جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

زعماء الاتحاد الأوروبي يسعون لتكوين جبهة ضد تركيا

جريدة الدستور

يسعى زعماء الاتحاد الأوروبي إلى تكوين جبهة مشتركة ضد تركيا، حليفتهم في حلف شمال الأطلسي، خلال قمة اليوم الخميس والتنديد بهجوم أنقرة في شمال سوريا والبحث كذلك عن سبل أخرى للضغط عليها للانسحاب.

وبعد أيام من موافقة حكومات الاتحاد الأوروبي، ومعظمها أعضاء في حلف الأطلسي، على تعليق مبيعات السلاح الجديدة لتركيا، وهي خطوة غير مسبوقة مع بلد عضو بالحلف، يرغب زعماء التكتل في استخدام قمة بروكسل لتوجيه رسالة دبلوماسية قوية.

وتحدث رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي‭‭ ‬‬كونتي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأكثر من ساعة قبل سفره إلى بروكسل وحثه على وقف الهجوم الذي تقول أوروبا إنه يزيد من تعقيد الحرب السورية الدائرة منذ أكثر من ثمانية أعوام.

وقال كونتي للصحفيين "أكدت مجددا مطالبة إيطاليا بوقف هذه العملية العسكرية، وطلبت منه (أردوغان) سحب القوات إلى الأراضي التركية" وذلك في إشارة إلى الهجوم التركي على شمال شرق سوريا الذي يسيطر عليه الأكراد.

وأضاف كونتي "هذه المبادرة تهدد بزعزعة استقرار المنطقة بدرجة أكبر و(تهدد) المجتمع الذي تضرر بالفعل بشدة (بسبب الحرب)".

وواصلت تركيا هجومها حتى الآن بينما تحرك الجيش السوري المدعوم من روسيا إلى مناطق استراتيجية أخلتها القوات الأمريكية التي انسحبت بناء على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ في وقت سابق من أكتوبر.

وأثار الهجوم الأحادي الجانب غضب واشنطن وحلفاء تركيا الأوروبيين في حلف الأطلسي الذين يخشون من عودة تنظيم داعش للظهور من جديد في المنطقة. ويشعر الأوروبيون بقلق خاص من احتمال عودة مقاتلين أجانب من التنظيم إلى أوروبا.

وقال كونتي "جرى خروج بعض الإرهابيين من مراكز الاحتجاز" عقب انطلاق العمليات العسكرية التركية.

وقال رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف إنه رغم ترشيح تركيا الرسمي لعضوية الاتحاد الأوروبي واستضافتها نحو 3.6 مليون لاجئ سوري على أراضيها فإنه لا يستطيع تأييد العمل العسكري.

وقال بوريسوف "لقد أيدناهم في كل الأمور الأخرى، لأننا شركاء في حلف الأطلسي، ونحن جيران وقد وفروا لنا الحماية من موجات الهجرة. لكن في الحرب، لا ينبغي لهم أن يتوقعوا تأييدنا".

ورغم أن الاتحاد ليس له دور عسكري في سوريا، إلا أنه يقول إن قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية سمح للرئيس السوري بشار الأسد ولحلفائه الروس والإيرانيين باستعادة السيطرة على أراض كانت بعيدة عن نطاق سيطرتهم.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يأمل في موقف موحد لزعماء الاتحاد ضد الهجوم التركي ووجود دعم لتأييد حظر جرى الاتفاق عليه يوم الاثنين بشأن بيع الأسلحة والذخيرة لأنقرة رغم أنه لم يصل إلى حد حظر كامل على السلاح.

وقال الرئيس الفرنسي إن الهجوم يسبب أزمة إنسانية.