جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«عن الحب والحرية» حين تكتب غادة نصار للإنسانية

عن الحب والحرية
عن الحب والحرية

من قال إن الماء عديم اللون والطعم والرائحة؟ ماء المطر لون الخضار مع الغيم مع إطلالة الشمس بحياء خلف السحب له رائحة الأسفلت المغسول والورد المروي وتراب الطريق حين يحكي كيف بدأ الخطو وكيف انتهى، له طعم الحب والحرية.

بهذه السطور التي تحمل معانٍ كثيرة بدأت الأديبة غادة نصار كتابها المعنون بـ"عن الحب والحرية" والكتاب يدخل تحت إطار كتابة المذكرات، أو اليوميات غير المؤرخة التي تحكى فيه عن عن أمور شتى تنبع من الذات لتنطلق إلى ما هو أبعد من ذلك في شتى مناحي الحياة.

أحسنت الكاتبة في اختيار العنوان "عن الحب والحرية" لأنهما كانتا الركيزتين الأساسيتين أو القدمين اللتين يقف عليهما بناء الكتاب، لذا جاءت سطور الكاتبة صادقة وساطعة مثل شمس يوليه لا تحجبها غيوم.

من رحم القيد تولد الحرية، لذا كتبت غادة من رحم القيد قد يولد المحلقون في فضاء الحرية الباحثون في سواد الليل عن ثقب يخرجهم خارج حدود الشيء والبعد إلى اللاشيء واللامكان واللازمان إلى الفناء مخلفين وراءهم قيمة لا تزول، قيمة الانعتاق، وأن الشوكة من حضن القيد قد انفلتت فصارت خيالا وإلهاما لمن كانت يوما تدميهم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

طافت بنا الكاتبة في بساتين الحب والحرية وقطفت لنا أزهارًا عطرة وزكية فأهدتنا إياها، تحدثت في اليوميات عن زحمة الساعات، ومفردات الحياة اليومية التي تسرق أعمارنا والتي تكون بلا جدوى أحيانا، وكأن الكاتبة أرادت أن تقول إنها جسد أنثى بقلب رجل أو أنها لا تحتاج إلى رجل يسند ظهرها، فبداخلها السند الذاتي.

تكررت الفكرة في عدة موضوعات "حتى يأتي آدم"، و"ليتك تدرى"، و"يا عائدا بالبحر"، جاءت هذه الموضوعات النسوية لتقول إن المرأة ليست ضعيفة ولا مستكينة، بل قوية وقادرة على تكون رجلا فليس بالضرورة أن يكون الرجل ذكرا لأنه ليس كل ذكر رجلا.

في الكتاب تناص مع بعض آيات القرآن الكريم فى أكثر من موضع ظهر ذلك فى أكثر من موضع وبخاصة في "شجون السحر"، أعجبني مقال "من غير سكر" الذى أرادت فيه الكاتبة أن تقول إن الحياة بلا مكسبات طعم أو إضافات تكون أفضل؛ لأنها تكون على طبيعتها التي فطرها الله عليها.