جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الجمعة.. "الإيكاو" تحيي يوم الطيران المدني الدولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحيي منظمة الطيران المدني الدولي " إيكاو " بعد غد " الجمعة " يوم الطيران المدني الدولي 2018 تحت شعار " العمل معا لضمان عدم ترك أي بلد وراء الركب "، حيث تسلط حملة "عدم ترك أي بلد وراء الركب" الضوء على الجهود التي تبذلها الايكاو لمساعدة الدول على تطبيق القواعد والتوصيات الدولية (SARPs).

ويهدف هذا العمل في المقام الأول إلى تحسين مستوى التجانس في تطبيق القواعد والتوصيات الدولية على المستوى العالمي بما يتيح لجميع الدول فرصة الاستفادة من المنافع الاجتماعية والاقتصادية للنقل الجوي الموثوق والآمن.

فبعد اعتماد الأمم المتحدة والعالم جدول أعمال عام 2030 الجديد، والشروع في حقبة جديدة في مجال التنمية المستدامة على الصعيد العالمي، تبرز أهمية الطيران كمحرك للتواصل العالمي في تحقيق أهداف اتفاقية شيكاغو من خلال اعتبار الرحلات الدولية ركيزة رئيسية في تمكين السلام والرخاء العالميين.

كان مجلس منظمة الطيران المدني الدولي قد اختار موضوع الاحتفال للفترة من 2015 - 2018: "العمل معا لضمان عدم ترك أي بلد وراء الركب".

وفي كل 5 سنوات، وبالتزامن مع احتفالات الذكرى السنوية لإنشاء منظمة الطيران المدني الدولي (2014-2019-2024-2029... الخ.)، يختار مجلس منظمة الطيران المدني الدولي موضوعا خاصا للاحتفال بيوم الطيران المدني الدولي، ويقوم ممثلو المجلس بين هذه السنوات باختيار الموضوع للفترة الفاصلة لمدة 4 سنوات كاملة.

وكانت الإيكاو قد اعتمدت في عام 1994 يوم الطيران المدني الدولي كجزء من أنشطة الذكرى السنوية الخمسين لإنشائها. وبناء على مبادرة اتخذتها الإيكاو في عام 1996 وبمساعدة من الحكومة الكندية، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 3351 رسميًا أن يكون يوم 7 ديسمبر هو يوم الطيران المدني الدولي. والغرض من يوم الطيران المدني الدولي هو المساعدة في توليد وتعزيز الوعي على الصعيد العالمي بأهمية الطيران المدني الدولي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول، وبدور الإيكاو الفريد في مساعدة الدول على التعاون وتحقيق شبكة نقل عالمية سريعة وحقيقية في خدمة البشرية جمعاء.

وجاء في الوثيقة "أن ديباجة الاتفاقية تنص على أن التنمية المستقبلية للطيران المدني الدولي يمكن أن تساعد كثيرا في إيجاد وإبقاء الصداقة والتفاهم بين أمم العالم وشعوبه"، وعلاوة على ذلك، حثت الجمعية العامة حكومات الدول وكذلك المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية والحكومية الدولية المعنية للاحتفال بيوم الطيران المدني الدولي.

وتشير الإحصاءات السنوية التي جمعتها الإيكاو على المستوى العالمي لعام 2017، إلي ارتفاع العدد الإجمالي للركاب المنقولين ضمن خدمات النقل الجوي المنتظمة إلى 4.1 مليار راكب، وشكل ذلك ارتفاعًا بنسبة 7.2 % مقارنة بالعام 2016.

وبلغ عدد عمليات المغادرة 36.7 مليون عملية على الصعيد العالمي في عام 2017، وهو ما شكل ارتفاعًا بنسبة 3.1 % مقارنة بعام 2016. أما حركة الركاب، التي يتم التعبير عنها بمقياس الركاب الكيلومتريين الإيراديين (RPKs) ضمن مجموع الخدمات المنتظمة، فقد سجلت ارتفاعًا بنسبة 7.9 %، إذ بلغ العدد وفقًا لهذا المقياس ما يقارب 699 7 مليار راكب كيلومتري إيرادي في عام 2017.

وحسب الإحصاءات، ظل إقليم آسيا والمحيط الهادئ أكثر الأقاليم نشاطًا في حركة الركاب، إذ مثل 34 % من الحركة العالمية، وسجل بذلك نموًا بنسبة 10.7 % خلال عام 2017، تليه أوروبا التي مثلت 27 % من الحركة العالمية وحققت نموًا بنسبة 8.6%. أما أمريكا الشمالية، التي تمثل 23 % من الحركة العالمية، فقد حققت نموًا بنسبة 4.1%.

وسجل إقليم الشرق الأوسط نموًا بنسبة 6.5 %، علمًا بأنه يمثل 9 % من الحركة العالمية.

ومثل إقليم أمريكا اللاتينية والكاريبي 5 % من الحركة العالمية محققًا نموًا بنسبة 7.4%. واضطلعت شركات الطيران في إقليم أفريقيا بما تبقى من الحركة العالمية التي تمثل نسبة 2 %، حيث حققت نموًا بنسبة 7.2 %.

وفي السياق نفسه، شهدت حركة الركاب الدولية المنتظمة في عام 2017 نموًا بنسبة 8.4 % بمقياس الركاب الكيلومتريين الإيراديين مقارنة بنسبة 7.7 % التي سجلتها في عام 2016.

وحققت شركات الطيران الأوروبية في هذا الصدد زيادة بنسبة 8.8 % وحظيت بذلك بأكبر حصة على الصعيد الدولي بمقياس الركاب الكيلومتريين الإيراديين، إذ إنها مثلت نسبة 37 % من المجموع. وحافظ إقليم آسيا والمحيط الهادئ على المرتبة الثانية بحصوله على نسبة 29 % محققًا نموًا بنسبة 10.5%.

أما إقليم الشرق الأوسط الذي يحظى بنسبة 14 % من مجموع الركاب الكيلومتريين الإيراديين الدوليين وسجل نموًا بنسبة 6.5 % في عام 2017، وهي نسبة أقل بكثير من النمو الذي يقاس بالعشرات الذي سجل في عام 2016.

وحققت الشركات التابعة لإقليم أمريكا الشمالية حصة 13 % من مجموع الركاب الكيلومتريين الإيراديين الدوليين وسجلت نموًا بنسبة 4.9%. كما حققت شركات الطيران التابعة لإقليم أفريقيا، الذي يمثل 3 % من مجموع الركاب الكيلومتريين الإيراديين الدوليين، نموًا بنسبة 8.1%.

كما أن شركات النقل الجوي من إقليم أمريكا اللاتينية والكاريبي، التي تستأثر بحصة 4 % من مجموع الركاب الكيلومتريين الإيراديين الدوليين، شهدت نموا في عام 2017 بنسبة 9.1%.

وشهدت حركة الركاب المحلية المنتظمة نموا بنسبة 7.1 % بمقياس الركاب الكيلومتريين الإيراديين (RPK) خلال عام 2017 وهو ما يشكل زيادة من نسبة 6.9 % المسجلة في عام 2016. وتمثلت الشركات الرئيسية المحركة لهذا النمو في شركات الطيران التابعة للولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند التي سجلت نموًا بنسبة 3.6 %، و13.2 %، و17.7 % على التوالي.

كما أن إقليم آسيا والمحيط الهادئ، الذي سجل نسبة 42 %، تجاوز إقليم أمريكا الشمالية، ليصبح أكبر سوق محلية في العالم محققًا نموًا قويًا بنسبة 11 % في عام 2017.

أما إقليم أمريكا الشمالية، الذي حقق 41 % من مجموع الركاب الكيلومتريين الإيراديين المحليين، فقد سجل نموًا بمعدل 3.7 % في عام 2017. وشهدت شركات الطيران الأوروبية، التي تمثل 9 % من الركاب الكيلومتريين الإيراديين المحليين، نموًا بنسبة 7.3 % في عام 2017.

أما إقليم أمريكا اللاتينية والكاريبي، الذي يمثل حصة 7 % من الركاب الكيلومتريين الإيراديين المحليين، فقد شهد نموًا بمعدل 5.6 %، في حين شهدت شركات النقل بإقليمي الشرق الأوسط وأفريقيا نموا بنسبة 5.9 %، ونسبة 2.2 % على التوالي.

وساهمت شركات النقل المنخفضة التكاليف في نقل ما يقدر بـ 1.2 مليار راكب في عام 2017، وهو ما يمثل حوالي 30 % من حركة الركاب المنتظمة في العالم. وحققت بذلك نموًا بنسبة 11.4 % مقارنة بعدد الركاب الذين نقلتهم شركات النقل المنخفضة التكاليف خلال عام 2016، وهو ما شكل ارتفاعًا بنحو مرة ونصف فوق المتوسط الإجمالي العالمي لمعدل نمو الركاب.

أما السعة التي تتيحها شركات الطيران العالمية، والتي يتم التعبير عنها بمقياس المقاعد الكيلومترية المتاحة، فقد شهدت ارتفاعًا على الصعيد العالمي بنسبة 6.5 % في عام 2017.

وتراوح نمو السعة بين 3.8 % في أفريقيا، و8.8 % في إقليم آسيا والمحيط الهادئ. وبلغ متوسط عامل حمولة الركاب على الصعيد العالمي81.3 % في عام 2017، حيث ارتفع هذا المعدل بنسبة 1 % مقارنة مع السنة السابقة، وتراوح بين 70.8 % في أفريقيا و83.6 % في أوروبا.

ونقل ما يقارب 56 مليون طن من البضائع في عام 2017. أما نمو حركة الشحن الجوي المنتظمة الإجمالية، المعبر عنها بمقياس أطنان البضائع الكيلومترية المنتظمة المنقولة (FTKs)، فبلغت نسبته 9.5 % في عام 2017، وهي نسبة أعلى بكثير من نسبة 3.6 % المسجلة في عام 2016.

ويرجع هذا النمو بشكل رئيسي إلى تحسن النشاط التجاري في عام 2017. وسجلت أطنان البضائع الكيلومترية في الشحن الجوي المنتظم على الصعيد الدولي زيادة قدرها 10.4 % في عام 2017، مقارنة بنسبة 3.5 % في عام 2016. ومثل الشحن الجوي الدولي نحو 87 % من إجمالي أطنان البضائع الكيلومترية في الشحن الجوي المنتظم.

وتكفلت شركات الطيران في إقليم آسيا والمحيط الهادئ بنقل حوالي 40 % من أطنان البضائع الكيلومترية في الشحن الجوي الدولي المنتظم، مقابل 26 % بالنسبة لشركات الطيران في أوروبا، و16 % بالنسبة لشركات الطيران في الشرق الأوسط، و14 % للشركات في أمريكا الشمالية.

وتشير هذه البيانات إلى أن ما يقارب 80 % من حركة الشحن الجوي الطويل المدى تدفقت على الممر التجاري بين الشرق والغرب الذي يربط بين آسيا وأوروبا، وآسيا وأمريكا الشمالية، وكذلك بين أوروبا وأمريكا الشمالية. أما سعة الشحن الجوي الدولي المنتظم، المعبر عنها بمقياس الأطنان الكيلومترية المتاحة في الشحن الجوي، فقد بلغت في عام 2017 ما يقارب 351 مليار طن كيلومتري، أي ما يمثل نموًا بنسبة 6.1 % مقارنة بعام 2016.

وشهد عامل حمولة الشحن الدولي المنتظم ارتفاعا من 53.2 % في عام 2016 إلى 55.4 % في عام 2017. كما أن هناك توليفة تتكون من التحسن في مستوى النشاط الاقتصادي والتجارة والنمو في التجارة الإلكترونية قد ساهمت في صافي إيجابيات الشحن الجوي في عام 2017.

وقدرت أرباح التشغيل التي حققتها شركات الطيران المنتظمة التابعة للدول الأعضاء خلال عام 2017 بنسبة 7.9 % من إيرادات التشغيل.

وكان من المتوقع أن تصل أرباح التشغيل إلى ما يقارب 60 مليار دولار أمريكي في عام 2017 استنادًا إلى إيرادات التشغيل البالغة 758 مليار دولار أمريكي. وتعزى نسبة 49 % تقريبا من صافي الأرباح إلى أداء شركات الطيران في أمريكا الشمالية، تليها شركات الطيران في آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 25 %، ثم أوروبا بنسبة 26%.

وقد أدت الزيادة بنسبة 24 % في أسعار وقود الطائرات في عام 2017 إلى زيادة في تكاليف الوحدات بالمقارنة مع الانخفاض الذي شهدته في عام 2016.

كما أن نمو الحركة الجوية بمعدلات أعلى وزيادة كفاءة استخدام القدرات وتباطؤ مستوى الانخفاض في العائدات مقارنة مع السنوات السابقة كلها عوامل عوّضت الزيادة السالبة في تكاليف الوحدات وساهمت في تحقيق سنة أخرى اتسمت بالربحية بالنسبة لقطاع الناقلين الجويين في عام 2017.

وبعد تحقيق نمو يقدر بنسبة 3.1 % في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في عام 2017، توقع البنك الدولي أن يظل الناتج المحلي الإجمالي دون تغيير أي بنسبة 3.1 % من الناتج المحلي الإجمالي فيما يخص عام 2018. وبناء على ذلك، توقعت الإيكاو نمو حركة الركاب الإجمالية بحوالي 7.5 % في عام 2018.

ومن المتوقع أن تبلغ أرباح التشغيل في قطاع الطيران حوالي 56 مليار دولار أمريكي في عام 2018، وذلك بفضل الآثار المجتمعة الناجمة عن تحسين مستوى النمو الاقتصادي واستمرار نمو الحركة الجوية واستغلال السعة على نحو أفضل، وهو ما يتوقع أن يعوض عن الزيادة في أسعار وقود الطائرات في عام 2018.

ووفقًا لأحدث تنبؤات الإيكاو الطويلة الأجل في مجال الحركة الجوية، فإنه من المتوقع أن يرتفع عدد الركاب المنقولين عبر شركات الطيران من 4.1 مليار راكب في عام 2017 إلى 10 مليارات راكب بحلول عام 2040، كما أنه من المتوقع أن يرتفع عدد عمليات المغادرة إلى حوالي 90 مليون عملية في عام 2040.

وفيما يتعلق بالطائرات، أنتج مصنعو الطائرات الرئيسيون في العالم ما يقارب 4811 طائرة تجارية جديدة في عام 2017، كما تلقوا طلبات صافية لصنع ما يقارب 1312 طائرة جديدة.

وشهد معدل عملية الانتقال من الحجز إلى الشراء الفعلي فيما يخص شركتين من أكبر شركات إنتاج الطائرات ارتفاعًا بنسبة 1.4:1 في عام 2017، حيث كان يـبلغ خلال السنة السابقة نسبة 1:1، وهو ما يعد مؤشرًا على الوتيرة المتزايدة للطلبات على الطائرات. إلا أن توقعات النمو القوي في حركة النقل الجوي وانخفاض تكاليف الاقتراض أو استقرارها وتحسن أرباح شركات الطيران ونمو أنشطة شركات الطيران المنخفضة التكلفة وبرامج استبدال أسطول الطائرات لدى شركات الطيران تشكل جميعها عناصر تسمح بالحفاظ على قوة سوق الطائرات.

وفيما يتعلق بسلامة الطيران، شهد عام 2017 وقوع 88 حادثة للعمليات المنتظمة للنقل الجوي التجاري، وهو ما شكل ارتفاعًا بنسبة 17 % مقارنة بعام 2016 الذي شهد وقوع 75 حادثة، وذلك وفقًا لتحليل لبيانات الحوادث العالمية فيما يخص طائرات النقل الجوي التجاري التي تزيد فيها الكتلة القصوى المقررة للإقلاع على 7005 كيلوجرامات.

وشهد عدد الوفيات في العمليات المنتظمة على الصعيد العالمي انخفاضًا إلى 50 حالة وفاة الذي يمثل انخفاضًا كبيرًا من 182 في عام 2016 وأدنى مستوى في السنوات الـ 10 الماضية.

وانخفض عدد الحوادث التي أدت إلى وقوع وفيات من 7 حوادث خلال عام 2016 إلى 5 حوادث عام 2017 شكلت هي أيضًا أدنى مستوى في السجلات الحديثة.

وشهدت نسبة الحوادث على الصعيد العالمي ارتفاعًا قدره 2.4 حادثة لكل مليون مغادرة منتظمة عام 2017 مقابل 2.1 حادث لكل مليون مغادرة منتظمة في عام 2016. وفيما يتعلق بأعمال التدخل غير المشروع، سجلت الأمانة العامة للإيكاو 21 واقعة تدخل غير مشروع خلال عام 2017.

وشملت هذه الوقائع هجومًا واحدًا على طائرة أثناء الطيران، وهجومًا واحدًا باستخدام الطائرة كسلاح وهجومًا إلكترونيًا واحدًا، وحالتي استيلاء غير مشروع، و9 حالات هجوم على المرافق، و7 هجمات أخرى.