جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

نشاط مكثف في سابع أيام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

جريدة الدستور

شهدت أحداث اليوم السابع لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، اليوم الاثنين، العديد من الفعاليات، حيث بدأ اليوم بمحاضرة بعنوان "الدور الإبداعي للمنتج.. حتى في التمويل والموازنة" قدمتها عضو أكاديمية الفيلم الألماني روشاناك بيهيشت نيدجاد.

وقالت الخبيرة روشاناك: "من هو المنتج هل هو رجل تمويل؟ حامي حمى الفن؟ بالتأكيد لا. فالمنتج ينبغي أن يحصل أيضا على المال، فالمنتج يجب عليه أن يبدأ بتنظيم عمله حتى يصل لتحقيق هدفه المنشود".

وأضافت: "من أجل أن ينجح المنتج فى مشروعه عليه أن يقسم تكلفة الإنتاج وتفكيكها لأرقام صغيرة، وشراء حقوق العرض ودفع أتعاب الكاتب والمخرج ومستشارين لإنتاج النسخة المبدئية، ويجب أن نستمع لآراء كل الخبراء، وهنا نتكلم عن مرحلة الإعداد وبعد ذلك نتحدث عن مكان التصوير".

وشرحت الفرق بين الموزع ووكيل البيع والمدة التي من خلالها تتم عملية شراء حقوق فيلم ما في المنطقة العربية أو عالميا، فقالت إن الوكيل يحصل على الحقوق العالمية للفيلم لمدة تصل من خمسة سنوات إلى عشرين عاما، بينما الموزع يحصل على حق عرض الفيلم لفترة محددة داخل إقليم محدد كمنطقة الشرق الأوسط وهنا يوجد فرق بين تكاليف التوزيع فى مصر والشرق الأوسط عن تونس والمغرب، وذلك يحدث في ألمانيا وغيرها من الدول.

وفيما يخص دور المنتج العربي، أكدت عضو أكاديمية الفيلم الألماني أن المنتجين العرب تركوا الأسرة والطفل للسينما والدراما الأمريكية فلم يقدموا قصة للأطفال أو فكرة جذابة تجعلهم يلتفون حول منتجهم، فضلا عن بعض الأعمال المدبلجة التركية والروسية التي بدأت تصل إلى الأسرة والطفل العربي وأصبح لها تواجد بشكل ما، في وقت مازال المنتجون العرب لم يقدموا ما يلفت نظر أسرهم على الرغم من أن لديهم أطفالا ويعرفون ما يهتمون به.

وأقيم مؤتمر صحفي لأعضاء لجان تحكيم المهرجان، بدأ بأعضاء لجنة تحكيم مسابقة "سينما الغد" المشكلة من المبرمجة والأستاذة الجامعية الألمانية كاثي دي هان والمخرج وكاتب السيناريو الجزائري كريم موساوي، واعتذرت عن الحضور الممثلة المصرية ياسمين رئيس.

وبدأت كاثي دي هان حديثها بشكر السيناريست محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وفريقه على الجهد المبذول في المهرجان، كما أشادت بدور الناقد أندرو محسن مدير برنامج سينما الغد واختياراته الجيدة للأفلام المشاركة في المسابقة.

وأوضحت أن وجودها بمهرجان دولي عمره أكثر من 40 عاما وبلجنة تحكيم أحد مسابقاته مسؤولية صعبة، كونه كرنفالا يحظى باهتمام صناع السينما في العالم كله، مشيرة إلى أنها استمتعت بمشاهدة عدد كبير من الأفلام من إفريقيا والوطن العربي ولفت انتباهها قسم المخرجات العربيات وخاصة فيلم "الخروج للنهار" للمخرجة هالة خليل وكذلك فيلم "لا أحد هناك" للمخرج أحمد مجدي بقسم أسبوع النقاد الدولي.

وقال موساوي إنه سعيد بزيارته الأولى لمصر. وأكد أن مهرجان القاهرة السينمائي هو المرجع لكل المهرجانات العربية.

وأشار إلى أن لجنة اختيار أفلام المسابقة على قدر كبير من المعرفة وحققت برنامجا متنوع الثقافات والقضايا "يهتم بالإنسانية".

وبسؤال أعضاء لجنة التحكيم عن الأمر الذي يجذب انتباههم كأعضاء لجنة تحكيم ويجعلهم يقرروا منح الفيلم جائزة، قالت دي هان إن المهمة صعبة إلا أن الخبرات المتنوعة لأعضاء لجان التحكيم سواء في التمثيل أو الإخراج أو البرمجة تساعد في اختيار الفيلم الفائز، كما أجاب موساوي بأنه دائما ينتظر من الفيلم أن يفاجئه ويقدم شيئا جديدا ومختلفا.

وعرض اليوم فيلم "ذات يوم" بالمسرح الكبير، وفيلم "الدولة ضد مانديلا والآخرين" بالمسرح الصغير، وفيلم "آنا ونهاية العالم" بمركز الإبداع الفني، واستكمل برنامج سينما الغد عروضه بسينما الهناجر.

ويرصد فيلم الدولة ضد مانديلا الذكري المئوية لميلاد نيلسون مانديلا، الذي كان مركز اهتمام العالم من خلال محاكمته التاريخية عام 1964 و1963، وكان هناك ثمانية آخرين واجهوا مثله عقوبة الإعدام وهم أيضا خضعوا لاستجوابات شاقة، ولكنهم بلا استثناء صمدوا وقلبوا الموقف رأسا على عقب مع الدولة، ووضعوا نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا في قفص الاتهام.

وقال مخرج الفيلم نيكولا شامبو، إنه تم التحضير للفيلم لمدة عامين وبدأ تصويره في 2017 بعد التحضيرات الشاقة، موضحا أنه قبل التحضير للفيلم اضطر لسماع مئات التسجيلات من المحاكمة لأن فكرة الفيلم مبنية عليها.

كما أقيمت ندوة لألبيرو باربيرا مدير مهرجان فينسيا بمسرح الهناجر. وأكد خلال كلمته بالندوة التي أدارها الناقد الأمريكي جاي فايسبرج أن الأسواق التقليدية للسينما بدأت تشهد انكماشًا، والجميع يُدرك جيدًا مشكلة انخفاض حجم الجمهور بصالات العرض، وهذه ظاهرة عالمية، مشيرا إلى أن أسباب ذلك ترجع إلى إتاحة الأفلام عبر الإنترنت، فمن السهل والمريح أن تختار الفيلم من عدة اختيارات وهى أرخص بكثير.

وأضاف: "أعتقد أن صالات العرض قد تختفي، لذا يجب على المسؤولين عن هذه الصالات تغيير طريقتهم في العرض".

كما أقيمت حلقة نقاشية بعنوان "تحالف إنتاجي أقوي بين العالم العربي وأوروبا". وعرض فيلم "أمين" بالمسرح الكبير، وفيلم "حفرة الصلصال" بمركز الإبداع الفني، وفيلم "المترجم" بسينما الهناجر، وفيلم "مريم تكذب" بمسرح الهناجر، كما عقدت محاضرة قدمها نيكولا سيدو رئيس شركة "جومون" بعنوان "100 سنة من السينما".

واستكملت الأفلام عروضها بفيلم "صوفيا" بالمسرح الصغير، وفيلم "علي كف عفريت" بمركز الإبداع الفني، وفيلم "الطريق المسدود" بالمسرح المكشوف، كما استكمل برنامج سينما الغد 4 بسينما الهناجر.

واختتم اليوم فعالياته بعرض فيلم "على باب الأبدية" بالمسرح الكبير، وفيلم "خانق" بالمسرح الصغير، وفيلم "3000 ليلة" بمركز الإبداع الفني، وفيلم "ملكة السباتي" بسينما الهناجر، وفيلم "الحلم البعيد" بمسرح الهناجر، وفيلم "سهر الليالي" بالمسرح المكشوف.