جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

كيف تحول عداء عبد الرحمن الشرقاوي لفاروق حسني إلى صداقة؟

جريدة الدستور

جمعت مواقف كثيرة بين الكاتب الراحل عبد الرحمن الشرقاوي، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، مع الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، وبدأ تلك العلاقات بمهاجمة الشرقاوي لـ"فاروق"، عقب تكليفه بمنصب وزير الثقافة، وانتقده انتقادًا لاذعًا في الصحف وقتها، حتى ذهب إليه الأخير إلى منزله، ليعرفه بنفسه، وتحول بعدها الانتقاد إلى صداقة دامت سنوات.

ويقول فاروق حسني لـ"الدستور"، عن علاقته بالشرقاوي: "بعد حلفي اليمين الدستوري، جاءني خبر من الإسكندرية بأن والدتي في غرفة العناية المركزة، فسافرت فورًا، وبعد زيارتها والاطمئنان عليها، وأثناء عودتي، فوجئت بمكالمة من الكاتبة الصحفية حُسن شاه، تقول لي: "أرجو أن تتصل بموسى صبري ضروري الآن، لأنه حاول الإتصال بك والحديث معك، وهذه أرقام تليفونه"، وكانت محاولته بسبب مقال كتبه الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي، ينتقدني فيه بعد تكليفي بمنصب وزير الثقافة.

ويتايع: "لم أكن قد القتيت بموسى صبري من قبل، لكن كنت أعرفه تمامًا من كتاباته، وبالفعل اتصلت به، ورحب بي بشدة، واستطرد قائلًا: "عرفت عنك الكثير من شخص موثوق به إلى درجة كبيرة جدًا، ولا ترقي آراؤه للشك وهو السيد منصور حسن – وزير الثقافة الأسبق، قال لي: مبروك عليكم فاروق حسني، وأشاد كثيرا باختيارك".

وتطرق الكلام إلى ما قال الشرقاوي، فقال: "عليك بالاتصال به فهو لا يعرفك، لهذا يهاجمك، وأعطاني رقم تليفونه"، وبعد ذلك صارت صداقة كبيرة بيني وبين موسى صبري، وجمعتنا الكثير من اللقاءات.

ويكمل فاروق: "أعرف عبد الرحمن الشرقاوي جيدًا من خلال كتاباته، فكنت دائمًا أتابعه وأقرأ ما يكتبه، حيث أنني من الصغر وأنا عاشق للقراءة، واقتناء الكتب، لكن الشرقاوي لم يعرفني، لذلك هاجمني في الصحف أثناء تكليف بمنصب وزير الثقافة وكتب مقالا بعنوان: "من هذا الوزير؟ نحن نرفضه"، وكان المخرج كرم مطاوع صديق مشترك بيني وبين الشرقاوي، وفي حضوره بادرت بالاتصال بالشرقاوي، وعرفته بنفسي، وفأجاءه الأمر تماما، فأسرع يقول: حين اقتنع برأي فإني لا أتردد في كتابته.
فقلت له كيف تقتنع بشخص مجهول بالنسبة لك، خصوصًا أن ما أبدعه مختلف تمامًا عما تبدعه، فأنا قرأت لك كثيرًا ولكن بالنسبة لي أنتم لم تقرءوا ما أنتجه".

وطلبت منه أن أذهب إليه في الحادية عشرة من صباح اليوم التالي لمقابلته في منزله، بصحبة كرم مطاوع، فقال: لا يصح سوف آتي إليك في مكتبك، قلت له: أنت الكبير وسوف نكون عندك صباحًا في منزلك، واستقبلني كرم مطاوع في بيت الشرقاوي: وقال الكاتب له لو كنت مكانك ما سعيت أبدًا للقائك والمجيء حتى بيتك".

وتحدثنا طويلًا وأوضحت له رؤيتي الثقافية، وتفهم الأمر ثم قام وقبلني مرتين، وأقام بعد ذلك وليمة عشاء كبيرة تكريما له دعا إليها عددًا من الكتاب والفنانين والمسئولين وقال جملة ما زالت عاقلة بذهني: لقد غرر بي، وبعد ذلك أصبحنا أصدقاء.

من مؤلفات عبد الرحمن الشرقاوي، رواياته: الأرض عام 1954، وقلوب خالية عام 1956م، ثم الشوارع الخلفية عام 1958م، وأخيرا الفلاح عام 1967م

حصل عبد الرحمن الشرقاوي على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1974 والتي منحها له الرئيس السادات، كما منحه معها وسام الآداب والفنون من الطبقة الأولي.