جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أبوالمحامى

جريدة الدستور



منذ أن تخرج ابن عمدة قريتنا فى كلية الحقوق وأصبح محاميًا والعمدة يفضل عدم فض المنازعات بعد أن كان يحب التوفيق بين الناس، بل وربما أثار الخصومات ثم يحيلها إلى ابنه الذى بدوره يرسلها إلى المحاكم، بعد أن كانت لا تتجاوز دوّار أبيه العمدة.

طالق
قال: كنت فى إحدى المصالح الحكومية بصحبة صديقى وشاهدتُ فتاة جميلة لفتت نظرى، فعاكستها، فإذا بها تصرخ فىّ أمام الناس بصوت عالٍ، وبدأ الناس يتجمعون ويحيطون بى، تم استدعاء رجال الأمن، فما كان منى إلا أن لطمتها على وجهها لطمة قوية وصرخت فيها: أنتِ طالق، طالق، طالق.. أخرستها المفاجأة، أما أنا فقد هربتُ بسرعة، وأخبرنى صديقى بأن السيدات رحن يواسينها، وقالت لها سيدة عجوز: ليه يا بنتى تنرفزى جوزك وتعصبيه للدرجة دى؟ وقال لها أحد المشايخ الذى تصادف وجوده: اذهبى له وصالحيه، فيمين الطلاق فى ساعة الغضب لا يقع.

تسلم يدك
لم يحب أكل السمك يومًا، وكثيرًا ما كان يرفض طعام الغداء إذا كان الطبق الرئيس «سمك»، وكثيرًا ما كانت تنسى أمه ذلك، ولكنها كانت تدرك الموقف سريعًا وتعد له إحدى الوجبات التى يفضلها. بعد أن تزوج، ومع أول وجبة سمك، علا صوته، فعلا صوتها مخيّرة إياه بين الجوع وأكل السمك.. منذ ذلك اليوم وبعد كل وجبة لا يحبها يعلو صوته مادحًا: تسلم يدك.
غشاش
فى صغره كان يتخيل كوز الذرة كتلة ذهب، والعظم ياقوتًا أصفر، والزلط ياقوتًا أحمر، والحطب حصنًا، والترعة بحرًا.
وعندما كبر أصبح مقاولًا، وبالغش، امتلك كتل ذهب، وجمع الياقوت من عظام من قتلهم بغشه، واحتمى بحصن من جُدر أسمنتية بناها حول فيلته التى امتلكها على البحر فى الساحل الشمالى.
صعوبة الهضم
بعد أن وضع يديه على ياقتى قميصه الجديد، قام يلقى كلمته فى الحفل الذى أقيم بمناسبة الاحتفال بالقضاء على الجوع، وعندما اعتلى المنصة، قال بصوته الأجش الجهورى: أيها السادة لنا الفخر فى أن حوّلنا صعوبة الحصول على الخبز إلى صعوبة فى هضمه.