جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«في ذكرى رحيله».. محمود المليجي كما لم تعرفه من قبل

جريدة الدستور

37 عام علي الرحيل لكنه باق في القلوب٬ أشهر من أدى أدوار الشر في السينما المصرية خلال القرن العشرين٬ قدم مئات الأفلام حتي أن من الطرائف التي تروي عنه٬ أنه شارك في أكثر من 19 فيلم في عام واحد فقط. كما صال وجال علي خشبات المسرح حيث قدم أكثر من 25 عمل مسرحي٬ وفي الإذاعة قدم حوالي عشرين مسلسل إذاعي٬ بجانب السهرات والمسلسلات التليفزيونية والتي ناهزت الخمسين عمل٬ بجانب السهرات التليفزيونية ومن بينها: قناع السعادة٬ وحكاية أمام الكاميرا. غير أن هناك العديد من الأفلام النادرة التي لا نعرف عنها شيئا لقلة عرضها أو انعدامه من الأصل ومن بين هذه الأفلام إخترنا لكم هذه القائمة.

ــ المليجي لص شريف في "الرجل المجهول"

من الأفلام النادرة للمليجي فيلم "الرجل المجهول" والذي أخرجه محمد عبد الجواد عام 1965 من بطولة زيزي البدراوي٬ صلاح قابيل٬ عزت العلايلي٬ إبراهيم الشامي٬ والمليجي الذي أدي دور "أحمد الهوا" وفيه يلعب دورا آخر غير معتاد عليه. أحمد الهوا لص يتتبع عبد الوهاب فور خروجه من البنك ومحفظته متخمة بالمال٬ حتي أنه يستقل معه القطار ليسرقه٬ وعندما يفشل يتبعه حتي منزله٬ وما أن يخرج عبد الوهاب حتي يحاول الهوا سرقة المال الذي أعطاه عبد الوهاب لزوجته لتحتفظ به حتي يعطيه لشقيقها حامد ليدفع مهر صفية٬ والتي بدورها ينافسه عليها ابن عمدة البلد رشوان.

يتهجم رشوان علي سعدية في محاولة لإغتصابها٬ وعندما تدافع عن نفسها يقتل نفسه خطأ بالسكين التي هددها بها٬ يتدخل الهوا لأنقذها فيحمل جثة رشوان بعيدا عن منزلها٬ ويرحل دون أن يسرق المال٬ بعد أن أعطي عنوانه لسعدية في حال احتاجت لخدمة منه.في منزل أحمد الهوا نتعرف علي الوجه الآخر له٬ فهو خال عطوف علي أولاد شقيقته التي تعيش معه٬ وابن بار لوالدته الكفيفة. بل وجار شهم محبوب من جيرانه جميعا.

تتصاعد الأحداث بعد القبض علي حامد بتهمة قتل رشوان البرئ منها٬ فتلجأ سعدية لأحمد الهوا ليتقدم بشهادته عما حدث٬ وليثبت أن شقيقها برئ لم يقتل رشوان٬ وأنه كان قتل خطأ. يرفض الهوا متعللا بأنه يرعي والدته وأولاد شقيقته ولا أحد لهم غيره. وما أن ترحل ويعرف الهوا أن حياة حامد ستضيع يتقدم لتبرئة ساحته في اللحظة الأخيرة.

ـــ موعد مع إبليس "فاوست" بنكهة المليجي

متذ أن قدم الكاتب الألماني جوته٬ تحفته الفنية "فاوست" في جزأها الأول عام 1806 والجزء الثاني الذي أنهاه عام 1832 وتحولت القصة للعديد من الأعمال المسرحية والسينمائية في الشرق والغرب. وقد قدمتها السينما المصرية لأول مرة 1945 من خلال فيلم "سفير جهنم" من بطولة يوسف وهبي٬ وتعدد تناول قصة فاوست فيما بعد في السينما المصرية بتناول وتنوعات مختلفة٬ ففي العام 1973 قدمت نعمة مختار نفس القصة ولكن فاوست هذه المرة كان إمرأة٬ خادمة دميمة تبيع روحها للشيطان من أجل الجمال والمال في فيلم "امرأة غلبت الشيطان".

وفي العام 1955 قدم المليجي نفس القصة في فيلم "موعد مع إبليس" أمام زكي رستم٬ منير مراد٬ كريمان٬ عبد النعم إبراهيم ومن إخراج كمال التلمساني. تدور أحداث الفيلم حول طبيب يعيش في مدينة القاهرة، والذي يعاني من ضيق ذات اليد وقلة الإيراد الذي يدخل لعيادته الخاصة، وفي يوم من الأيام، يقابل الطبيب رجلًا يدعى نبيل، والذي ما هو إلا الشيطان نفسه "المليجي"، يقوم بعقد صفقة معه يساعده من خلالها في معرفة الأمراض التي يعاني منها مرضاه، وينال الطبيب على إثر ذلك شهرة واسعة ويصير ميسور الحال، ولكن تنقلب الأمور فيما بعد بما لا يسر٬ عندما يكتشف إن طفله سوف يموت.

ـ هل تتخيل أن "المليجي" يلعب دور مظلوم مطارد؟

بالطبع قد تستهجن أو لا تتخيل أن "المليجي" ملك ملوك الشر في السينما المصرية٬ يلعب دور شاب يتهم بالقتل ظلما فيهرب ليحاول إثبات برائته٬ بلي لقد فعلها المليجي وتمرد علي الصورة النمطية التي حصره فيها مخرجي تلك الفترة٬ فالمليجي يعني الشرير ولا يمكن أن يقدم سوي أدوار الشر٬ لكن المخرج المتميز كمال عطية رأي غير هذا٬ وقدم المليجي في "المتهم" إنتاج 1957. لعب المليجي دورا جديدا عليه٬ كيميائي شاب تنشب بينه وبين أحد زملائه في المعمل مشاحنات٬ فيستغل الأمر أحد السعاة وهي مجرم عتيد متخفي٬ ليسرق المواد الكيميائية ويقتل فيتهم المليجي بالقتل٬ يهرب لإثبات براءته٬ من خلال والده القاضي ولعب الدور حسين رياض٬ ولك أن تتخيل أيضا أن حسين رياض وعلوية جميل والدين للمليجي. تتوالي الأحداث حتي ينجح بطلنا الهارب في إثبات برائته والكشف عن الجاني الحقيقي٬ والذي أدي دوره النجم محمود إسماعيل.

ــ "العنكبوت".. غواية المعرفة التي تقود للهلاك

عن قصة للدكتور مصطفي محمود قدم المخرج يحيي العلمي في العام 1973 مسلسل "العنكبوت"٬ من بطولة عزت العلايلي٬ مديحة كامل٬ ومحمود المليجي الذي قدم دور الدكتور مصطفي داود٬ أخصائي المخ. يهتم داود بأبحاث عن ما يسمي بــ:"الجسم الصنوبري"٬ ويجد في حالة راغب دميان ضالته في الكشف عن طبيعة هذا الجسم ووظائفه التي حيرت العلماء.
يرفض راغب الكشف عن طبيعة الأبحاث التي يجريها علي نفسه وعلي أشخاص يختطفهم ليجري عليهم هذه التجارب٬ وعبر العديد من المطاردات والكر والفر بين داود ودميان٬ يصل داود في النهاية لمعمل دميان ويعثر علي مدوناته عن تجاربه وعن الجسم الصنوبري٬ لكن كان الوقت قد فات فقد احترق دميان مع معمله فما كان من داود إلا أن يخضع نفسه للتجربة بشغف العالم الذي يستجيب لغوابة المعرفة.

ــ عندما يصبح التأمين علء الحياة إشارة البدء لانتهائها

على الرغم من أن لجوء الناس للتأمين علي حياتهم يعد جزء من الإحساس بالأمان٬ وضمانة في حال تعرض الشخص منا لشدة أو أزمة٬ سواء بالمرض أو الوفاة أو التقاعد عن العمل٬ إلا أن هناك من يستغل هذا الأمر فيحولونه لتجارة سوداء تقوم وتزدهر علي دماء وحيوات البشر. وهو ما طرحه المخرج كمال الشيخ من خلال فيلمه "تجار الموت" عام 1957 من بطولة إيمان٬ فريد شوقي٬ رشدي أباظة٬ سعيد أبو بكر٬ فردوس محمد٬ ومحمود المليجي الذي أدي دور الدكتور "عباس" المتجرد من كل المشاعر الإنسانية.

عباس الذي خان شرف "أبوقراط" وتحول إلي عزرائيل يقبض أرواح الناس لا ينقذها٬ يستغل عباس عيادته للإيقاع بضحاياه بعدما يتفق مع عدد من موظفي إحدي شركات التأمين٬ علي قتل مرضاه ليقبض ذويهم مبلغ التأمين الذي يستولي عباس وعصابته علي ثلثيه وأكثر٬ حتي أنه لا يتورع عن قتل سيدة حامل في شهرها الأخير٬ بل ويتفق مع مراد لكي يتزوج ويتكفل بكل مصاريف زواجه فقط ليقتل العروس الشابة ليستولي زوجها بعد الاتفاق معه علي مبلغ التأمين. إلا أن مراد وفي صحوة ضمير يبلغ الشرطة عن عباس وعن جرائمه٬ وتنجح السلطات أخيرا في القبض علي عباس وعصابته الإجرامية.