جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

"الملهمات".. "الدستور" تحاور سيدات مصريات حملن لواء إلهام الأخريات

جريدة الدستور

عاندن الظروف ونظرات المجتمع لهن وكافحن لرسم طريقًا جديدًا لأنفسهن، وسط الأشواك حتى أستطعن بناء حياة جديدة لهن ولغيرهن من السيدات اللًاتي مررن بنفس الظروف. قصص الملهمات فى مصر عديدة ومتنوعة ففى كل مجال تجد سيدة تلهم من حولها لتقفن على أقدامهن ثابتات.

ومع فوز مصر باستضافة الدورة الـ ٢٦ للمنتدى الاقتصادي العالمي للمرأة في شهر مارس 2020، والذي يعد منبرا دوليا لتمكين النساء القيادات في جميع المجالات ومن جميع أنحاء العالم، "الدستور" حاورت سيدات كافحن ظروفهن الصعبة، وقررن مساعدة غيرهن من السيدات وأصبحن مثالًا للإلهام.

• ريم صابونى: أنشأت نادى للأمهات.. وكنت قدوة للأجئات السوريات فى مصر

قصة كفاح خرجت من رحم المعاناة، ولكنها صبرت حتى أصبحت قدوة لغيرها من النساء فى نفس وضعها، ريم صابوني لاجئة سورية تعيش فى مصرمن 2012، قالت: بعد الاضطرابات التى حدثت فى سوريا كافحت حتى أنقذ نفسي وابني ونخرج من وسط الدمار، وبعدما جئت إلى مصر لم أنطوي وأعيش غريبة كما فعلت بعد اللاجئات، لكنني قررت فتح مشروع خاص بي وتعليم السيدات وخاصة اللاجئات كيف يتأقلمون مع مجتمعهم الجديد ويربوا أبنائهم فى بيئة نفسية صحية.

وتابعت "صابوني" فى حديثها مع "الدستور": "بعد انفصالي عن زوجي عام 2011 كان ابني هو الدافع الوحيد فى حياتي وكان هو الشيء الذى جعلنى أنجو من كل الاضطرابات التى مرت بي فى حياتى. كنت أريد أن أعوضه فقدان بلده وبيته وعائلته، ولأننى أردت لابني أن ينشأ فى بيئة صحية ومستقرة فكرت فى الأمهات اللاتى عانين أيضا فى بلادهن وجمعتنا أرض مصر، فجاءتنى فكرة المشروع".

وأضافت: تم افتتاح النادى فى عيد الأم عام 2018 في القاهرة، واستثمرت فيه تعليمي بعد تخرجي من جامعة دمشق كلية الآداب قسم لغة عربية، وحصلت على مؤهلات فى مجال التعليم من الجامعة الافتراضية السورية، واستثمرت خبرتي فى التعامل مع الأطفال فى مبادرة قد تغير الطريقة التى ترى بها وتمارس الأمهات أمومتهم.

وأوضحت: "نادي الأمهات ليس فقط مكان لتتقابل الأمهات، بل أيضا هو مكان يتيح لهم الفرصة ليتفاعلوا فى مكان يغنيهم بالمعلومات، مزودًا بالكتب المناسبة، ومنطقة لألعاب الأطفال وكل ما يحتاجونه من الدعم من قبل مختصين ومن بعضهم البعض".

وأشارت إلى أن النادى يستهدف الأمهات المهاجرات واللاجئات بشكل خاص ذلك لأنهن معرضات لمواجهة عقبات أثناء الفترة الانتقالية وهن يحاولن التكيف هن وأطفالهن.

• أسماء: غيرت حياة 1000 سيدة نحو الأفضل

أسماء يوسف مدربة اللياقة البدنية ومؤسسة فريق "Life Style Egypt"، أول فريق أسس فى مدينة بورسعيد لركوب الدراجات الهوائية، قالت أسماء أسست الفريق رياضي لأساعد غيري من السيدات على تعلم رياضة مفيدة لهم، موضحة الفريق به سيدات حتى سن الـ50 عامًا تقريبا.

وأضافت: أحببت ركوب العجل منذ صغري وكانت الهدف لدخولي كلية التربية الرياضية ومن بعدها حصلت على الماجستير من جامعة الإسكندرية في التدريب الرياضي وشهادات عديدة في نفس المجال، وحصلت أيضا على الكثير من الدورات التدريبية منها رخصة التدريب الرياضي من الاتحاد الأمريكي للعلوم والرياضة من كاليفورنيا.

وتابعت: رشحت لتنظيم فعاليات رياضية لمؤسسات كبرى ودولية مثل منظمة اليونسكو ونادي روتاري للقضاء على مرض شلل الأطفال، وتطوعت في العديد من المنظمات الرياضية وبعد 6 أشهر فقط من التمرين المستمر على ركوب العجل حصلت على مراكز متميزة في بطولات الثلاثي - الدواثلون "جرى - ركوب دراجات - جري"

"ساعدت حوالي 1000 سيدة فى تغيير مفهوم الحياة الصحية لديهن من خلال تعريفهن بالأغذية الصحية وممارسة الرياضة"، واستطردت أسماء فى حديثها: هدفي هو أن أصبح أفضل مدرب لياقة بدنية في مصر وأن أنشر ممارسة الرياضة في المجتمع كأسلوب حياة بين المصريين ليتمتعوا بالصحة والسعادة.

نظمت أسماء رحلات سفر بالعجلة أولها كانت لمدينة سيناء وبعدها مدينة رأس البر وتبرعت لمستشفى مجدي يعقوب عن رحلتها فى محافظة دمياط بأجر يوم عمل عن كل كيلو متر تقطعه فى طريقها إلى هذه المحافظة.

• تغريد أحمد: عاندت نظرة المجتمع لفتيات دور الأيواء

تغريد أحمد، رسامة 25 عامًا تربت وعاشت فى إحدى دور الأيتام، قالت: "الحياة خارج دار الأيتام صعبة وواجهت الكثير من التنمر لكنني لم أستسلم لنظرات البعض لي وأكملت تعليمي حتى حصلت تخرجت من معهد المنشآت البحرية".

وتابعت: كان الرسم عشقي الأول والأخير واهتمت مديرة الدار بهوايتي من خلال توفير أدوات الرسم لي، وفى زيارة لوزيرة التضامن الاجتماعي للمؤسسة الإيوائية التي أعيش بها انبهرت بلوحة من لوحاتي واشترتها، ووافقت على منحي منحة دراسية في كلية الفنون الجميلة قسم الدراسات الحرة لتنمية موهبتي بالعلم والممارسة، وبالفعل أنهيت دراستي واستكملت مشواري في الرسم والممارسة وشاركت في أول معرض لي، بقاعة المعارض بكلية الفنون الجميلة وبعت الكثير من لوحاتي وسط إعجاب الزائرين بها.

واستطردت أقف دائما بجانب أخوتي خاصة عندما يتعرضون للتنمر فى المدرسة أو الشارع، وأحاول أن أجعل من نفسي قدوة حسنة لهم وأعلمهم كيف يعيشون حياتهم دون أن تكون تربيتهم فى دور الأيتام عقبة فى طريقهم.