جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

هانى شاكر: شعبة جديدة بـ«الموسيقيين» لتقنين أوضاع فنانى المهرجانات

جريدة الدستور

كفنان يحمل بين يديه راية الجمال والأصالة، يسعى المطرب الكبير هانى شاكر، نقيب الموسيقيين، للحفاظ على الهوية الفنية من جهة، واحتواء وضبط إيقاع الأصوات والاتجاهات الغنائية الجديدة من جهة أخرى، ومن ثم يخطط حاليًا لإنشاء شعبة فى النقابة تحت مسمى «راب شعبى» لتقنين أوضاع مُغنى المهرجانات. وفى حواره مع «الدستور»، كشف «شاكر» عن أنه يحلم بإنشاء دار أوبرا فى كل محافظة بمصر، للمساهمة فى الحفاظ على الفنون المصرية، مشيرًا إلى أنه يضع على رأس أولوياته إتاحة الفرص أمام العازفين العاطلين الذين تأثروا بفعل انتشار الـ«DJ» فى الأفراح والحفلات، إلى جانب دعم الموسيقيين فى رفع معاشهم وإنجاز مشروعى العلاج والإسكان لهم.


■ بداية.. ماذا عن مشاركتك الأخيرة فى مهرجان القلعة؟
- مهرجان قلعة صلاح الدين الدولى للموسيقى والغناء له أهمية كبرى فى إثراء الموسيقى والوصول إلى الجمهور بشكل مباشر، وله أهمية ليس على المستوى المحلى فقط، بل على مستوى الدول العربية، وأحرص دائمًا على المشاركة فى هذا المهرجان، لأنه يجعلنى قريبًا من الجمهور أكثر من أى حفل غنائى آخر.
■ كيف تنظر لأداء المهرجان خلال السنوات الأخيرة؟
- مهرجان القلعة أصبح منذ العام الماضى مهرجانًا دوليًا، وأعتقد أن أكبر مكاسبه هو استمرار إقبال الجمهور عليه، الذى يرجع إلى سعر تذكرة الدخول المنخفض الذى لا يتجاوز ٢٠ جنيهًا، الأمر الذى يتيح لجميع فئات المجتمع حضور فعالياته التى تشمل ٣ حفلات موسيقية وغنائية يوميًا، وأتمنى أن يثبت المهرجان أقدامه فى السنوات المقبلة بشكل أكبر نجاحًا.
لكن المهرجان يفتقد شيئًا مهمًا، هو قلة مشاركة النجوم العرب، وأتمنى أن يشهد فى السنوات المقبلة مشاركة عربية كبيرة.
■ لأى مدى تسهم حفلات دار الأوبرا فى نشر الوعى والثقافة فى المجتمع؟
- الحفلات تؤثر بشكل كبير فى نشر الثقافة والحفاظ على التراث المصرى، والدليل هو الإقبال الجماهيرى الكبير الذى تشهده فعاليات دار الأوبرا المصرية سواء على مسارحها أو فى المسارح التابعة لها، لذلك أحلم بإنشاء دار أوبرا فى كل محافظة، للحفاظ على شكل الفنون المصرية بجميع أنواعها.
■ بعد فوزك بمقعد نقيب الموسيقيين.. ما أهم ملفاتك فى الدورة الجديدة؟
- هناك العديد من الملفات على رأسها تقنين وضع العازفين الموسيقيين، لإتاحة فرصة عمل لهم فى سوق الغناء، لأن الانتشار الكبير لـ«DJ» فى الحفلات الغنائية والأفراح أثر على الموسيقيين وجعلهم عاطلين عن العمل، وفى هذا السياق صدر قرار إلزام الراقصات المصرية والأجانب بالعمل بمصاحبة ٥ عازفين على الأقل كشرط لمنح تصريح.
والملف الآخر الذى يشغل الكثير من أعضاء النقابة دائمًا، هو استكمال مشروع العلاج والاهتمام بالمعاشات لجميع أعضاء النقابة، وأعتقد أننا خلال السنوات الماضية نجحنا فى زيادة المعاشات للمرة الخامسة بواقع ١٠٪، إضافة إلى زيادة الدعم الخاص بالمشروع العلاجى إلى ٧٠٪، بعد أن تقدم العديد من العاملين فى مجال الموسيقى وأعضاء النقابة بشكاوى تخص قلة ميزانية المشروع، إلى جانب زيادة وديعة النقابة إلى أكثر من ٢٤ مليون جنيه بدلًا من ٧ ملايين، لتصبح الأكبر فى تاريخها منذ إنشائها.
وسأعمل على استكمال مشروع إسكان النقابة الذى بدأنا فى تشغيله مرة أخرى بعد فترة من التوقف استمرت لنحو ٥ سنوات، ومن المقرر تسليم أولى دفعات الشقق السكنية خلال الفترة القليلة المقبلة، كما أسعى للتعاون مع وزارة التربية والتعليم لإعادة حصص الموسيقى للتلاميذ خلال جدول اليوم الدراسى، لنشر الوعى بين الأطفال وتنمية ثقافة الموسيقى فى مصر.
■ كيف تتعامل النقابة مع مطربى «المهرجانات»؟
- حاولنا قدر المستطاع محاربة هذا الفن الهابط عن طريق منع من يقدمونه من إقامة حفلاتهم وعدم إعطائهم تصاريح، كما حظرنا على الموسيقيين أعضاء النقابة التعاون مع هؤلاء فى أى عمل.
■ إلى متى تستمر حرب النقابة عليهم؟
- لن تستمر طويلًا.. لأننى فكرت خلال الفترة الماضية، رفقة أعضاء مجلس النقابة، فى تدشين شُعبة جديدة تحت مسمى «راب شعبى» لتقنين أوضاع هؤلاء واحتضان من يقدم منهم أغنيات بكلمات لائقة تحترم الذوق العام، وإعطاء تصاريح للغناء لمن يستحق منهم، ووضع ضوابط وقوانين لشكل الأغنيات التى يقدمونها، وأعتقد أن أول المنضمين لتلك الشعبة سيكون «أوكا» و«أورتيجا» و«شحتة كاريكا»، لأنهم أثبتوا خلال السنوات الماضية وجودهم على الساحة الفنية، من خلال تقديم أغنيات بشكل لائق دون ألفاظ خارجة.
■ ما الفرق بين ما يقدمه محمد رمضان وأغانى المهرجانات التى تمنعونها؟
- محمد رمضان حالة خاصة، وأحب أن أوضح نقطة مهمة بشأنه، فهو عضو فى نقابة المهن التمثيلية، ولا أستطيع كنقيب للموسيقيين منعه من الغناء بأى شكل من الأشكال، ونوعية الأغنيات التى يقدمها لم تحتوِ على ألفاظ خارجة تخدش الذوق العام، وعلى الجميع أن يعلم أننى لست ضد نوعية الموسيقى التى تقدم فى أغنيات المهرجانات، لكنى أعترض دائمًا على الألفاظ الخارجة التى تقدمها العديد من الفرق الشعبية فى أغنياتها، إضافة إلى الأصوات التى لا تصلح للغناء من الأساس، فموسيقى المهرجانات فرضت نفسها فى سوق الغناء المصرية بشكل واسع وكبير، وأصبح لها متابعون بالملايين.. فشئنا أم أبينا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المجتمع المصرى، ودورنا هنا كمسئولين هو تقنينها واحتضان أفضل مقدميها.
■ كيف تنظر لحفله الأخير بالساحل الشمالى؟
- النقابة كان لها العديد من الملاحظات حول حفله الأول الذى أقيم منذ عدة أشهر فى التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، لذلك وضعنا شروطًا وقواعد من أجل إعطائه تصريحًا لإقامة حفله الثانى فى الساحل الشمالى، وعقدنا اجتماعًا مع محمد رمضان خلال الأسابيع الماضية، واتفقنا فيه معًا على أن يظهر بالشكل اللائق خلال حفله المقبل، وعدم الظهور عاريًا، وكان متفهمًا ومستجيبًا للشروط، فهو فنان مثقف وواعٍ ولديه موهبة فنية كبيرة.
■ وهل طبق هذه الشروط؟
- بالتأكيد طبقها بشكل كبير، والدليل أنه لم يظهر عاريًا تمامًا مثلما كان فى حفله الأول، ولم تكن هناك مشكلة قانونية بشأن هذا الحفل داخل النقابة.
■ تعرضت النقابة لهجوم بسبب الإطلالة العارية لجينيفر لوبيز خلال حفلها بمصر.. ما تعليقك؟
- تابعت جميع ردود الأفعال حول تلك الحفلة وتعجبت كثيرًا من الهجوم، فما دخل النقابة بالنجمة جينيفر لوبيز؟ وما علاقة نقابة الموسيقيين وسلطتها على نجمة عالمية مثلها؟ فهى ليست عضوة بالنقابة وليست لنا علاقة بملابسها أو كيفية ظهورها على المسرح، فالدولة المصرية هى التى أقامت الحفل وليس «الموسيقيين»، وأنا على المستوى الشخصى سعيد بالحفل، لأنه وجه رسالة للعالم كله بأن مصر هى بلد الأمن والأمان.