جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

عمرو سعد: "مسلسل بركة كله مفاجآت" (حوار)

عمرو سعد خلال حواره
عمرو سعد خلال حواره مع «الدستور» - عدسة: هادي كرم


كشف الفنان عمرو سعد إنه يستعد لتقديم أعمال مختلفة خلال العام المقبل من بينها مسلسله الجديد «بركة» المقرر عرضه فى رمضان ٢٠١٩، ويقدم فيه شخصية «الصعيدى المودرن»، وذلك فى إطار اجتماعى جاد ممزوج بـ«الكوميديا السوداء».
■ بداية.. كيف تنظر لاستبعاد مسلسلك «بركة» من الموسم الرمضانى الماضى وعرضه فى ٢٠١٩؟
- خروج العمل من الخريطة الدرامية فى اللحظات الأخيرة قبل أسابيع فقط من بداية شهر رمضان كان صادما بالنسبة لى، لكننى بمرور الوقت أدركت أنه كان من الأفضل أن يؤجل حتى يكون جاهزًا تمامًا للموسم.
■ هل يؤثر ذلك على جودة المسلسل؟
- بالتأكيد، فمسلسل «بركة» يعد أول عمل درامى لى يُجرى تصويره فى وقت طويل امتد على مدار موسمين كاملين، وهو ما يمنحنى أنا وفريق العمل فرصة قوية لتقديم مسلسل متكامل فنيًا وتقنيًا، ويخلصنا من ضغط الوقت، ويجعلنا غير متسرعين.
وأعتقد أن هذا الأمر يؤثر إيجابًا على جودة العمل نفسه، خاصة على مستوى التصوير والمونتاج، كما أن شركة الإنتاج «سينرجى» اهتمت بكل تفاصيل المسلسل حتى يظهر بشكل يليق باسمها وبأسماء العاملين به، وباختصار: الجميع اشتغل فى هذا المسلسل بـ«روقان» شديد».
■ ما حقيقة توجهك للكوميديا فى هذا العمل؟
- الكوميديا فى هذا العمل تميل إلى «الكوميديا السوداء»، وهى المدرسة التى انتهجها الفنان العظيم نجيب الريحانى، وأسس فيها لشخصية تحمل أبعادًا مختلفة كوميدية ودرامية، لكنها تسلط الضوء على عدد من الجوانب والقضايا المجتمعية وسط هذه المواقف التى تبدو كوميدية.
وهذا الخط سبق لى تقديمه فى شخصية «يونس ولد فضة» منذ ٣ أعوام، كما كان قريبًا أيضًا من تيمة فيلم «مولانا»، الذى قدم معالجات لها لم تخل من الروح الفكاهية.
من وجهة نظرى، كان هذا الدمج هو أحد الأسباب الرئيسية فى نجاح العملين، لأن الناس لا تميل لنوع النصوص الدسمة الثقيلة، لكنها تفضل مناقشة القضايا الجادة ببعض المرح، الذى لا ينجرف إلى الكوميديا المباشرة.
■ ألا تتسبب طبيعة المسلسل الصعيدية فى صعوبة تحقيق هذا المزج بين الدراما والكوميديا؟
- «بركة» لا يمكن تصنيفه ضمن أعمال الدراما الصعيدية، بل باعتباره عملًا واقعيًا، فهو يمثل الشارع المصرى وشرائحه المجتمعية، دون الالتزام بالصعيد فقط، وإن كانت أصول شخصية «بركة» فى المسلسل وجذوره تنتمى للصعيد، إلا أنه أيضًا تربى فى القاهرة، لذا فهو «صعيدى مودرن» ويتعامل وفق هذا المزيج مع والده العمدة الصعيدى الذى يسعى لغرس قيم الصعيد وعاداته فى ابنه، ويجسد هذه الشخصية الفنان رياض الخولى.
■ كيف ترى فرص «بركة» فى المنافسة بالموسم الرمضانى؟
- لا أنشغل كثيرًا بفكرة المنافسات، لكن ما أعرفه هو أن فريق العمل حرص على أن نقدم عملًا جيدًا، ومن جهتى كنت حريصًا على تقديم شخصيتى فى المسلسل كما كتبت واستعددت كثيرًا لتقديمها بكل تفاصيلها. وكل هذا التحضير عرضنى لكثير من الإجهاد الذهنى، لأن الشخصية الفنية من وجهة نظرى مثل الشبح، يجب أن تكون قادرًا على استحضارها، وصرفها أيضًا حين تريد.
■ كيف ترى ظاهرة «الأكثر مشاهدة» و«تصدر التريند» على مواقع التواصل الاجتماعى؟
- أنا مقتنع بعدم وجود آليات حقيقية للقياس فى ظل الأرقام الزائفة، كما أننى أعتقد أن المشاهدات العالية أو نجاح المسلسل وقت عرضه غير دقيق، فالفن مثل العمارة التى تقاس قوة أساسها بمرور الزمن، فمثلًا مسلسلا «رأفت الهجان» و«ليالى الحلمية» ما زالا يحافظان على نجاحهما الكاسح بعد سنوات من عرضهما، كما أنهما وصلا إلى أجيال لم تكن موجودة فى زمن تنفيذهما. لذا أرى أن نسب المشاهدة الحالية سواء كانت حقيقية أو غير ذلك ليست المقياس الحقيقى للنجاح، لأن الزمن هو ميدان الاختبار الحقيقى.
■ ظهرت مؤخرًا بـ«لوك» جديد أحدث جدلًا.. فما السبب فى ذلك؟
- هذا الجدل أسعدنى جدًا، وكان هدفى منه هو تغيير الصورة التى حفظها الجمهور عنى، لأننى للأسف قليل الظهور فى اللقاءات الإعلامية والفعاليات الفنية، لذا فكل انطباع الجمهور عنى مأخوذ من الشخصيات التى أجسدها فى السينما والدراما.
كما أن هناك انطباعات خاطئة عنى لدى الجمهور، وكثيرون يعتقدون أننى مغرور ومتكبر، كما سمعت بنفسى من بعض الأصدقاء، رغم أن هذا غير حقيقى، لكنهم أخذوا هذا الانطباع كونى خجولًا وأميل للعزلة وأشعر بالحرج عندما أتواجد أمام أى منبر إعلامى.
وأردت بهذا «اللوك» أن أعبر عن شخصية عمرو سعد الحقيقية والطبيعية أمام الجمهور، لكننى لم أتوقع أبدًا أن يكون ذلك مثيرًا للجدل، وأن أكون خلال ساعات قليلة «تريند» على مواقع التواصل مثل «تويتر».
■ لاحظنا زيادة اهتمامك مؤخرًا بالتفاعل على «السوشيال ميديا».. لماذا؟
- شئنا أم أبينا، مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت بإيجابياتها وسلبياتها ذات تأثير فى الشارع ونجومية الفنان وعلاقته بالجمهور، لذلك أدركت أن البعد عنها شىء غير مطلوب، كما أن التعامل بإدمان غير صحى، لذا أردت أن أكون متواصلًا ولو بدرجة ما مع جمهور هذه المواقع حتى أتابع ما يحدث فى العالم الافتراضى.
■ ما خطتك الفنية فى الفترة المقبلة؟
- أستعد لمشروعين جديدين فى السينما، أحدهما مع شركة «سينرجى»، والآخر لا يمكننى الكشف عن تفاصيله بعد.
■ هل ستكون أفكار هذه الأعمال مشابهة لأفلامك السابقة؟
- أميل بشكل عام إلى تقديم الأعمال الجيدة والمختلفة، لكننى أرفض فكرة «خارج الصندوق» لأنه بالنسبة لى «لسه فاضى»، وأرغب فعلًا فى تقديم كثير من الشخصيات التى لم أجسدها حتى الآن، مثل «المدرس» و«الصنايعى».
■ ما آخر تطورات خلافك مع المخرج خالد يوسف؟
- الخلاف سببه أننى أرى تعرضى للظلم فى فيلم «كارما» آخر أعمالى السينمائية، لأن تركيز المخرج خالد يوسف منذ بداية تحضير العمل كان منصبًا على أن يكون هو بطله، وهو ما أثر بشكل كبير على الإيرادات.
■ هل هذا ما دفعك للتفكير فى إنتاج أعمالك بنفسك؟
- هذا صحيح، بالإضافة إلى رغبتى فى تنفيذ أفكار تعجبنى ولا يجرؤ كثير من المنتجين على المغامرة بإنتاجها، لذا أفكر فى خوض التجربة من هذه الزاوية رغم أننى لن أبدأ تنفيذها فى هذه المرحلة.