جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

"هاير سوبر ماما".. "الدستور" تحاور مستفيدات من مبادرة توظيف السيدات المتزوجات (صور)

جريدة الدستور

تحلم أغلب الفتيات في الوقت الحالي، بعد أن تنهي دراستها الجامعية، بالاعتماد على نفسها ماديًا، ولا يتحقق ذلك إلا بالحصول على وظيفة مناسبة تكفل مستوى ماديًا جيدًا، وبمجرد الالتحاق بوظيفة والاستقرار ماديًا تنظر إلى الخطوة التالية وهي الزواج.

وحين ترزق بأطفال، توضع بين اختيارين أصعب من بعضهما البعض، إما التوفيق بين احتياجات أطفالها ووظيفتها، أو ترك إحداهما لأجل الآخر، وهو الموقف المتأزم الذي تقع فيه كثير من الفتيات ولا يعرفن حل لهذه المشكلة.

"هاير سوبر ماما"، ربما يكون الحل القادم أمام الفتيات اللاتي يقعن في ذلك المأزق، فهي شركة ناشئة سيتم إطلاقها قريبًا، بدأت كمجموعة مغلق على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فهو مبادرة للأمهات لمساعدة بعضهن البعض، في العثور على وظائف، وكذلك المشاركة والتعلم من تجاربهن المهنية وتجارب الأمومة، بحسب حديث خاص أجرته "الدستور" مع صاحبة الفكرة والمستفيدات منها.

تدير المجموعة فتاة عاشت نفس الأزمة السالف ذكرها، تدعى "ياسمين رضوان"، فتاة عشيرينة استطاعت خلال فترة قصيرة، تتبوأ مكانة متميزة في المبيعات والتسويق، بإحدى الشركات العالمية الرائدة بمجال الإنشاء والتعمير.

تزوجت وأنجبت، واختارت أن تهدم مسيرتها العملية في سبيل أسرتها الجديدة، تقول إنه بعد انضمام ابنتها لإحدى دور رياض الأطفال، وتعلم الاعتماد على نفسها في الاعتناء بشئونها الخاصة، أدركت أنها فقدت جزءًا مهمًا في حياتها وهجرت ما يشعرها بقيمتها في المجتمع.

حاولت الفتاه العودة مرة أخرى إلى سوق العمل، وبدأت البحث عن فرصة تكون عدد ساعتها قليلة لتناسب حياتها الزوجية، إلا أنها لم تجد فشعرت بإحباط بالغ بحسب وصفها، لكن هذا كان بابًا للتفكير خارج الصندوق، حيثُ قامت بتدشين تلك المجموعة.

لاقت الفكرة ترحيبًا جمًا، وفوجئت "ياسمين" بعدد الأمهات اللاتي يعانين من نفس إحباطها؛ وعدم قدرتهم في العثور على وظيفة، تسمح لهم بالوفاء بواجباتهم المتعلقة بالأمومة، لذا بدأت بمعرفة مهارات كل أم والاستفادة من خبراتها، والبحث عن شركة تحتاج لتلك المهام، وتتفاوض معها لتحديد عدد ساعات عمل مناسبة للأم، وان كان متاح قضاء العمل من المنزل حتى وإن نالت نصف الأجر.

توضح أن الفكرة لم تعد تتوقف عليها، فالعديد من الفتيات أصبحن يقمن بنفس الدور، فإذ علمت أحدهن أن المؤسسة التي تعمل بها تحتاج لعاملة بقدرات معينة تبحث عنها على الجروب، وعندها تكون الوسيط لتوظيفها.

كما استفادت "ياسمين" من المبادرة بتوظيف نفسها، ونساء أخريات من الدائرة المحيطة بها، ممن مروا بنفس التجربة، وإن اختلفت مهاراتهم وقدرتهم. منهم "مريم ممدوح" إحدى المستفيدات من المبادرة، والتي بعد زواج دام ٤ سنوات رُزقت بتوأم فتركت عملها كمصممة ديكور داخلي بإحدى شركات الديكور، بعد أن وصلت إلى منصب رئيس قسم تنفيذ الجرافيك بسبب عدم قدرتها على رعاية ولديها.

بعد تركها عملها، زادت نفقات المنزل وأعبائه المادية، ونشبت خلافات بينها وبين زوجها، وظل في تصاعد حتى تم الانفصال فأصبحت مسؤولية الأبناء ملقاة على عاتقها، قررت "مريم" العودة للعمل، إلا أن ساعات العمل في أي شركات تصل إلى 8 ساعات وهو لا يناسب رعاية لأطفالها.

عرفت "مريم" عن مجموعة "هاير سوبر ماما" من إحدى صديقاتها وانضمت إليه، وعرضت سيرتها الذاتية عليه، وفِي أقل من ثلاث أيّام استطاعت "ياسمين" مديرة المجموعة، وصاحبة الفكرة، توفير فرصة لها في نفس المجال، حيث تعاقدت مع شركة إقليمية فرعها الرئيسي بالإمارات، وتنفذ مشروعات في مصر أن تتولى مريم التصاميم من المنزل براتب مناسب.

تختلف سمر عبدالله، إحدى المستفيدات، في حكايتها عن النموذج السالف ذكره، من البداية هي ليست معتمدة على مؤهلاتها الدراسية في الحصول على فرصة عمل، حيث اختارت من المنزل مكان للحياة الأسرية وكذلك المهنية، وكان طريقها لكسب الرزق هو موهبتها في التصميم بالسيراميك، لكنها لم تكن تعرف كيف تسوق منتجاتها.

في منشور لها على «هاير سوبر ماما» عرضت جزء من منتجاتها، وفي وقت قصير استجاب عدد من الأعضاء ممكن يملكون محلات وصالات للعرض، فتمت شراكة بينهم، هي تقوم بتصنيع المنتجات في المنزل، وهم يبيعونها مقابل جزء من الربح، حتى إنها بدأت في تعليم الحرفة لبعض الأعضاء.