جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«توتو على كبّوتو».. من مفردات الحارة المصرية

الحارة المصرية
الحارة المصرية

" بص يا عم الحاج توتو على كبوتو"، عبارة مصرية خالصه لن تسمعها خارج حدود الوطن.

المقصود بها لن أترك لك بضاعتى إلا بعد أن استلم المال كاملا دفعة واحدة عدا ونقدا، وغالبا ما تلحقها عبارة "يا كده يا إما بين البايع والشارى يفتح الله يا زميل".

لا أخقفيك سرا أن هذه العبارة أعجبتنى وأثارت بداخلى سؤالين، أما الأول: فمن هو "توتو"؟، أما الثانى فمن هو "كبوتو" ؟ والسؤالين طرحا سؤالا أخر، لماذا جاءت هذه العبارة الغريبة التى لا تمت للغة العربية الفصحى بصلة لا من قريب ولا من بعيد ؟.

حين بدأت عملية الاستقصاء حول هذه العبارة العجيبة مط الكثيرون شفاههم بأنهم يعرفون العبارة ومعناها ولكن لا يعرفون توتو ولا كبوتو ولا يعرفون سبب قولها، لكنى بعد بحث وجد ضالتى عند شخص قال أنا أعرف الإجابة. فقلت عرفنى بها، فقال: أحد الشخوص أخبرنى أن سائقا يسمى "توتو" أراد بيع سيارته إلى أخر وبعد الإتفاق على المبلغ المحدد أخرج المشترى للاسطى توتو ثمن السيارة ناقصا، فغضب وقال " فلوس توتو على كبوتو " أى لابد وأن تدفع ثمن السيارة كاملا، وتضعه على كبوت السيارة بلا أى نقص حتى أعطيك السيارة.

وبالفعل ذهب المشترى إلى صديق واستدان منه تكملة المبلغ ثم عاد إلى توتو ومعه اللمبلغ كاملا، ووضعه على كبوت السيارة فوافق على اتمام عملية البيع. ومن هنا جاءت هذه العبارة التى أصبحت مثلا يحتذى به فى عملية البيع والشراء خاصة إذا كان البائع لا يثق فى المشترى، أو أنه فى ضيق مالى ولا يقدر على التأجيل أو التقسيط. أقنعنى كلام الشخص رغم أنى لا أعرف مصدره فى هذه الرواية.
والحقيقة أن " عبارة توتو على كبوتو " جاءت خلال السنوات الخمس الأخيرة لتمشى جنبا إلى جنب مع العبارة المصرية العتيقة " البكا على راس الميت " والتى تقال أيضا وقت عملية البيع والشراء بين اثنان لا يجمعهما وفاق كامل فيقول البائع للمشترى. قبل ما نبدأ ونفاصل فلوسك جاهزة اتكلم فى بيع وشرا متزعلش منى البكا على راس الميت. أى فى التو واللحظة وكأن المثل يقول إن لم يبك أهل الميت عليه وقت موته فمتى يبكون ؟