جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أسرار كاميرون.. رئيس الوزراء البريطانى السابق يتحدث عن «الإخوان» فى مذكراته

جريدة الدستور

يعكف ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطانى السابق، حاليًا، على إنهاء كتابة مذكراته التى بدأها منذ عامين، أواخر العام ٢٠١٦، التى كان من المقرر أن يصدرها العام الماضى. وكشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن الخطوط العريضة لمضمون المذكرات، التى يتزامن قرب الإفراج عنها مع أوقات عصيبة تشهدها بريطانيا، على خلفية قرار انسحابها من الاتحاد الأوروبى.
وفق الصحيفة، فمن المتوقع أن تصدر المذكرات فى سبتمبر من العام الحالى، بعد أن حصل «كاميرون» على ٨٠٠ ألف جنيه إسترلينى من دار نشر «ويليام كولينز»، التى تتولى إصدار المذكرات.
وأوضحت الصحيفة أن «كاميرون» أصر على ألا يصدر مذكراته إلا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى رسميًا، فى مارس المقبل، حتى لا تؤثر مذكراته على القرارات بشأن هذا الملف.
ووفق مسئولون بدار النشر، فإن «كاميرون» سيكشف عن جميع القضايا التى واجهته خلال ٦ أعوام فى مكتبه، بـ١٠ دوانينج ستريت، مقر رئاسة الحكومة البريطانية، فى العاصمة لندن، بما فى ذلك الإصلاحات الحرجة للاقتصاد البريطانى، وثورات الربيع العربى، وعلاقته بالإخوان، وقصف «ناتو» لليبيا فى ٢٠١١، وموقفه من الصراع فى سوريا.
وسألت الصحيفة عددًا من أصدقاء «كاميرون» عن كواليس وتسريبات مذكراته المرتقبة، لأنه رفض الإفصاح عن أى شىء، وكذلك الأمر بالنسبة لدار النشر.
وحسب ما رواه أصدقاء «كاميرون» للصحيفة، مع طلب إخفاء هوياتهم، فإن المذكرات تتناول دعوته للرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة لندن فى ٢٠١٥، لبحث عدد من القضايا المشتركة، فى ضوء رؤية «كاميرون» لنظيره المصرى على أنه «شريك رئيسى فى مكافحة الإرهاب»، كما سيكشف رئيس الوزراء البريطانى السابق عن أنه كان يعتزم استئناف الرحلات الجوية بين بريطانيا وشرم الشيخ، بعد تعليقها إثر حادث تفجير الطائرة الروسية، فى العام ٢٠١٥، لولا استقالته، بعد التصويت على اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبى «بريكست».
ووفق المقربين من «كاميرون»، فإن مذكراته ستتناول كيف أن نظرته لثورات الربيع العربى، التى دعمها منذ اندلاعها فى ٢٠١١، تغيرت، فضلًا عن دعمه جماعة الإخوان، وكيف اكتشف فيما بعد أن هذا الدعم للجماعة الإرهابية كان خطيئة كبرى.
وتسرد المذكرات تفاصيل سماح رئيس الوزراء البريطانى بفتح تحقيقات موسعة حول الإخوان وأصولهم المالية على أراضى بلاده، وكيف أنه، ومع اندلاع شرارة «الربيع العربى» من تونس إلى مصر، أبدت إدارته مزيدًا من الاهتمام، وسعت لتعزيز تعاونها مع جماعة الإخوان، وتورطت حكومة «كاميرون» فى سلسلة من الاجتماعات مع كبار أعضاء الجماعة الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط، وداخل المملكة المتحدة.
كما تتناول المذكرات، حسب توقعات الأصدقاء، كواليس الدعوة التى وجهها للرئيس المعزول محمد مرسى، الذى وصل لسدة الحكم فى مصر فى عام ٢٠١٢، وكيف أن ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ عطّلت حدوث الزيارة، وأطاحت بحكم الإخوان نهائيًا، ومن هنا سيسرد «كاميرون» نقاط التحول فى رؤيته للجماعة الإرهابية، بعد أن طلب من السير جون جنكنز أن يكتب تقريرًا عنها، وأن التقرير جاء فيه أن الجماعة لها ميول متطرفة وروابط إرهابية.
كما تتناول المذكرات الموقف البريطانى من التدخل فى سوريا، فى أغسطس ٢٠١٣، وكيف سعى «كاميرون» إلى الحصول على موافقة برلمان بلاده على شحن ضربة عسكرية ضد أهداف تابعة للنظام السورى، ردًا على هجوم الغوطة الكيميائى، وهو المقترح الذى قوبل بالرفض.
ومن المتوقع أن تتناول المذكرات التوترات بين الغرب وليبيا، وعمليات القصف الجوى التى تبناها حلف «ناتو»، فى ٢٠١١، ضد أهداف عسكرية ليبية، خلال الأيام الأولى من اندلاع الثورة التى أطاحت بنظام الرئيس الراحل معمر القذافى.