جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

"حرب بدون أهداف".. هذه خسائر إسرائيل إذا شنت عملية عسكرية على غزة

حرب بدون أهداف
حرب بدون أهداف

خلال الساعات الأخيرة، جرت اجتماعات ومشاورات أمنية رفيعة المستوى داخل القيادة بتل أبيب، وبدا أن ذات الأمور تتكرر مع كل تصعيد، حيث يطرح سؤال واحد: هل ستشن إسرائيل عملية عسكرية على القطاع ؟

رغم التهديدات التي تصدر من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع نفتالي بينيت، فإن خيار الحرب مع حماس والجهاد يتراجع، فلا يوجد أحد في إسرائيل يعتقد أنه سيعود عليها بالفائدة، رغم أن الكل يتحدث عن ضرورة الحاجة لمثل هذه العملية الواسعة في غزة.

الجميع في "الكرياه"- وزارة الدفاع الإٍسرائيلية"- يعرفوا أن عملية عسكرية واسعة تعني قتلى من الجنود والمستوطنين، وبالتأكيد من الفلسطينيين، وأضراراً اقتصادية هائلة للجانبين على الحدود المشتركة، ولا أحد يعلم كم سوف تستمر هذه العملية العسكرية، ولا أحد يعرف نهايتها، وفي حال لم يتم القضاء على حماس، فستعود إسرائيل إلى النقطة ذاتها من جديد، وستضطر للحديث مع الحركة، وفي حال تم التخلص منها، فعلى إسرائيل العثور على حاكم جديد للقطاع، كي لا تضطر للتحكم في مليوني إنسان بنفسها.

هذا ما يفهمه الجانب الفلسطيني أيضًا، ولهذا الأسباب أيضًا فإن حماس مثل إسرائيل تسارع لإنهاء أي جولة تصعيد بسرعة، كما تحاول أن تنأى بنفسها عن أي مواجهة بين إسرائيل والجهاد الإسلامي.

في إعلانه عن الغارات الجوية ضد أهداف الجهاد الإسلامي، أمس الإثنين، لم يشر الجيش الإسرائيلي إلى حركة  «حماس» الحاكمة لغزة، والتي تأمل إسرائيل في التفاوض معها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. في السابق، حمّلت إسرائيل حماس المسئولية عن كل أعمال العنف الصادرة من القطاع، بغض النظر عن المنظمة المسلحة التى تقف وراءها.

لكن في الآونة الأخيرة يقوم الجيش الإسرائيلى بالتمييز وبشكل متزايد بين حماس وحركة الجهاد الإسلامي، والتي تعتقد إسرائيل أنها مسئولة عن معظم أعمال العنف على طول حدود غزة في الأشهر الأخيرة.

من ناحية حماس، فإنها لا تريد جولة عسكرية، ولكن تريد الضغط على إسرائيل لمزيد من التسهيلات الاقتصادية، مثل زيادة أعداد تصاريح العمل لسكان غزة، وتوسيع مساحة الصيد، والتي بشكل أو بآخر يمكن قراءتها أنها لتهدئة الغزيين حتى لا ينقلبون على حماس ويهددون حكمها في القطاع.

وهو ما يجعل حماس تطلق صواريخ على إسرائيل في حال تأخر المساعدات والأموال من قطر، وهو ما دفع أيضاً نتنياهو لإرسال رئيس الموساد لإقناع القطريين بـالدفع وتحويل الأموال إلى حماس.

ولكن إذا استمر إطلاق الصواريخ من غزة، ووسط حالة الذعر التي أصابت سكان بلدات غلاف غزة، فإنه من المحتمل أن تتوجه إسرائيل لشن عملية عسكرية على غزة، وحسب المؤشرات، فإنه ستكون أقوى من كل العمليات السابقة على غزة، "الرصاص المصبوب"، و"عمود السحاب"، و"الجرف الصامد".