جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أمينة: عمار الشريعى قال لى «الحنطور ستصبح تراثًا»

أمينة ومحرر الدستور
أمينة ومحرر الدستور

طرحت منذ أيام المطربة أمينة ألبومها الغنائى الجديد بعنوان «اللى راحوا»، وذلك بعد غياب عن طرح الألبومات الغنائية لسنوات عدّة، وقدمت فيه ١٠ أغنيات تنوعت بين الشعبى والرومانسى والحزين.
وتحدثت أمينة فى حوارها لـ«الدستور» عن حال الغناء الشعبى الحالى، الذى وصفت معظمه بـ«أكل عيش»، مشيرة إلى عدم انزعاجها من لقب «مطربة الحنطور»، خاصة فى ظل ما كشفته عن رؤية الموسيقار الراحل عمار الشريعى بشأن الأغنية.
■ ماذا عن كواليس تحضير ألبوم «اللى راحوا»؟
- ألبوم «اللى راحوا» شىء مختلف فى مسيرتى الغنائية بالنسبة لى، فهو تحدٍ كبير، وبذلت من أجله مجهودًا عظيمًا، واستمرت التحضيرات الخاصة به ٣ سنوات، وشهد إضافة وحذف أغنيات، ومررنا بهذه المرحلة حتى الاستقرار على ١٠ أغنيات.
■ ما سر طرحك ألبومًا غنائيًا كاملًا فى ظل زمن أغنيات السينجل؟
- ترجع الفكرة إلى «تعطشى» لتقديم أكثر من لون غنائى، خاصة أننى صنفت كمطربة شعبية منذ أن عرفنى الجمهور، بالرغم من أننى أستطيع تقديم الألوان الغنائية المختلفة مثل الرومانسى والحزين والمقسوم والكلاسيك. وسبق أن طرحت العديد من الأغنيات بعيدًا عن الشعبى، ومن ثم مثَّل الألبوم تحديًا من جهة، وتلبية لما شعرته من اشتياق الجمهور من جهة أخرى.
■ هل خشيتِ من تقديم ألبوم غنائى كامل قبل طرحه؟
- حقيقة، «اللى راحوا» ألبوم لا يشبهنى، تتنوع ألوانه الغنائية، وبناءً على رغبتى الشخصية، لذلك لم أخش من الفكرة، ومتأكدة أن جمهورى «عطشان لسماعى» فى أكثر من شكل، والحقيقة أيضًا أننى استفدت كثيرًا من متابعتى تعليقات الجمهور على أغنياتى بموقع الفيديوهات «يوتيوب» وصفحتى الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، ورصدت طلبات باكتفائى باللون الشعبى، وطلبات أخرى أغنى الرومانسى فقط، وهناك من طلب أن أغنى «حزين». وجميعها مثّل لى دافعًا كبيرًا فى طرح ألبوم غنائى كامل ومتعدد من أجل إرضائهم، فضلًا عن تناول الأغنيات للفئات العمرية جميعها، فيمكن أن تجد أغنية للمراهقين وأخرى للكبار، واحدة تخص المصريين وثانية بالعرب.
■ هل تصنيفك كمطربة شعبية يزعجك؟
- بالطبع لا، فالجمهور عرفنى فى بداية مشوارى الفنى كمطربة شعبية، لكنى أستطيع فرض سيطرتى فى لون غنائى آخر، وهناك من يطالبنى بالابتعاد عن الشعبى أو الاكتفاء بما حققته، فإننى لا أستطيع ترك منطقتى الخاصة التى يحلم الكثير أن يدخلها بطرق شتى، لأننى تربيت على مدرسة الفن الشعبى الهادف، وليس الركيك، وأناقش من خلال أعمالى قضايا وموضوعات داخل المجتمع على نحو لائق دون خدش حياء أو ألفاظ خارجة.
■ ما رأيك بحال الأغنية الشعبية فى الوقت الحالى؟
- هناك شىء مهم للغاية تجب معرفته، هو عدم انتماء كل ما هو خارج عن المألوف للأغنية الشعبية، وللأسف تقدم أعمال لا تنتمى للشعبى على أى نحو، وأغلبها مجرد وسيلة للرزق و«أكل العيش» ولا تمت للفن وقواعده بأى صلة، فالأغنية الشعبية معروفة منذ سنوات ولها قيم ما زالت محافظة عليها، من قبل المطربين الذين درسوا الغناء وترعرعوا على أساسيات الأغنية على أسس أكاديمية. وبسبب الانفتاح الكبير الذى حدث خلال السنوات الماضية ووجود وسائل التواصل الاجتماعى، أصبح كل من لديه وسيلة للتسجيل بإمكانه طرح أغنية خالية تمامًا من قيمة الفن المصرى، بل تسىء لنا وإن ظل لها جمهورها.
■ هل ترين أن أغنيات المهرجانات ظلمت الأغنية الشعبية وأثرت عليها سلبيا؟
- فى الحقيقة أغنيات المهرجانات أثرت على المجتمع المصرى ككل، ولا يمكننا أن ننكر أن أغلبنا أصبح يستمع لها، سواءً بقصد أو بغير قصد وعلى محض الصدفة، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من مجتمعنا بإيجابياتها وسلبياتها، وعلى المستوى الشخصى أقدم أغنيات لها طابعها الخاص، ولدى جمهورى الذى يحترم ويقدر فنى.
■ ننتقل إلى التمثيل.. ما سر اتجاهك إلى التمثيل بجانب الغناء؟
- موهبتى التى دفعتنى إلى دخول عالم التمثيل، فبداية دراستى كانت داخل المعهد العالى للفنون المسرحية، وقُبلت لموهبتى الفطرية التى أردت أن أزيدها بتثقيفى فنيًا، ودرست على يد كبار الفنانين فى مصر، على رأسهم الفنان الراحل سعد أردش، والفنان أحمد حلاوة والفنانة سميرة محسن، وغيرهم.
■ هل حققتِ النجاح فى التمثيل مثل الغناء؟
- فى الحقيقة قمت بالتركيز فى الغناء خلال السنوات الماضية على نحو كبير، وعندما كنت فى «عز شهرتى» وعرض علىّ التمثيل لم أنظر إلى البطولة المطلقة، بالرغم من أن موهبتى وكم الشهرة التى أحظى بها فى تلك الفترة كانا يدفعانى لذلك، لكنى وافقت على المشاركة بأدوار صغيرة حبًا فى التمثيل، ومشاركتى فى فيلم «أمير البحار» كانت من أجل الوقوف أمام فنان كبير مثل محمد هنيدى الذى كان يعاملنى معاملة خاصة داخل لوكيشن التصوير إيمانًا منه بموهبتى، بالرغم من قلة حجم دورى مقارنة بنجوميتى حينذاك.
هل تنزعجين من لقب «أمينة الحنطور»؟
- بالطبع لا، فهى أغنية «وشها حلو علىّ»، ويطلبها الجمهور على نحو خاص فى الحفلات والأفراح حتى الآن، ولها شهرتها وسط الجمهور والشارع المصرى، بالرغم من مرور نحو ١٠ سنوات على طرحها. وسبق أن تنبأ بذلك الموسيقار الراحل عمار الشريعى، وقال لى: «ستظل تراثًا على مر السنوات، وسيأتى وقت يعاد توزيعها موسيقيًا من جديد وتجدد نجاحها».