل فيه البرنامج، ويتم الكشف عليه والتأكد من تمام صحته وعدم إصابته بفيروس كورونا ثم يتم إيداعه إحدى المؤسسات.

وتابع أن كل مؤسسة بها كذلك إجراءات احترازية أخرى تتم مع فريق العمل داخلها من خلال التعقيم داخل أماكن الأنشطة وغرف النوم والحمامات، ويتم تدريب الجهاز الوظيفي على تطبيق الإجراءات الاحترازية وكذلك تدريب الأطفال داخل المؤسسة على هذه الإجراءات الوقائية.

أستاذ علم اجتماع: الدور الأكبر لتأهيل الأطفال بلا مأوى يقع على الأخصائيين المتعاملين معهم

قالت الدكتور سامية خضر أستاذ علم الاجتماع، إنه لابد أن يكون هناك خط مجتمعي يسير موازيًا للاهتمام باطفال الشوارع وهو المشكلة السكانية لأن كل ما قمنا به من مناطق جديدة بديلة للعشوائيات، نجد أن الأسرة لا تقل عن ٧ أفراد وهذه كارثة أخرى، إلى جانب أننا نزيد كل عام ٢ مليون ونصف المليون مواطن لذلك، لن نستطيع أن نسير بهذا النهج، فالمشكلة السكانية تقوم بكسر أهدافنا لانتشال هؤلاء الأطفال من الشوارع.

وأوضحت أن مصر بها الكثير من الملاجئ التي تحتاج إلى التدريب المستمر بداية من مدير الملجأ والأخصائي الاجتماعي والأخصائي النفسي ومسئول التغذية وكذلك النظافة؛ لابد من برامج تدريبية مستمرة لكل مسئول منهم للحرص على التأكد من قيامهم بالدور المنوط بهم في تأهيل هؤلاء الأطفال بشكل جيد ما يضمن دمجهم في المجتمع بصورة صحيحة.

وأضافت خضر أن دمج هؤلاء الاطفال لابد أن يكون بإبراز المُثل العليا والنماذج الجيدة في المجتمع وتحفيزه على الوصول لمثل هذه النماذج في شتى المجالات بالتشجيع المستمر، وكذلك بالخروج خارج دائرة المؤسسة التي يعيش بها حتى لا تكون هي المكان الوحيد المحيط به، بل الخروج إلى الحدائق والمتنزهات، ورحلات مستمرة ودورات ثقافية وفكرية ودينية ليكون تكوينه ونشأته صحيحة وعلى وعي بالعالم الآخر الموجود خارج دار الرعاية والمؤسسة التي يعيش فيها.

وشددت على أنه إذا لم يتم التعامل مع هؤلاء الأطفال بالصورة الصحيحة التي تضمن خروجهم إلى الشارع بمعرفة وتوعية كاملة ليكون لهم دور بارز، سيتحولوا إلى إرهابيين ولصوص وتجار مخدرات وقتلة في المجتمع، وكأن انتشالهم من الشارع لم يك له فائدة من البداية.

أستاذ طب نفسى: تأهيل الأطفال بلا مأوى للمهن المختلفة يسهم فى دمجهم بسوق العمل مستقبلًا

أوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، أن مشكلة الاطفال بلا مأوى بدأت منذ أوائل القرن الواحد العشرين وكان هناك الكثير من المقترحات بإيداعهم المدارس الفنية، واليوم لابد من التفكير بصورة علمية واقعية أن معظم هؤلاء الأطفال تسبب الفترة الطويلة التي تعايشوا فيها في الشارع في إكسابهم العديد من الصفات قد تكون معيبة والتنمر، فلابد من إعادة التأهيل الجيد لهم.

وأشار إلى أن إعادة التأهيل تكون بوضعهم في أماكن يصعب لهم الهروب منه مع الضبط والاحترام للقوانين واحترام الآخرين، وتعلم المهن الطيبة التي تفيد في المستقبل، مقترحًا أن يكون لهم دور في المشاريع الجديدة ومنها يتم تعليمهم مهن الزراعة أو مهنًا معينة متخصصة في هذه الأماكن تحت سيطرة رجال القوات المسلحة، وهو ما يضمن تعليمهم بصورة جيدة.

وتابع أن هذه المهن التي سيتعلمها هؤلاء الأطفال إلى جانب التعليم العلمي واللغوي، ستؤهله مستقبلا لاختيار المهنة التي يرغب في العمل بها ويكون جديرًا بها، وبذلك تم تحقيق عدة أهداف: توفرت الأيدي العاملة للمشاريع، تم تأهيل هؤلاء الاطفال والتي تبدأ اعمارهم من 13 عامًا، ثم يتم تأهيلهم لسوق العمل كل حسب قدراته، أفضل من حياة الشوارع وما يصاحبها من تعلم لجرائم خطرة.