جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

وَحْدِى أسْمَعُ صَهِيلِى

جريدة الدستور

أَعْبُرُ الْمَسَاءَاتِ،
مِنْ نَافِذَةِ اللَّيْلِ الْمِخْمَلِيَّةِ
يُطِلُّ القَمَرُ مُتَوَسِّدًا ذِرَاعِى،
أَمُدُّ يَدَ الشَّوْقِ
مِنْ شُبَّاكِ هَذَا الْمَسَاءِ الصَّيفِىِّ،
أُخْرِجُهَا مِنْ كُوَّةِ تِلْكَ الْحِيطَانِ الْإِسْمَنْتِيَّةِ،
أَيَّتُهَا النَّائِمَةُ عَلَى أَرِيكَةِ الْهُيَامِ،
فَوْقَ صَدْرِ الْعِشْقِ..
أَصَحَوْتِ؟
اَللَّيْلَةَ أَسْرِى مِنِّى إِلَيْكِ،
لَنْ يَسْأَلُونِى مُجَدَّدًا؛
قَدْ وَضَعْتُ حَجَرًا عَلَى فَمِ السُّؤَالِ!.
لَا هَوَدَاةَ، لَا هَوَدَاةَ..
سَأَدْرَعُ مَا بَقِىَ مِنَ اللَّيْلِ،
أَرْكَبُ حِصَانَ الْغَبَشِ.
أُبَدِّدُ ظَلاَمَ تَشْوَاقِى،
فِى طَرِيقِى إِلَيْكِ
أُمْسِكُ عِنَانَ صَبَابَتِى،
وَحْدِى أسْمَعُ صَهِيلِى..
أُلَمْلِمُ نِثَارَ الْحُبِّ مِنْ حَدَائِقِ الْفَرَحِ الْقَدِيمَةِ
هَذَا الْمَسَاءُ تُلَوِّنُهُ مَصَابِيحُ الْوَجْدِ
يُحَدِّثُهَا آخِرُ الْهَمْسِ الَّذِى بَيْنَنَا يُكَلِّمُهَا آخِرُ الصَّمْتِ..
دَافِئَةً كُنْتِ حِينَ نَبَسْتِ:
ثَمَّةَ فَصْلٌ لَنَا وَحْدَنَا
تُشْرِقُ فِيهِ شَمْسِى..!