جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بـ"العالمى للطفولة".. أحباب الله فى رحاب "النباشين" (فيديو)

جريدة الدستور

عيون زائغة، بشرة سمراء جافة زابلة من أشعة الشمس وقلة الماء، أنامل صغيرة تنبش فى الأرض باحثة عن قوت يومها ورزقها، ملابس مهرولة متخسة من جميع الجوانب، ملامح أتصف بها عدد من الأطفال "النابشين" العاملين فى مهنة جمع القمامة.

يحتفل العالم فى 20 نوفمبر، باليوم العالمى للطفولة، التى أقرته هيئة الأمم المتحدة، فى الوقت الذي يحتفل فيه العامل بالطفولة، هناك بعض من الأطفال لا يعرفون عن الطفولة سوى اسمها، بعيدًا عن ما تحمله من معنى فى طياتها.

أمل ورحمة، تتراوح أعمارهما ما بين السادسة والثامنة، وقفا إلى جوار تل كبير من القمامة، مرتديتان ملابس متسخة، يجلسان على الأرض، إلى جوار أحد الأرصفة في منطقة إمبابة، ليأخذا قسطًا من الراحة بعد أن بدء العمل منذ السابعة صباحًا.

انفصلا أبويهما، عاشا مع والدتهم عامًا كاملًا حتى تزوجت من أحد سائقي التوكتوك بالمنطقة، والذي طلب منها طردهن، لأنه لا يشعر بحريته الكاملة في وجودهن، رفضت الأم ولكن زوج أمهم أخذ يبرحن ضربًا حتى قررا الفرار معًا والعيش على أرصفة شارع القومية.

نعمة، فتاة في العقد الثاني من العمر، ترتدي ملابس نظيفة إلا أن وجهها البائس ظل يدقق النظر في حقائب القمامة الملقاة على جانبي الطريق، بشارع الوحدة في إمبابة، قبل أن تذهب إلى درسها، أمله في جمع أكبر قدر من البلاستيك حتى تبيعه، وتأخذ بعض النقود.

"الشغل قدام المدرسة"، هكذا أوضحت نعمة أن السبب الرئيسي لعملها في هذا المجال، لأن كومة القمامة في الجهة المقابلة لمدرستها، الأمر الذي جعلها تفكر في زيادة مصروفها الذي تحصل عليه من والديها.

أسرة كاملة تعيش على إحدى العربات الكارو، حمدي تزوج من كريمة، منذ 10 سنوات، وأنجب منها 3 فتيات، بعد أن عاشوا عشر أعوام في رغد العيش، حلت عليهم الصاعقة بعد فصله من العمل في أحد مصانع الجبن.

فطرد من شقته الصغيرة بإمبابة لتعذره في دفع الإيجار شهريًا، رفض حمدي أن يلحق بناته بالمدارس، وعمل نباشًا في القمامة، يجمع كل شيء ويبيعه أملًا في جمع قوت أسرته.