جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

عادل حمودة يكتب: الحلاج.. محكمة صوفية على جريمة سياسية

جريدة الدستور

كان الحلاج يكتوى بعشق الذات العليا.. صرخ نثرًا وشعرًا «يا موضع الناظر من ناظرى.. ويا مكان السر فى خاطرى.. يا جملة الكل كلها.. أحب من بعضى ومن سائرى.. تباركت مشيئتك يا قصدى ومرادى.. يا ذات وجودى وغاية رغبتى.. يا حديثى وإيمانى ورمزى.. يا جمعى وعنصرى وأجزائى»..

أضناه الشوق فى حب الله حتى انجذب إلى السماء.. ولم تعد تقدر عليه جاذبية الأرض.. اعتبرها فناء.. فكان إذا اندمج فيما هو فيه يقول للناس فى الأسواق والمساجد: «يا أهل الإسلام أغيثونى فليس يتركنى ونفسى فآنس بها وليس يأخذنى من نفسى فأستريح منها.. وهذا دلال لا أطيقه».
ويشرح شيوخ الصوفية وأولياؤها ومريدوها ما جرى لقلبه من تحولات وانقلابات شرحًا إيمانيًا نورانيًا مكثفا فيقولون:
إن كلمة نفس تعنى الشىء النفيس الثمين.. هى أغلى من كنوز الدنيا وعروشها وغرورها ولكن أغلب الناس لا يعلمون إلا بعد فوات الأوان.
إن الإنسان يولد ويعيش من توافق الروح والجسد.. الروح مصدرها نور السماء.. والسماء من السمو.. والسمو هو العلو.. أما الجسد فتشده قوانين الأرض وقوة جاذبيتها.. الجسد من خام الأرض.. التراب.. وكل ما يلزم الجسد موجود فى التراب.. التراب يخرج منه القمح والأرز والفاكهة.. الجسد يعيش على ما فى الأرض.. وفى النهاية يعود إليها.. أما الروح فتعود مشتاقة إلى الملأ الأعلى.. نقول: «طلعت روحه».. بمعنى صعدت.. لا نقول «نزلت روحه».. النزول للجسد فقط.
ولأن الجسد منظور فغذاؤه منظور.. ولأن الروح غير منظورة فغذاؤها غير منظور.. غذاؤها الملأ فى الأعلى..
ويولد الإنسان على الفطرة.. والفطرة هى النفس الكاملة.. أو النفس الأصيلة أو الأصلية التى يخلقنا الله عليها.. ولكن بعد البلوغ يبدأ التكليف.. والتكليف هو المطالبة بأداء ما فرضه الله علينا.. بعد البلوغ يكون الثواب والعقاب.. لو أذنب الإنسان ذنبًا فإن نقطة سوداء تسقط فى قلبه.. وبالتحديد على الغشاء المحيط بقلبه.. تفض شفافيته.. وتجرح طهارته.
يقول سبحانه وتعالى: «مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار نور على نور».
تتجمع النقاط السوداء على القلب.. على الزجاجة فتتسخ من الخارج.. مثل مصباح الكهرباء الذى تتكون على سطحه الزجاجى طبقة معتمة تحجب ضوءه حتى تمحوه.. إن ذلك يحدث لنور القلب مع تراكم الذنوب.. طبقة بعد طبقة ويختفى نوره.
وتسمى هذه الطبقة الكثيفة الصلبة «الران».. يقول سبحانه وتعالى «كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون».
وتسمى: «أقفال».. يقول سبحانه وتعالى «أم على قلوب أقفالها».
وتسمى «الأكنة».. يقول سبحانه وتعالى «وقالوا قلوبنا فى أكنة مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقر».
وتسمى «الحجب».. يقول سبحانه وتعالى «ومن بيننا وبينك حجاب».
وتسمى» «الأغلفة».. يقول سبحانه وتعالى: «وقالوا قلوبنا غلف».
كانت هذه الأوصاف من نصيب الحلاج عندما كان ملحدًا منكرًا وجود الله ويجاهر بالكفر بل إنه كان قد وصل إلى طبقة «النفس الأمارة بالسوء».
إن النفس الأمارة بالسوء هى الطبقة الخارجية الأولى فى سواد القلب.. يقول سبحانه وتعالى «وما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى».
ويصف القرآن الطبقة الثانية التى تليها بالنفس اللوامة.. يقول سبحانه وتعالى «لا أقسم بيوم القيامة - ولا أقسم بالنفس اللوامة».
وتأتى الطبقة الثالثة أو النفس الملهمة.. يقول سبحانه وتعالى «ونفس وما سواها- فألهمها فجورها وتقواها».
وتأتى الطبقة الرابعة.. النفس المطمئنة.. يقول سبحانه وتعالى «يا أيتها النفس المطمئنة- ارجعى إلى ربك راضية مرضية» ومعنى ارجعى إلى ربك: ارجعى إلى الصواب.
ونصل إلى النفس الراضية والنفس المرضية وهما تابعتان للنفس المطمئنة.
وتبقى فى النهاية النفس الكاملة.. النفس التى خلقنا الله عليها.. تبقى شفافة.. بلورية.. نقية.. بكلمة أخرى: الفطرة.. «فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون».
رغم ظلم الحلاج لنفسه فإن الله اصطفاه فراح يزيل السواد من قلبه.. طبقة بعد طبقة.. انتقل من الشك إلى الإيمان.. ومن الإيمان إلى الشفافية.. ومن الشفافية إلى الصوفية.
راح يصلى ويصوم ويتعبد دون انقطاع ولكنه شعر بأنه يفعل ذلك إما خوفًا من عقاب الله أو طمعًا فى نعيمه.. وهو ما يعنى أن إيمانه غير مكتمل.. الإنسان المؤمن عليه أن يعبد الله لذاته العليا.. حبًا فيه.. عبادة مجردة من مخاوف العذاب فى النار.. ودون انتظار لما سيلقاه فى الجنة.
كان عليه أن يتجاوز النفس الأمارة بالسوء فكف عن ارتكاب الذنوب التى تحرضه عليها.. وصل إلى مرحلة النفس اللوامة.. حيث يشعر الإنسان بالندم على ما يفعل وما أن يطمئن إلى المغفرة حتى يعود من جديد إلى ما كان يفعل.. وتجاوز الحلاج هذه المرحلة بصوم رمضان كاملًا دون أن يدخل فى جوفه سوى الماء.. ولم يكف وهو صائم عن الصلاة وذكر الله.. فتباعدت المسافة بين الذنب والذنب حتى وصل إلى مرحلة النفس الملهمة.. النفس التى تفرق بين الفجور والتقوى.. وهنا سافر إلى مكة ليؤدى فريضة الحج ولكنه ظل فى رحاب بيت الله صائمًا صامتًا مدة عام مثلما فعلت السيدة العذراء قبل أن تأتيها إشارة السماء.
وعندما عاد إلى بلاده كان قد وصل إلى مرحلة النفس المطمئنة وهى مرحلة توقف عندها طويلًا.. فلا أحد فى العبادة مطمئن وتذكر قول أبى بكر الصديق يوم بشر بالجنة «لا آمن مكر الله ولو كانت إحدى قدمىّ فى الجنة».. وضع الحلاج هذه الجملة المأثورة حلقًا فى أذنه وعاد إلى مكة مرة أخرى وبقى فيها عامًا آخر صامتًا معبدًا ليصل إلى مرحلة النفس الراضية والمرضية.. ولكنه لم يقنع بهذه المرحلة.. لم يرض عما وصل إليه فى طاعة الله.. لم يقبل بما فيه.
كان يطمع أن يصل إلى مرحلة النفس الكاملة.. النفس التى ولد عليها الإنسان.. الفطرة.. وهى مرحلة ساعده فيها شيخه الصوفى الذى علمه مراتب ذكر الله.. وكان له بمثابة الولى المرشد.. هنا عاد قلبه للاتصال من جديد بالسماء ليصبح من عباد الله الذين ليس لإبليس عليهم سلطان.. هؤلاء الذين قال عنهم «لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».
وخلال فترة تحولاته الروحانية ألف الحلاج عددًا هائلًا من الكتب يقال إن عددها وصل إلى ١٤٧ كتابًا ولكن لم تبق منها سوى خمسة كتب هى «التفسير» و«بستان المعرفة» و«الطواسين» و«الديوان» و«المرويات» وقد جمعت فيما بعد فى مجلد واحد حققه الباحث قاسم محمد عباس وهو كاتب صوفى عراقى توفى عام ٢٠١٨ بعد أن ترك ثلاثين مؤلفًا فى الصوفية منها كتاب «هكذا تكلم الحلاج» قائلًا «إن أى محاولة لتوثيق حياة الحلاج تعنى القيام بتوثيق فكرى لتاريخ الولاية الصوفية، وتلمس الجذر الأول للفكر الصوفى الإسلامى بسبب أن المراجعة التاريخية لحياة الحلاج إنما تعنى استحضار ما هو عقائدى وتاريخى وسياسى متعلق بمحاكمة الولاية الصوفية».
ولاشك أن تلك العبارة ضاعفت من بحثى عن الجانب السياسى فى حياة الحلاج، حتى عرفت أنه ألف كتابًا بعنوان «الساسة والخلفاء والأمراء» وهو الكتاب الذى وضعه فى صفوف المعارضة الثورية للدولة العباسية فى وقت كانت تعانى فيه من خطر السقوط على يد الأجنحة العسكرية للحركة الإسماعيلية الفاطمية الشيعية.
وضع الحلاج تحت مراقبة الشرطة نحو عامين ثم قبض عليه وسجن وتعرض للتعذيب قبل أن يتقرر قتله، ودعمت ذلك القرار المجاعة التى عمّت بغداد بسبب ارتفاع الأسعار وعجز الدولة عن تدبير الخبز والزيت حتى تمرد الناس عليها، ومن شدة الغضب حطموا السجون وكسروا الجسور وأجبروا الخليفة على عزل غالبية الوزراء.
كل ذلك جعل الوزير حامد بن العباس يبحث عن كبش فداء ليلهى الناس ويشغلهم ويخفف من حدة توترهم ويلقى الرعب فى قلوب معارضيه، فاختار الحلاج وقرر قتله قرارًا لا رجعة فيه.. وهكذا وجد الحلاج نفسه أمام محاكمة صورية وضعت فى جيبها الحكم قبل أن تسمع منه.
تشكلت المحكمة من قاضى القضاة المالكى أبى عمر الحمادى رئيسًا وأبى جعفر البهلول وأبى الحسن الأشتانى القاضيين الحنفيين عضوين، ولم يحضر المحاكمة أحد من قضاة الشافعية والحنابلة فقد كانوا خصومًا للدولة وأنصارًا للحلاج.
كانت تهمة الحلاج: الفتنة.. تهمة مطاطة كالعادة يصعب الإمساك بها.. أو على حد صياغة صلاح عبدالصبور الشعرية كانت التهمة «إلقاء بذور الفتنة فى أفئدة العامة.. وإلقاء الأقوال الغامضة المتشابهات القصد.. وأن يضع المسلم فى عنق المسلم سيف الحقد».
ورد الحلاج: «لا ياسيدى بل أبغى لو مد المسلم للمسلم كف الرحمة والود». وشعر الحلاج بأن المحاكمة تتجه بقصد مسبق نحو الإدانة مهما كان دفاعه فقال للجالسين على منصة وصفت ظلمًا بالعدل «لستم بقضاتى.. ولذا لن أدافع عن نفسى».
ولكنهم أصروا على أن يكشف عما عنده فقال لهم «أعود لو عدتم إلى الحق أن تمضوا معى؟».
قالوا «سنمضى معك إما أنك رجل ساذج أو أنك أذكى مما نتصور ولهذا أفسدت صعاليك العامة، وعلى كل لا ضير».
وأضافوا ساخرين: «وعلى كل قد نصبح من أتباعك».
وصمت الحلاج طويلًا لكنهم قطعوا صمته بسؤاله «هل تحض على عصيان الحكام؟».
أجاب: بل كنت أحض على طاعة رب الحكام.. برأ الله الدينا إحكامًا ونظامًا.. فلماذا اضطربت واختلت الأحكام، خلق الله الإنسان على صورته فى أحسن تقويم.. فلماذا رد إلى درك الأنعام؟».
وسألوه بوضوح: «وهل أرسلت رسائل إلى المعارضين للخليفة تدعوهم فيها أن ينتفضوا ويهبوا ضد الدولة؟».
أجاب»: «الدولة؟ لا أشغل نفسى بالدولة.. بل أشغلها بقلوب أحبائى».
واستطرد: «أما الرسائل فهى قطع من قلبى أهديها لقلوب أحبائى».
سألوه: «ماذا فيها؟»
أجاب: «تذكير لهم بأن الإنسان شقى فى مملكة الله.. لم يبرأنا البارئ ليعذبنا ويصغرنا فى عينيه. بل يرانا ننمو وتلامس جبهتنا الشمس.. أو نمرح تحت عباءتها كالحملان المرحة».. «لقد عنيت الفقر يعربد فى الطرقات ويهدم روح الإنسان..
فسألت نفسى: ماذا أصنع؟.. هل أدعو جميع الفقراء؟.. أن يلقوا سيف النقمة فى أفئدة الظلمة؟.. ما أتعس أن نلقى بعض الشر ببعض الشر.. ونداوى إثمًا بجريمة.. ماذا أصنع؟ أدعو الظلمة أن يضعوا الظلم عن الناس؟.. لكن.. هل تفتح الكلمة قلبًا مغلقًا بتاج ذهبى؟ ماذا أصنع لا أملك أن أتحدث.. ولتنقل كلماتى الريح السائرة.. ولأثبتها فى الأوراق شهاجة إنسان من أهل الرؤية.. فلعل فؤادًا ظالمًا من أفئدة وجوه الأمة يستعذب هذى الكلمات فيخوض بها فى الطرقات.. يرعاها ولى الأمر.. ويوفق بين القدرة والفكرة ويزاوج بين الفعل والحكمة».
وسألوه «هل تبغى أن يرتفع الفقر عن الناس؟».
أجاب السؤال بسؤال: «ما الفقر؟ ليس الفقر هو الجوع إلى المأكل والعرى إلى الكسوة.. الفقر هو القهر.. الفقر هو استخدام الفقر لإذلال الروح.. الفقر هو استخدام الفقر لقتل الحب وزرع البغضاء.. الفقر يقول- لأهل الثروة- أكره جميع الفقراء.. فهم يتمنون زوال النعمة عنك.. ويقول لأهل الفقر.. إن جعت فكل لحم أخيك.. الله يقول لنا: «كونوا أحبابًا محبوبين.. والفقر يقول لنا كونوا بغضاء بغاضين.. أكره.. أكره هذا قول الفقر».
وتشعر المحكمة بورطة صعب عليها الخروج منها.. إنها لاتقدر على أن تمسك على الحلاج مايدينه.. وما يجلعها تصدر حكمًا بقتله.
هنا تدخلت سلطة الخلافة الماكرة لإنقاذ المحكمة قائلة: «إنها سامحت الحلاج فيما نسب إليه وعفت عنه عفوًا كليًا لا رجعة فيه».. ولكنها.. أضافت: «هبنا أغفلنا حق السلطان ماذا نصنع فى حق الله؟.. لقد انبئنا أن الحلاج يروى أن الله يحل به أو ما شاء له الشطان من أوهام وضلالات.. إن الولى قد يعفو عمن يجرم فى حقه ولكن لايعفو عمن يجرم فى حق الله».
وهكذا ببراعة سياسية قلبت السلطة العباسية محاكمة الحلاج من محاكمة سياسية- ستلحق بها غضبًا وعارًا- إلى محكمة دينية ستحرم الحلاج من تعاطف الناس معه وقد يتطوعون برجمه بحثًا عن ثواب.
إن السلطة الفاشية تتوارى أحيانًا وراء المبالغة الدينية والأخلاقية.. لتحقق أهدافًا دنيوية لاتتردد فى أن تبدو أكثر حرصًا على الحقوق السماوية.
وليس فى هذه الحالة إثبات تهمة الكفر والإنكار.. فالتفاسير جاهزة إن أرادت.. خاصة إذا كان المتهم صوفيًا «عاهد الله على عدم كشف الأسرار وألا يتحدث عن حاله» وأن يتقبل ما يتعرض له بنفس راضية مرضية.
اتهموه بالكفر.. وحكموا عليه بالقتل.. وحتى يمحوا عنه صفة المتهم السياسى وصفوا كلامه عن الفقر بأنه كان قناعًا يخفى إلحاده.
واقتيد الحلاج إلى الساحة العامة وضرب ألف جلدة.. وقطعت أطرافه من خلاف.. وضرب عنقه.. وترك على الصليب أيامًا تنهش الطيور الجارحة لحمه.. وأحرقت جثته.. ونثر الرماد فى نهر دجلة.. وحمل رأسه إلى أصحابه فى بلدته.. وحرقت كتبه أيضًا.. وأخذت الشرطة من الوراقين عهدًا بعدم كتابتها وتداولها.. وطاردت الدولة أنصاره مدة ثلاث سنوات.. وقتلت منهم من قتلت.. وسجنت من سجنت.
ولكن.. مثل كل صاحب فكرة يموت فى سبيلها أصبح الحلاج أسطورة سياسية وصوفية.. يتذكرها الناس ويحفظون سيرتها دون أن يحتفظوا باسم الخليفة الذى أمر بقتله.
وفيما بعد وجد الحلاج من شيوخ الإسلام من ينصفه ويرد إليه اعتباره.. ثم وجد من ينقب فى كتبه وآثاره.. وكان صاحب الفضل باحث فرنسى غير مسلم اسمه لوى ماسينيون.. زار بغداد فى عام ١٩٠٨ وكشف عن قبر الحلاج ونشر ما تبقى من كتبه.. وعنه أخذ الكتاب والفلاسفة العرب الذين كتبوا عن الحلاج الذى أصبح رسميًا يتمتع بلقب الشهيد الصوفى القديس.
تنبأ الحلاج بمصيره شعرًا:
«إن فى البدء بدء أمرى شديد».
«من أراد الكتاب هذا خطابى».
«فاقرأوا وأعلموا أنى شهيد».