جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

منتصر (3) خيانة مصطفى محرم.. مولود برج «الجوزاء» ينهش جثة أحمد زكى

أحمد زكى
أحمد زكى

ما حاجة العالم إلى مواليد برج الجوزاء؟
تشى جيفارا ومارلين مونرو وجون كينيدى وجورج بوش وأنجلينا جولى.. ومصطفى محرم.. ماذا وراء هؤلاء المتقلِّبين، الأشرار، كىْ يشعلوا الدنيا نارًا ويطفئوها كل ليلة؟
يشعر مولود برج الجوزاء بأنه محور الكون، ويعتبر أىْ مصيبة صدى لتجربته الأولى فى تخريب الكوكب. يؤكد السيناريست مصطفى محرم هذا الشعور باستمرار فى مقالاته بصحيفة «القاهرة» (أبريل ٢٠٠٥)، التى سَرَدت تاريخ أحمد زكى باعتباره أحد تجلياته الفاسدة، التى يمنُّ عليها بـ«ورق فيلم» إذا كان عادل إمام أو محمود عبدالعزيز مشغوليْن. عملا معًا فى مجموعة أفلام، لكن نصيب أحمد زكى أن يموت أولًا، لينهش الثانى فى لحمه. أحيانًا، يصلّ الواحد منَّا إلى الحد الأقصى من الإنجاز، لكن لسانه يمنحه «الحد الأدنى» من النجاح والشهرة، فيبدأ عضّ اللحم الحى حتى يعود إلى القمة مرة أخرى.

يقول مصطفى محرم: «إننا تعوَّدنا أن نعرض سيناريوهات السينما المصرية أولًا على عادل إمام فإن اعتذر تذهب إلى محمود عبدالعزيز، فإذا اعتذر، تذهب لأحمد زكى».
وبالفعل، عرض محرم ٥ أفلام على عادل إمام، وحين رفضها، طلب من محمود عبدالعزيز أن يكون بطلًا فيها، فاعتذر، فذهبت إلى أحمد زكى، لكن محمد خان وداوود عبدالسيد وخيرى بشارة أكّدوا فى أكثر من مناسبة أن أحمد زكى كان الأنسب لأفلامهم، فعرضوها عليه أولًا، وحين اعتذر، عرضوها على غيره.
يروى خان أنه عرض فيلم «الحريف» على أحمد زكى، وطلب منه تعديلات على هيأته، يطوّل شعره، يقصه قصة معيّنة، يطلق لحيته وشاربه ويحدِّدهما بطريقة لائقة حتى يناسب الدور. قابله بعدها، وفوجئ بأنه حلق شعره فصرف النظر عنه، ومنح الدور لعادل إمام.. وحين أخبر زكى «دخل الحمام وراح يسبُّنى».



يهيل محرم على جثة صداقة قديمة، عمرها ٥ أفلام، ويهيم بين وقائع ما جرى فى حياة الفتى الأسمر كى يجد «خرم إبرة» يشهَّر من خلاله بزكى، فيقول إنه ليس أعظم ممثل فى التاريخ وإن الناس تبالغ فى تقدير موهبته، لكنه ليس نجم الشباك الأول. الشباك مرهون بالتذاكر، والتذاكر مرهونة بالدعاية واللحم الأبيض والكوميديا، فلماذا يراهن أحمد زكى على شباك التذاكر، وهو لا يملك من الثلاثة شيئًا؟. يبالغ «صاحب الحاج متولى» فى هجماته، حتى يقول إن الذى نجح فى فيلمى «ناصر ٥٦» و«أيام السادات» لم يكن أحمد زكى، إنما جمال عبدالناصر وأنور السادات بحجة أن نجاح الفيلمين يعتمد على «المكياج والتقليد»، ويقول إنه حوَّل طه حسين إلى صعلوك، وجرَّد عميد الأدب العربى من هيبته. فضَّل مصطفى محرم أن يصمت طوال حياة أحمد زكى، ولم يتحمَّل الانتظار أكثر من ذلك، فبدأ تشريح جثته والناس لا تزال تأخذ عزاءه دون مراعاة الحد الأدنى من «تقاليد الحداد»، حتى إنه نشر أنّ نادية الجندى رفضت مشاركته فى أكثر من فيلم لأنه «مبيستحماش». تشير مقالاته إلى «تصفية حسابات قديمة» من الأيام الأولى فى حياة أحمد زكى الفنية. سَمع أن أحمد زكى قال «مين مصطفى محرم ده عشان يقف قدام حسام الدين مصطفى» خلال فترة خلافات المخرج والسيناريست. يومها، قرَّر أن يقتل أحمد زكى مرتين.