جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

كيف استعدت مصر لتفادي تأثير «كورونا» على السياحة؟

كورونا
كورونا

في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة، ظهور أول حالة مصابة بـ"كورونا"، لتصبح مصر الدولة رقم 28 على مستوى العالم في ظهور حالات الإصابة بالفيروس، والثانية عربيًا، اتجهت كل المؤسسات لاتباع إجراءات وقائية لتجنب تأثير ذلك على أعمالها، إلى جانب المحافظ على قوتها لبشرية وحمايتهم، خاصة وأن أعراض الفيروس تشابه مع الأنفلونزا العادية.

وأفصحت غرفة السياحة، باتحاد الغرف التجارية، عن نيتها عقد دورات تدريبية للعاملين في شركات السياحة المسجلة لدى الغرفة، للتعرف على كيفية التعامل مع المشتبه في إصابتهم بـ«كورونا»، تجنبًا لانتقال المرض لأكثر من شخص، وعدم نشر حالة من الذعر بين المسافرين أو العاملين بالشركة.

"الدستور" تواصلت مع بعض أصحاب الشركات، لرصد مقترحاتهم في آلية تلك الدورات، بما يحقق الاستفادة الفعلية منها، في مواجهة "كورونا"، الذي عرّفته منظمة الصحة العالمية على أنه ظهور أعراض على الشخص المصاب بارتفاع درجة حرارته 38 درجة فيما أعلى، مع كحة وضيق في التنفس وسعال واحمرار في العينين، ويكون قادمًا من مكان به الفيروس أو اختلط بشخص مصاب به.

عادل كامل، صاحب إحدى شركات السياحة، يقول إن فكرة تأهيل الشركات للتعامل مع "كورونا" في محلها، وبالفعل نحن في حاجة إليها، لأننا نتعامل مع كثير من الجنسيات، ومنهم بلاد انتقل إليها المرض غير الصين، مقترحا أن تكون التدريبات عبارة عن طرق التعامل مع المشتبه بهم، وكيف يمكن مقاومة انتقال العدوى، مشيرا إلى أن هذا المقترح إذا دخل حيز التطبيق سيكون له مردود إيجابي على العاملين والمسافرين، حيث سيخفف حدة القلق قليلًا في إمكانية نقل العدوى.

أحمد عمار، صاحب شركة سياحة أخرى، أيد فكرة البحث عن طرق للتدريب على التعامل مع الحالات التي يشبه في حملها فيروس "كورونا"، أو أي فيروسات أخرى، فهو مفيد للعاملين بالشركة، وخاصة المتعاملين بشكل مباشر مع الوفود المسافرة أو التي تصل إلى مصر، ما سيخفف حدة التوتر في ظهور حالات مشتبه بها أمامهم.

وأكد أن البدء في التفكير في مثل تلك التدريبات هو مطلب جماعي من شركات السياحة، خاصة وأن البلاد التي أصيب بها حالات بـ"كورونا" بدأ تتراجع الرحلات منها وإليها، وأن قطاع السياحة في الوقت الحالي من أكبر القطاعات التي تم ضربها بسبب الخوف الذي اجتاح كثير من بلدان العالم بسببها.

غرفة شركات السياحة ممثلة في أحد أعضائها، هو محمد فاروق، رئيس لجنة السياحة الإلكترونية بالغرفة، أعلن عن تنظيم دورة تدريبية، بالتعاون مع وزارة الصحة، لأصحاب الشركات السياحية التي تتعامل مع وفود قادمة من بلاد أخرى، حول كيفية التعامل مع حالات الاشتباه في "كورونا"، منعًا لدخوله إلى مصر، والحفاظ على حركة السياحة.

وأوضح، أن الغرض الأساسي من تلك الدورات هو وضع آلية كاملة للتعامل مع المرض الجديد أو أي فيروسات أخرى بشكل سليم، يُجنب انتقال العدوى، معلنًا عن دعوة 150 شركة سياحة مسجلة لدى الغرفة لحضور التدريب، مؤكدا على ترحيب وزارة الصحة بفكرة الدورات بالتعاون معها، مبدية استعدادها لإرسال أطباء مخضرمين ليكونوا مسئولين عن تلك الدورات التدريبية، لتدريب العاملين في الشركات على كيفية التعامل مع حالات الاشتباه بشكل سليم.

بحسب منظمة السياحة العالمية، تقدر خسائر السياحة العالمية بحوالي 650 مليون دولار جراء إلغاء الحجوزات السياحية منذ انتشار فيروس "كورونا"، وأعلن جمعية السياحة الأوروبية "ETOA" أقرت إلغاء حوالي ثلثي الرحلات التي تم حجزها من الصين إلى أوروبا، لقضاء عطلة رأس السنة الصينية، التي وصلت إلى نحو 170 ألف عملية إلغاء، ما يعني خسارة في الإيرادات تبلغ نحو 340 مليون يورو.

يذكر أنه لا توجد إحصائية دقيقة حول أعداد السياح الصينيين الوافدين إلى مصر حاليًا، بحسب السفير الصيني بالقاهرة، لكن هناك مؤشرات بارتفاع معدلات السياح الصينيين إلى مصر خلال الـ 3 سنوات الأخيرة بنسبة 30%، وفقا لقنصل عام الصين بالإسكندرية جياولي ينج.