جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

للوصول إلى أرضية مشتركة.. «الخشت» يدعو «الطيب» لحوار مفتوح

الخشت و الطيب
الخشت و الطيب

◄ «الخشت» يعيد نشر رده على «الطيب» بمؤتمر الأزهر بعد تحريف بعض المواقع له
◄ د. الخشت على منصة المؤتمر: لم أكن أريد حجاجًا بل أردت حوارًا
◄ د. الخشت: لا يجب أن تكون العلاقة مع التراث علاقة تقديس أو تهوين
◄ د. الخشت: الحقيقة المطلقة هو الله تعالى وحده، مخلصين له الدين. والله سبحانه هو مالك الحقيقة المطلقة وليس البشر


نشر الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، نص كلمته ردًا على الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال فعاليات مؤتمر "تجديد الفكر الإسلامي"، وهو الرد الذي أخفاه البعض بعد المناظرة، وحاولوا التحريف فيه في الأداء واللفظ ومحاولة تشويهه بتدخلات تقنية.

وقال "الخشت": "واجهت طريقة غير متوقعة في فهم كلامي، ولا أريد أن أقع في نفس الفخ بأن ألقي اتهامات مقابلة، لأنه تم قياس كلامي على تيار آخر، وتم تحميل كلامي معاني تيار آخر مضاد للأزهر! وهذا ليس حقيقيًا"، وتابع الدكتور الخشت: "أنا عندما أقول، أعني ما أقول وبدقة". مؤكدًا على أن ما يقوله نتاج دراسات علمية قام بها عبر أربعة عقود.

وقال الدكتور الخشت لشيخ الأزهر، خلال مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي: "فضيلة الإمام، لم أكن أريد حِجاجًا، ولكن كنت أريد حوارًا وبحثًا عن أرضية مشتركة"، موضحًا أن البعض يفكر بطريقة (إما.. أو)، وأن هذا تفكير أرسطو الذي يقوم على الفصل الإبستمولوجي المعرفي القائم على الفصل بين بديلين، والإسلام لا يقوم على الفصل.

وأكد الدكتور الخشت، خلال كلمته، أنه لا يستطيع أحد الزعم بامتلاك الحقيقة المطلقة، وأن الإمام الشافعي إذا عاد إلى عصرنا سيأتي بفقه مختلف، موضحًا أن تجاوز التراث الذي طرحه لا يعني النفي والإلغاء وحدهما، ولكن التجاوز معناه الإلغاء والحفظ معًا، وأن يكون لدينا مجموعة من النقائض المتصارعة، لكي تتفاعل ونصل منها إلى مُرَكّب جديد، والمركب الجديد ليس نفيا للتراث بشكل مطلق، مشيرًا إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لم يأت ليؤكد اليهودية في مقابل المسيحية ولم يأت ليؤكد المسيحية في مقابل اليهودية، قائلًا: إن علماءنا يقولون لنا إن الإسلام مهيمن ومصدق لما بين يديه من الكتاب، سواء كان توراة أو إنجيلًا، فهو مُركّب.

كما أكد الدكتور الخشت موقفه من التراث دون تهوين أو تقديس. وأنه حاول في كلمته أن يتجاوز التهوين أو التقديس، وأنه لا إهانة للتراث ولا تقديس للتراث، وأنه لا يصح أن أحكم على التراث كله مرة واحدة بالسلب أو الإيجاب ، وأوضح أنه لا بد أن نميز في التراث بين العناصر الحية والعناصر الميتة.

وشدد الدكتور الخشت على أنه لا ينتمي إلا لعقيدته، قائلًا: أنا مسلم ولست أشعريًا، أنا مسلم ولست معتزلا، أنا مسلم ولست ما تريدون، لماذا أحصر فهم العقيدة الإسلامية في فهم الأشعري؟!. وتساؤل؛ هل لو أنا أردت أن أكون مثل الأشعري.. هل أسير على آرائه بالضبط؟! أم أرد على العصر بأساليب العصر؟! بالتأكيد أرد على العصر بأساليب العصر.

ودعا الدكتور الخشت، شيخ الأزهر وعلماء الأزهر للحضور لجامعة القاهرة، وأن يتحدثوا في حوار مفتوح وحر إلى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، لتبادل الآراء والبحث عن أرضية مشتركة من أجل تجديد حقيقي.

يذكر أن الدكتور الخشت من المتخصصين في علوم الدين، وهو أستاذ فلسفة الدين في كلية الآداب بجامعة القاهرة، ورئيس لجنة الفكر بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضو مجلس أمناء أكاديمية الأوقاف المصرية لتأهيل وتدريب الأئمة بوزارة الأوقاف المصرية.

ومن أهم مؤلفاته في علوم الدين كتاب "مفاتيح علوم الحديث وطرق تخريجه"، وكتاب "الدليل الفقهي"، ومن مؤلفاته في فلسفة الدين كتاب "مدخل إلى فلسفة الدين"، وكتاب "المعقول واللامعقول في الأديان"، ومن أشهر تحقيقاته لكتب التراث "كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة" للسخاوي.

إضافة إلى ذلك، كتب عن فكره عشرات الأساتذة والمفكرين والباحثين من كبار الأساتذة الأكاديميين في الجامعات العربية والأجنبية أكثر من مائة بحث علمي ورسالة ماجستير ودكتوراه في الوطن العربي والغرب، آخرها الكتاب الذي أصدره عنه "كرسي اليونسكو للفلسفة" تحت عنوان "فيلسوف التجديد والمواطنة والتقدم"، والذي شارك فيه أكثر من 28 باحثًا من مختلف أنحاء العالم.