جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

البنك الدولي: 88% من مستفيدي "تكافل وكرامة" من النساء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أعد البنك الدولي تقريرًا حول وضع المرأة في مصر، وأكد أن برنامج "تكافل" يمنح الأسر ذات الحاجة معاشات شهرية مشروطة، في حين أن البرنامج الثاني "كرامة" يمنح معاشات غير مشروطة للفقراء وكبار السن فوق الخمسة وستين عاما وأصحاب الإعاقات الشديدة والمرضى، فضلا عن اليتامى.

وقال التقرير: إن التحويلات النقدية طريقة فعالة لمساعدة المرأة على تحمّل المسئولية عن حياتها وتمكينها من اتخاذ القرارات المالية، يغطي برنامج تكافل وكرامة للتحويلات النقدية، والذي أطلق في عام 2015، ليغطي نحو 2.26 مليون أسرة حتى الآن، أي نحو 9.4 مليون شخص، أو ما يعادل 10% من سكان مصر، ومن حسن الطالع أن 88% من المستفيدين من البرنامج نساء (1998280 سيدة).

وقدم البنك الدولي 400 مليون دولار لبرنامج تكافل وكرامة عام 2015، وطبقا لبرنامج تكافل، يتم تحويل 325 جنيها شهريا للأسر المستحقة شريطة أن يسجل أطفال تلك الأسر ممن تتراوح أعمارهم ما بين 6 و 18 نسبة حضور في المدارس تصل إلى 80%، وكذلك تردد الأمهات وأطفالهن دون سن السادسة أربع مرات سنويا على العيادات الصحية، فضلا عن متطلبات أخرى كسجل لمتابعة نمو الأطفال.

ودلل البنك الدولي، في تقريره، على نجاح البرنامج بنماذج من المجتمع المصري، وكان أولها:

ميرفت، التي تعيش في الصعيد، تقول في سعادة: "أصبح لي مالي الخاص منذ أن بدأت الحصول على معاش تكافل، دفعت مصروفات الدراسة لأطفالي، كما اشترى زوجي بضاعة، وأنفقت الباقي على بيتي وأسرتي حسب الحاجة، ميرفت واحدة من نساء كثيرات يوظفن سلطتهن في اتخاذ القرارات المالية ليس فقط في الدفع نحو تعليم أطفالهن، لكن الأهم في تعليم بناتهن اللائي قد لا يلقين نفس الأولوية التي يحظى بها الأولاد في العديد من القرى.

وقالت صبرية، وهي من محافظة مرسى مطروح: بمجرد أن سمعت عن البرنامج، ذهبت وتقدمت للحصول على التحويلات النقدية التي يمكن أن تساعدنا في الكثير من مناحي الحياة، بما في ذلك تعليم بناتي.
وأومأت ابنتها بالموافقة وتضيف قائلة: أعتقد أن الجميع ينبغي أن يحصلوا على التعليم ولا يبقى أحد منهم بالمنزل. فهنا يشعر الناس بالخوف من أن تصاب الفتاة بسوء وهي في طريقها إلى المدرسة، بيد أن هذا غير حقيقي إذ أن الشرطة تحمي الجميع، فضلا عن أن أعداد الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة في تزايد، ولكن، بالإضافة إلى إتاحة التعليم، ذكرت صبرية كيف أنها باتت قادرة على إدخار ما يكفي لشراء ماعز وحمام لمساعدة أسرتها، وتقول: إنني ممتنة كثيرا لهذا، أحيانا عندما لا يكون لدي عمل، أبيع اللحوم والدجاج، إنه مشروع جيد.

وتقول صباح من قنا بصعيد مصر: "استطعت بفضل معاش تكافل البدء في مشروعي الصغير للخبيز في المنزل، لقد اشتريت جوالين من الدقيق وبدأت خبز العيش، بدأ الناس في التوافد علي لشراء الخبز بينما لم أعد بحاجة لمغادرة المنزل".

وعلاوة على تغطية 10% من سكان البلاد، يوضح تقييم مستقل للأثر أجراه المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية أن لبرنامج تكافل وكرامة، العديد من الآثار المثيرة للإعجاب، فيما يتعلق بتمكين المرأة ودمجها اقتصاديا، ومنها:
زيادة قدرتها على اتخاذ القرار داخل الأسرة نظرا لأن التحويلات موجهة في الأساس للمرأة.
زيادة اعتداد المرأة وثقتها بذاتها من خلال امتلاكها للمال.
الحد من الخلافات الناتجة عن الضغوط المالية، ومن ثم تقليص حالات العنف الأسري مع توفير المناخ الملائم للتربية المستقرة للأطفال.
الإحساس بالتمكن والأمل بفضل النتائج الثانوية لحصول أطفالهن على التعليم والتغذية والصحة الأفضل.
زيادة الشمول المالي من خلال البطاقات الذكية، مما يشجع النساء على فتح حسابات بنكية، وحسابات توفير وإتاحة المزيد من الائتمان لهن.
تحسين الاستهلاك والتغذية، مما يحقق نتائج صحية أفضل - فيستطيع المستفيدون شراء اللحوم والدجاج والفواكه والخضروات، للتأكد من إتاحة الفرصة لأطفالهن في أن يحيوا حياة رغدة منتجة.