جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«عبدالجواد» طالب علمي علوم صباحًا وممرض مساء: «لكل مجتهد نصيب»

الطالب عبد الجواد
الطالب عبد الجواد علي

لم يكن الطالب "عبد الجواد علي" مجرد طالبًا بالثانوية العامة، ولكنه قرر أن يكون أكثر من ذلك عندما خطى خطوات ربما تكاسل عنها الشباب الأكبر منه سنًا، وقت أن قرر الاستقلال بذاته في هذ السن الصغير، والاعتماد على نفسه في توفير مصروفاته الخاصة بدراسته عن طريق اتجاهه للعمل، دون أن يتخلى في ذات الوقت عن دراسته بالثانوية العامة آملًا في تحقيق حلمه بالوصول إلى مكانة أعلى بمجتمعه.

اتجه عبد الجواد للعمل كممرض في إحدى المستشفيات في القاهرة، "يأتي علي أيام أعمل بها ليل نهار ثم أعود لاسهر مستذكرًا دروسي استعدادًا لأداء الامتحانات"، وذلك دون أن ينال قسطًا من الراحة إن نالها إلا القليل.

أمام بقالة صغيرة جوار لجنته التي سيؤدي بها الامتحان، في مدرسة عمرو بن العاص بحي مصر القديمة، وقف عبد الجواد وقد بدا على ملامحه آثار إرهاقًا وكدا يعرفه الرجال؛ ليشتري بعضا من الحلوى التي تساعده في سد رمقه، قائلا:"لم يدخل جوفي الطعام منذ أمس لانغماسي في العمل الشديد داخل المستشفى ومراجعتي لمادة الأحياء التي استعد للاختبار بها اليوم، لذا نسيت تماما أن أتناول شيئا من الطعام".

وعن قدرته على التحمل تلك المشاق في هذه السن الصغيرة والكفاح يقول "علي": أنا قدامي هدف وعلشانه يهون كل الصعب"، موضحًا أنه على يقين تام أن الله سيوفقه فهو يجتهد دائما ليحقق ذاته ليذكر أنه دائما ما يضع نصب عينيه "لكل مجتهد نصيب" وبها يخطو الصعاب.