«الوطية».. سر القاعدة التي فشل أردوغان و«الوفاق» في انتزاعها من الجيش الليبي
نجح الجيش الليبي، أمس، في صد هجوم واسع على قاعدة "الوطية"، شنته ميلبشيات حكومة الوفاق والمرتزقة السوريون والأتراك، مكبدا إياهم خسائر فادحة تخطت 50 قتيلا وأكثر من 170 جريحا بخلاف أكثر من 10 أسرى.
وتمثل قاعدة "الوطية" أهمية استراتيجية، ومن هذا المنطلق تسعى ميليشيات الوفاق للسيطرة عليها، ونوه الرئيس التركي رجب أردوغان، الإثنين الماضي، بأهميتها وقال إن أخبارا سارة ستأتي من ليبيا معتقدا أنهم سيسطرون على القاعدة، خلال الهجوم الذي شارك فيه ضباط وجنود أتراك إلا أنهم خسروا وعادوا أدراجهم.
قاعدة "الوطية الجوية" كانت تعرف سابقا باسم قاعدة عقبة بن نافع، وهي قاعدة جوية حربية، غربي ليبيا وتستخدم للأغراض العسكرية فقط، وذلك خلافا للقواعد الأخرى فهي داخل مطارات مدنية ما يصعب مهمتها، ومن يملكها يستطيع السيطرة على غربي البلاد وتسهيل عملياته في طرابلس بشكل كبير، فهي تبعد عن مطار طرابلس 75 كيلومترا، وتبعد عن قلب مدينة طرابلس 170 كيلومترا، وهو ما تخشاه حكومة الوفاق، لأن هذا سيسهل دخول الجيش العاصمة والقضاء على الميليشيات والجماعات التابعة لها.
كما تأتي أهمية القاعدة لقربها من تونس، حيث لا تبعد عن الحدود التونسية سوى 27 كيلومترا، وتريد الوفاق السيطرة على هذا المنطقة لتهريب الأسلحة والمقاتلين إليها، حيث أكد نواب تونسيون أن حكومة الوفاق تحاول إدخال مرتزقة وسلاح عبر الحدود التونسية.
وأنشئت القاعدة منذ عام 1942، وتعتبر ذات بنية عسكرية كبيرة تسمح لاستيعاب وإيواء 7 آلاف عسكري، وبها تحصينات قوية بخلاف التضاريس الجغرافية، وسبق أن تعرضت للقصف الأمريكي في الثمانينيات خلال حكم معمر القذافي، كما قصفها حلف شمال الأطنطي "ناتو" في 2011 لإسقاط القذافي لأهميتها الاستراتيجية بخلاف ضمها للعديد من الطائرات الحربية رغم قدمها.