جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

هيثم الحاج علي: إجراءات لحل «أزمة طوابير معرض الكتاب.. والأسعار ستكون فى متناول الجميع

هيثم الحاج علي
هيثم الحاج علي

قال الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة للكتاب، إن الدورة الـ٥١ لمعرض الكتاب ستعكس الوجه الحقيقى لمصر، من خلال برنامج يركز على هويتها وامتداداتها الإفريقية.

وأضاف «الحاج على»، فى ندوة «الدستور»، أنه تم العمل على تلافى جميع السلبيات التى ظهرت خلال الدورة السابقة، عبر زيادة عدد خطوط الأوتوبيسات إلى مقر المعرض، واتخاذ إجراءات للقضاء على أزمة التكدس والطوابير عند دخول الزوار، مشيرًا إلى تخصيص قاعة لإبداعات الكتاب الجدد من الشباب وإقامة فعاليات للمرأة والطفل.

■ بداية.. ماذا عن قيمة ومكانة معرض القاهرة للكتاب بالمقارنة بالمعارض المماثلة على مستوى العالم؟
- الصحافة الإنجليزية كانت قد أطلقت على معرض القاهرة الدولى للكتاب فى التسعينيات لقب «the face of Egypt»، أو «وجه مصر»، ومنذ انطلاق دورة اليوبيل الذهبى، الدورة الـ٥٠ فى العام الماضى، ووزارة الثقافة تسعى لأن يكون المعرض انعكاسًا لكل ما يحدث داخل المجتمع المصرى على مستوى القطاع الثقافى والإبداعى والقيمى على أن يتم تقديم كل ذلك فى وجبة متكاملة خلال ١٤ يومًا تكفل لزائر المعرض التعرف على وجه مصر من خلاله، ومن ثم فإن «هيئة الكتاب» اتخذت خطوات قوية حتى يعود مرة أخرى معرضًا يمثل «الوجه الحقيقى لمصر».
■ ما أوجه الاختلاف بين الدورة السابقة للمعرض والحالية.. وكيف سيتم تفادى المعوقات التى واجهتها الهيئة سابقًا؟
- الدورة الماضية كانت استثنائية من عدة أوجه، أول وجوهها أنها كانت دورة لليوبيل الذهبى للمعرض بمناسبة مرور ٥٠ عامًا على إطلاقه، كما كان جدول فعاليات الدورة الماضية مختلفًا بعض الشىء، باعتبار أن «هيئة الكتاب» كانت تعتبره كرنفالًا وليس دورة عادية، حتى الشكل الدعائى وأغنية المعرض «متجمعين فى القاهرة»، كان مختلفًا تزامنًا مع نقله لأول مرة إلى المركز الدولى للمؤتمرات.
ولجان المعرض عملت على تفادى سلبيات الدورة الماضية، على مستوى التنظيم والدخول والمواصلات والفعاليات، وتم العمل عليه مع الجهات المعنية بهدف تفاديها فى هذه الدورة، منها مثلًا معالجة أزمة دخول الزوار والطوابير، وما يتعرضون له من تفتيش داخل المعرض بعد مرورهم بالبوابات، وتم حل ذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية ومركز مصر للمؤتمرات، من خلال تأمين دخول راكبى السيارات عبر محور معزول عن المعرض تمامًا، وتوفير أماكن للسيارات عبر «جراج» معزول عن المعرض تمامًا، وهو ما سيمنع تكدس الزوار، وستكون كل أبواب المعرض مفتوحة بلا تفتيش أو طوابير.
والدورة الحالية تشهد إنشاء صالة جديدة، تحت رقم ٥، وتم بناؤها وتصميمها للجمهور بشكل ديكورى، وتتخصص للمسرح والسينما والكتب التعليمية.
■ كيف عالجت الهيئة زيادة عدد الناشرين؟
- تمت معالجة أزمة زيادة عدد الناشرين المشاركين من خلال تعديل شكل الأجنحة وتقليل مساحات الأجنحة الكبيرة، وهو ما أدى إلى استيعاب كل العدد.
■ لماذا تم تقليص عدد الأنشطة؟
- أتحفظ على وصف «تقليص»، فالبرنامج الذى أعد للدورة الماضية كان استثنائيًا كونها دورة لليوبيل الذهبى، وبالنظر إلى عدد فعاليات الدورة الـ٥١ فإنها تقترب من الـ١٠٠٠ فعالية، ما يعتبر عودة للمعدل الطبيعى لفعاليات المعرض، كما كانت فى الدورات السابقة، باستثناء دورة اليوبيل الذهبى، باعتبارها «دورة استثنائية».
■ كيف تحتفى «هيئة الكتاب» بشخصية المعرض هذا العام الدكتور جمال حمدان؟
- الهيئة أصدرت «شخصية مصر» للدكتور جمال حمدان فى ٤ مجلدات عن «مكتبة الأسرة»، ستكون فى المعرض بسعر ١٤٠ جنيهًا للجمهور، وهى مجلدات تباع كاملة فى أجزائها الأربعة، فضلًا عن تنظيم العديد من الندوات، التى تتناول أعماله وحياته وإنجازاته، ومنها على سبيل المثال «حمدان فيلسوف الجغرافيا.. سيرة ومسيرة»، و«القضايا الإقليمية واستراتيجيات الأمن المصرى عند جمال حمدان»، و«جمال حمدان.. شاعر المكان والخرائط»، و«القومية العربية وسؤال الهوية.. فى فكر جمال حمدان»، وغيرها من اللقاءات التى ستتناوله وتعقد فى القاعة الرئيسية بالمعرض.
■ لماذا تم اختيار «تريزيجيه» سفيرًا للمعرض دون غيره من مشاهير كرة القدم؟
- اختيار لاعب كرة القدم محمود تريزيجيه سفيرًا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب يضمن تحقيق دعاية كبيرة، وعندما تم الاتصال به وافق على الفور وأبدى ترحيبًا كبيرًا بذلك، وأكد للمسئولين أنه سينشر صورة له عبر حسابه بموقع «إنستجرام» وهو يرتدى «تى شيرت» لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وهو ما يضمن تحقيق دعاية للمعرض لنحو ٣٠ أو ٤٠ مليون متابع فى الخارج من جمهور اللاعب.
■ هل تواصلت الهيئة مع الأدباء، الذين غابوا عن المعرض الدورات الماضية من أجل عودتهم؟
- بالفعل، منهم مثلًا الشاعر الكبير فاروق جويدة، الذى وافق على المشاركة فى فعاليات المعرض هذا العام بعد انقطاعه لسنوات، كذلك سيحضر الكاتب الكبير نبيل فاروق وسيكون من أبرز ضيوف قاعة «جمال حمدان».
■ ألن يكون للمعرض دور فى خدمة النسق العام الذى تسير عليه الدولة؟
- اللجنة العليا للمعرض حددت نسقًا يعبر عن السياق العام للدولة، وبمناسبة رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى قررت أن يكون النسق العام عن القارة السمراء، الأمر الذى عكسه اختيار السنغال ضيف شرف للمعرض، كما أن يكون المحور الرئيسى للدولة هو «مصر إفريقيا.. ثقافة التنوع»، إضافة إلى اختيار الدكتور الراحل جمال حمدان شخصية للمعرض، وهو مثلث يعبر عن مجموعة من الترابطات بين إفريقيا والهوية المصرية والإفريقية، وهو ما يفرز مجموعة من المحاور الجديدة، التى سيراها جمهور المعرض، مثل صدور بعض الكتب الجديدة فى هذا السياق، واستضافة عدد من الكتاب الأفارقة، إضافة إلى إقامة فعاليات مثل «كاتب وكتاب»، التى ستركز على بعض الكتب الإفريقية، واستحداث جائزة جديدة عن الكتب، التى تحتوى على دراسات لها علاقة بإفريقيا، وهى جائزة غير ثابتة، سيتم تغيير عنوانها، طبقًا للمحور الرئيسى لكل دورة، إضافة إلى إقامة ١٢ ندوة عن القارة فى القاعة الرئيسية؛ منها ٦ ندوات تنظمها اللجنة الثقافية بالهيئة، و٦ أخرى بالتعاون مع كلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، وستكون بمثابة مؤتمر علمى يقدم أوراقًا بحثية محكمة بحضور جمهور علمى متخصص، على أن يتم نشر الأبحاث التى ستقدم فى هذه الندوات فى كتاب سينشر بعد انتهاء فعاليات الدورة.
■ هل يتضمن الحدث محورًا لـ«رفض التطبيع» باعتباره يتسق مع أفكار شخصية الدورة؟
- اللجنة العليا لمعرض الكتاب تعتبر مسألة رفض التطبيع من الثوابت القومية، وهى من الموضوعات التى قُتلت نقاشًا، وأغلب المحاور ستتناول أفكار الدكتور جمال حمدان بما فيها كتابه عن اليهود، الذى سيتم إفراد مناقشة خاصة له.
■ ماذا عن فعاليات المرأة والطفل؟
- الفعاليات الخاصة بالمرأة والطفل والكتّاب الجدد تستحوذ على النصيب الأكبر من الدورة، ومنها ما يتم بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، والمجلس القومى للإعاقة، وهناك تيسيرات كبيرة تم تقديمها فى هذا الشأن، كما تشارك الدكتورة رشا قلج فى الدورة باعتبارها الشخصية النسائية الأكثر تأثيرًا فى إفريقيا لعام ٢٠١٩، أما بالنسبة للأطفال فيخصص المعرض جناحًا خاصًا للأطفال وقاعة للاطلاع، إضافة الى ورش تفاعلية لهم.
■.. والكتّاب الجدد؟
- بالنسبة للكتّاب الجدد هناك محوران ستعقد ندواتهما فى قاعتين مخصصتين للشباب، الأولى هى «المقهى الثقافى» ويكون مسئولًا عنها الشاعر والناقد عمر شهريار، وتعرض فيها أبرز مؤلفات الشباب الجدد، أما القاعة الثانية فتحمل اسم «شباب إفريقيا».
■ هل يتم استغلال الكتب المتراكمة فى المخازن وطرحها للجمهور؟
- الهيئة تعمل فى المعرض على إعادة تقديم إصداراتها الموجودة فى المخازن للجمهور فى جناح، باسم «كنوز هيئة الكتاب» على أن يتم بيعها بسعرها للجمهور دون زيادة فى صالة «٤».
كما أن انخفاض سعر الدولار سيسهم نسبيًا فى تخفيض أسعار الورق والأحبار، الأمر الذى سينعكس على أسعار إصدارات دور النشر، والأسعار ستكون فى متناول الجميع.
■ لماذا تم رفع سعر تذكرة الدخول للمعرض من ٣ إلى ٥ جنيهات؟
- أزمة «الفكة» وراء رفع سعر التذكرة من ٣ إلى ٥ جنيهات، إذ كان يتسبب فى تكدس الزوار، وسعر التذكرة الحالى لا يقارن مثلًا بسعر تذكرة معرض فرانكفورت للكتاب الذى يصل إلى ٢٠ دولارًا.