جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

ناصر كامل: اجتماع «البيئة والمناخ» يضع جدول أعمال حتى 2030

السفير ناصر كامل
السفير ناصر كامل

قال السفير ناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، إن الإعلان الوزاري القادم للدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط ​​حول البيئة وتغير المناخ، المرتقب خلال الاجتماع المقرر انعقاده في ديسمبر 2020 بمصر، والذي هو قيد الإعداد حاليًا، سيشكل جدول أعمال المنطقة حتى عام 2030.

وأوضح أمين عام الاتحاد في بيان بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي- أن جدول أعمال المنطقة الذي من المقرر أن يتحدد خلال اجتماع القاهرة في ديسمبر المقبل، سيركز بصورة أكبر على حماية التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية في البر والجو والبحر، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ومع الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020.

وشدد على أن حماية التنوع البيولوجي والنظم البيئية تحتل مكانة متقدمة في جدول أعمال الاتحاد من أجل المتوسط، حيث أنها ضرورية للوقاية وتعزيز القدرة على تحمل الأوبئة التي قد تتفشى مستقبلا ولتوفير فرص تجارية واستثمارية فورية لاستعادة اقتصاد المنطقة، مضيفا: "تحتاج آليات التعاون المستدام للتنوع البيولوجي أكثر من أي وقت مضى إلى أن تكون في صميم خطط الإنعاش بعد أزمة كورونا

ولفت إلى أن الاتحاد يحتفل اليوم الجمعة "باليوم الدولي للتنوع البيولوجي"، تحت شعار "حلولنا في الطبيعة"، وذلك باعتباره فرصة ممتازة لزيادة الوعي بقضايا التنوع البيولوجي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، داعيا بهذه المناسبة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي في منطقة المتوسط لدفع التنمية المستدامة، مؤكدا دعمه للدراسات والمشاريع في المنطقة لوقف خسارة التنوع البيولوجي وتحقيق نمو مستدام وشامل للتعافي خلال فترة ما بعد كورونا.

وعلى صعيد متصل، ذكر الاتحاد من أجل المتوسط، في بيان له الجمعة بمناسبة اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، أن 32 من الأنواع المتوسطية انقرضت بشكل عام في الطبيعةً، وأدت الحرائق الهائلة الناجمة عن تغير المناخ إلى تدمير مساحات قياسية للغابات في السنوات الأخيرة وإلحاق الضرر بالتنوع البيولوجي، فضلا عن زيادة المناطق المعرضة للحرائق بنسبة %40 مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار %1.5 فقط.

وأضاف الاتحاد أن التنوع البيولوجي ليس فقط الحل لعدد من تحديات التنمية المستدامة، ولكنه مهم في حماية الصحة العامة، بعد أن أظهرت أزمة وباء "كوفيد-19" لأي مدى هذا الفقدان المتزايد في التنوع البيولوجي يجعلنا ضعفاء، ومدى أهمية استعادة التوازن بين الأنشطة البشرية والطبيعة.

وأشار الاتحاد إلى أن تقرير المنصة الحكومية العلمية والسياسية حول التنوع البيولوجي وخدمات الأنظمة البيئية (IPBES) خلص الى أن التنوع البيولوجي آخذ في الانخفاض عالميًا بمعدلات غير مسبوقة في تاريخ البشرية، حيث يواجه ما يصل إلى مليون نوع خطر الانقراض، والعديد منها في غضون عقود.

وتابع الاتحاد: " فوفقًا لأول تقرير علمي على الإطلاق حول تأثير تغير المناخ والتغير البيئي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، أعدته شبكة خبراء البحر المتوسط ​​حول التغيرات المناخية والبيئية (MedECC) بدعم من الاتحاد من أجل المتوسط ​​، فإن منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​ليست مستثناة من هذا التوجه على الرغم من كونها واحدة من النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي في العالم".

ولفت الاتحاد إلى أنه من بين 25000 نوع نباتي معروف، أكثر من نصفها متوطنة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مما يعني أنها لا توجد في أي مكان آخر، وقد تم تصنيف 28% منها بالفعل على أنها مهددة وذلك دون أخذ تزايد حرائق الغابات في الاعتبار؛ كما تم تصنيف ما يقرب من 2000 فصيلة على أنها "مهددة" في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها (IUCN)‏ %69 منها حيوانات و31% نباتات في حين يُتوقع انقراض 34% من أنواع الأسماك بسبب الإفراط في الصيد.

ونبه الاتحاد أن للأراضي الرطبة أهمية قصوى للتنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط: على الرغم من أنها تحتل فقط 2-3 % من مساحة حوض المتوسط، فهي موطن لأكثر من 30% من أنواع الفقاريات، ومع ذلك، فمنذ عام 1970، انخفضت مساحة هذه الأراضي بنسبة 48%، حيث تؤثر الفيضانات وتسلل المياه المالحة على نظمها البيئية.

وأعرب الاتحاد من أجل المتوسط ​​عن تشجيعه ودعمه للمشاريع الإقليمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​التي ترمي إلى حماية التنوع البيولوجي، مذكرا بعدد من تلك المشروعات في هذا الشان مثل مشروع مكافحة البلاستيك في المحميات البحرية ومشروع استعادة الغابات والمناظر الطبيعية.

وأضاف الاتحاد ان صندوق "MedFund"، الذي يعمل بالتنسيق مع جمعية التمويل المستدام للمحميات البحرية المتوسطية، يهدف إلىتعزيز الاستدامة المالية للمحميات البحرية في منطقة المتوسط لحماية التنوع البيولوجي البحري والمساهمة في الإدارة طويلة المدى لها.

ويعد الاتحاد من أجل المتوسط ​​مراقبا لاتفاقية التنوع البيولوجي (CBD) والجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيُعتمد هذا العام إطار عالمي للتنوع البيولوجي لما بعد 2020، ليشكل خطوة رئيسية نحو عكس اتجاه فقدان التنوع البيولوجي بما يتماشى مع رؤية عام 2050 التي تحمل عنوان "العيش في وئام مع الطبيعة".