جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

حازم حسين: مؤتمر أدباء مصر أصابه الوهن ويحتاج لإعادة هيكلة

جريدة الدستور

قال الشاعر حازم حسين أمين عام مؤتمر أدباء مصر في دورته الحالية، إن مؤتمر أدباء مصر أصابه الآن قدر من الوهن، وباتت يحتاج عملية تصحيح عاجلة.

وأضاف حسين في حواره لـ"الدستور"، أن المؤتمر يحتاج للتطوير وإعادة الهيكلة، أو حتى إعادة التأسيس، لكن الإلغاء ليس أمرا صائبا، فهو أقرب إلى بتر ساقك لأنها زلّت على الطريق، بينما نستعيد التوازن أولا، ثم نفكر فى الخطوة التالية.

- واجهت الدورة السابقة للمؤتمر عددا من الأزمات أبرزها ترك الضيوف للفعاليات.. هل سيتم معالجة الأمر؟

المؤتمرات سياق اجتماعي غرضه التفاعل على أرضية مشتركة، وإذا نظرنا إلى مؤتمر أدباء مصر وفق تلك الرؤية، فلا يمكن الفصل بين فعالياته السوسيو ثقافية على تنوعها، فالجلسة البحثية تعادل المائدة المستديرة، ولا فارق عن الأمسيات الشعرية والحلقات النقاشية ولقاءات الطعام وجلسات المقاهي، لا يمكن النظر إلى المؤتمرات باعتبارها فصلا مدرسيا كامل العدد، هذا الأمر لا يحدث في أية فعالية ثقافية، وحتى على مستوى الطاقة الطبيعية فإنه لا يمكن لشخص طبيعي متابعة أكثر من أربعين فعالية تتجاوز 80 ساعة خلال يومين، تتزامن خمس أو ست فعاليات منها في كثير من الأوقات، هنا تكون العبرة بكفاءة التفاعل وفق ما تسمح به اعتبارات الطاقة والتوازن لدى كل مشارك أو ضيف على المؤتمر.

- كيف يتم تطوير المؤتمر من وجهة نظرك كأمين عام للدورة الـ34؟
يلعب المؤتمر دورا مهما في التشبيك الثقافي، وتعميق حالة التفاعل بين المبدعين، لكن ما لا يُمكن إنكاره أن التجربة بدأت شابة قبل أن يصيبها قدر من الوهن، وباتت تحتاج تصحيح عاجل، وبشكل شخصي أرى أن تلك المهمة تبدأ من إعادة الاعتبار للفكرة في ضوء المتغيرات الاجتماعية والثقافية، ومطابقة الفعل لاسمه، فبعدما تحول المؤتمر من أدباء الأقاليم إلى أدباء مصر كان يتعين إعادة إنتاج الحدث وفق رؤية مغايرة، والآن يبدأ تحدي التطوير من إطلاق سراح المؤتمر وإخراجه من سجن أندية الأدب، ويتبع ذلك العمل على بناء قاعدة تمثيل نوعية، ومأسسة المؤتمر عبر إكسابه شخصية مستقلة في الموازنة وأطر العمل، بما يجنبه التسول السنوي للاستضافة وما يحيط به من إحجام بعض المحافظين أو تعنتهم.

-حدثنا عن جدول فعاليات الدورة الحاالية للمؤتمر؟
تضم أكثر من أربعين فعالية بين جلسات بحثية، موائد مستديرة، ورش عمل، حلقات نقاشية، فالمحور الفكري للمؤتمر تغطيه 7 جلسات تناقش طبيعة الحراك الثقافي وأثر الترجمة وفاعلية تقنيات التواصل والفجوة بين التعاطي مع المواد الثقافية تنظيرا وتطبيقا، إضافة إلى محور يشتمل على خمس أوراق عن الإبداع في بورسعيد، وسبع موائد مستديرة عن شخصية المؤتمر وتجديد الخطاب الثقافي وسطوة الموروث الاجتماعي والديني في مواجهة حالة الحراك الثقافي، وثلاث ورش عمل تتناول أوضاع المؤتمرات وأندية الأدب وسلاسل النشر في قصور الثقافة، إضافة إلى حلقتين نقاشيتين عن حصاد مؤتمر أدباء مصر وما أفرزه من سلبيات وإيجابيات طوال تاريخه، كذلك يتضمن البرنامج مائدة عن ثقافة الحرب والمقاومة بمشاركة عدد من المقاتلين وقدامى المحاربين، وعروضا فنية على مسرح المركز الثقافي وعدد من حدائق بورسعيد، وأمسيات قراءات قصصية وثلاث عشرة أمسية شعرية مصحوبة بعروض موسيقية وغنائية بين المركز وقصر الثقافة ومكتبة مصر العامة وحديقة الأمل ومعهد الخدمة الاجتماعية وكلية الآداب وأربع مدارس ثانوية.

-هل هناك فرق بين الدورة الحالية والماضية، وما هي الإختلافات؟
لكل دورة ظروفها العملية والتنظيمية، خاصة أن الأمر يرتبط بأبعاد متشعبة يخرج أغلبها عن دائرة ولاية الأمانة وسيطرتها، فمثلا يتحدد مستوى المؤتمر حسب المحافظة المضيفة، والوقت المتاح تنظيميا، الزملاء في الدورة الماضية أنجزوا عملا جيدا في ضوء ما توفر لهم، ونحن من جانبنا حاولنا أن ننجز، سواء على صعيد التأسيس الفكري المعمق، أو مطبوعات المؤتمر الثمانية ونوعيتها، وزيادة مكافآت المكرمين، وتكريم كل الراحلين بين دورتي المؤتمر، وإعداد مشروع شامل لتعديل اللائحة بما يوفر أفضل صيغة ممكنة عمليا حسب اللوائح المنظمة للهيئة وموازنتها ودولاب عملها، وأعتقد أننا استكملنا عملا جيدا أنجزه الزملاء في الدورة السابقة.

-طالب البعض بإلغاء المؤتمر بإعتباره إهدارا للمال العام.. كيف ترى ذلك؟
الثقافة استثمار نوعي ثقيل، حتى لو لم يظهر مردوده على المدى القريب، لو اعتبرناها خدمة كما تنظر لها المؤسسات الرسمية، فإننا في الحالتين أمام صناعة وحالة ديناميكية غير تجارية، وبما أنه لا يمكن حساب عوائدها بمنطق الحسابات المالية للشركات، فإن تعبير "إهدار للمال العام" يبدو مبالغة.

فالمؤتمر يمثل حالة فريدة، هو الحدث الثقافي الأقدم والأكثر استمرارية وانتظاما في مصر والمنطقة، لو استبعدنا معرض الكتاب باعتباره سوقا ونافذة لتسويق الكتب، وتلك الوضعية تفرض النظر إلى المؤتمر في ضوء تاريخه وذاكرته الثرية وقدراته المتاحة والمعطلة. يمكن الاتفاق على أن المؤتمر يحتاج للتطوير وإعادة الهيكلة، أو حتى إعادة التأسيس، لكن نداء الإلغاء ليس أمرا صائبا، وهو أقرب إلى بتر ساقك لأنها زلّت على الطريق، بينما الأقوم أن نستعيد التوازن أولا، ثم نرى كيف تكون الخطوة التالية.