جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

قادة ألمانيا لـ«السيسي»: معكم بكل قوة

جريدة الدستور

واصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، لقاءاته مع عدد من المسئولين الألمان على هامش زيارته إلى العاصمة الألمانية «برلين»، بدعوة من المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، للمشاركة فى قمة الشراكة الألمانية- الإفريقية.
والتقى «السيسى» الرئيس الألمانى، ورئيس البرلمان الألمانى، لبحث تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين القاهرة وبرلين، حيث أشار إلى مواصلة مصر تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، بالتوازى مع جهود مكافحة الإرهاب، واستمرار مواجهة أى محاولات للهجرة غير الشرعية.


مباحثات حول الإرهاب والهجرة غير الشرعية والحلول السياسية لأزمات سوريا واليمن مع الرئيس الألمانى
استهل الرئيس، ثانى أيام زيارته، بزيارة لقصر رئاسة الجمهورية الفيدرالية الألمانية، أمس الإثنين، حيث كان فى استقباله الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير، ووقع فى سجل تشريفات القصر الرئاسى.
وأعرب الرئيس الألمانى، عن ترحيبه بزيارة زعيم مصر لبلاده، مشيرًا إلى حرص بلاده على استمرار تطوير علاقات التعاون البناءة مع مصر، باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الرئيس تقديره للمستوى المتميز الذى وصلت إليه العلاقات بين البلدين، التى أسهمت فى تعزيز التعاون الثنائى على أساس من الشراكة وتحقيق المصالح المتبادلة.
واستعرض الرئيس خلال اللقاء تطورات الأوضاع فى مصر على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار، والخطوات الجارى تنفيذها لدفع التنمية والنجاحات التى تحققت اتصالًا ببرنامج الإصلاح الاقتصادى، مشيرًا إلى حرص مصر على تكثيف التعاون مع ألمانيا خاصة على الصعيد الاقتصادى والتجارى والاستثمارى، بما يسهم فى زيادة الاستثمارات الألمانية فى مصر من خلال استغلال الفرص الاستثمارية الواعدة التى تتيحها المشروعات الكبرى الجارى تنفيذها.
وأكد الرئيس الألمانى حرص بلاده على دفع التعاون مع مصر فى مختلف المجالات، ومساندة الجهود المصرية فى سعيها إلى تحقيق التنمية.
وشهد اللقاء بين الزعيمين التطرق إلى عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية بالتوازى مع جهودها فى دفع عملية التنمية، مشيرًا إلى أن مصر تبذل جهدًا كبيرًا فى هذين المجالين انطلاقًا من مسئولياتها تجاه مواطنيها، وكذلك تجاه استقرار المنطقة والعالم، وموضحًا أثر هاتين الظاهرتين على أمن منطقة المتوسط وأوروبا.
وشهد اللقاء أيضًا استعراض عدد من الملفات الإقليمية، حيث تناول الرئيسان آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، فضلًا عن الأزمة الليبية والسورية، حيث أكد الرئيس حرص مصر على التوصل إلى حلول سياسية لمختلف تلك الأزمات وفقًا لثوابت السياسة المصرية فى الحفاظ على كيان الدولة الوطنية واحترام سيادة الدول على أراضيها وسلامتها الإقليمية.
وقد وجه الرئيس الدعوة للرئيس الألمانى لزيارة مصر، وهو ما رحب به الرئيس الألمانى، مشيرًا إلى ما يكنه من تقدير واحترام لمصر وقيادتها.
وقال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن الرئيس استعرض خلال اللقاء الجهود التى تبذلها الدولة المصرية فى مجال الإصلاح الاقتصادى والسياسى والاجتماعى، وحجم التحديات التى تواجهها مصر لتحقيق التقدم والتنمية الشاملة وتحديث المجتمع.
وأضاف وزير الخارجية، فى تصريحات عقب اللقاء بين الرئيسين، أن الرئيس السيسى استعرض خلال اللقاء ما تحقق من وعى مجتمعى فى مصر من خلال المصارحة وإطلاع المواطنين على حقيقة الأوضاع الاقتصادية التى تمر بها مصر، ما أسفر عن حدوث مؤازرة حقيقية من جانب الشعب المصرى بكل فئاته ليكون هناك انطلاق نحو مستقبل أفضل فى النواحى المعيشية والاقتصادية والصحية والتعليمية.
وتابع شكرى: «أعرب الرئيس الألمانى عن رغبته فى التعرف على التطورات التى تمر بها المنطقة العربية، وكذلك العلاقات العربية العربية وتأثيرها على الاستقرار الإقليمى، ومستجدات الأحداث فى سوريا واليمن وليبيا».
وأشار وزير الخارجية إلى أن الرئيس شتاينماير متابع جيد للأوضاع العربية، ولديه رؤية واسعة ومعرفة بالقضايا العربية، موضحًا أن الرئيس الألمانى ثمَّن دور مصر الإقليمى باعتبارها ركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، كما أشاد بما حققته من استقرار على مدى أربع سنوات، ما يجعل ألمانيا حريصة على استمرار التواصل معها والاعتماد على دورها فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة، وأيضًا فى مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وأضاف شكرى أن الرئيس الألمانى أعرب عن اهتمامه بجهود مصر فى تحقيق المصالحة الفلسطينية، وتوحيد الجيش الليبى فى إطار سعيها لإيجاد حل للأزمة الليبية.
وقال وزير الخارجية، ردًا على سؤال بشأن مشاركة مصر فى قمة الشراكة الألمانية الإفريقية، إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مهتمة إلى حد كبير بالشراكة الإفريقية باعتبارها محفلًا لتشجيع الشركات الألمانية، وأيضًا تحض الشركات التابعة فى دول مجموعة العشرين ذات الاقتصادات الكبرى فى العالم على التوجه للاستثمار فى إفريقيا، وتطوير مشروعات البنية التحتية فيها وإقامة المشروعات التنموية فيها، ما يتيح فرص العمل لأبنائها، ويحقق الاستقرار ويمنع النزاعات، ويحد من الهجرة غير الشرعية، التى يكون دافعها الأساسى التوجه إلى الدول الأوروبية من أجل البحث عن فرص اقتصادية وعمل أفضل.
وأضاف شكرى أن جولات الحوار القائمة بين مصر وإفريقيا تشير إلى ضرورة أن تبذل ألمانيا وشركاؤها الأوروبيون مزيدًا من الدعم لمصر، نظرًا لدورها المحورى فى تحقيق الاستقرار ومواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية دون مقابل، لكن على أساس المبادئ.


شويبله: ندعم جهود تصويب الخطاب الدينى.. ونساند التنمية الشاملة وترسيخ الديمقراطية بمصر

أجرى الرئيس السيسى زيارة إلى المقر التاريخى للبرلمان الألمانى، حيث كان فى استقباله فولفجانج شويبله، رئيس البرلمان الألمانى.
وخلال اللقاء، رحب شويبله، بزيارة الرئيس إلى ألمانيا، مشيدًا بالعلاقات المتميزة التى تربط الشعبين المصرى والألمانى، كما أوضح حرص بلاده على دعم مصر فى جهودها لتحقيق التنمية الشاملة وترسيخ الديمقراطية، منوهًا باستعداد ألمانيا وحرصها على تعزيز الشراكة بين البلدين فى مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد البرلمانى.
وبدوره أكد الرئيس السيسى تميز العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة، مشيرًا إلى الاهتمام الذى توليه مصر بتفعيل التعاون بين برلمانى البلدين، من خلال تعزيز دور جمعيتى الصداقة البرلمانية فى البوندستاج، وفى مجلس النواب، بما يسهم فى تعزيز التواصل بين الشعبين وتطوير العلاقات الثنائية.
وأشار الرئيس إلى الزيارات المتبادلة على مختلف المستويات فى البلدين، والتى كان آخرها زيارة الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، البرلمان الألمانى، فى شهر يونيو الماضى، التى سهمت فى تعزيز العلاقات بين الجانبين.
وخلال اللقاء استعرض الجانبان آخر التطورات على صعيد استعادة الاستقرار وتحقيق التنمية الشاملة فى مصر، فضلًا عن تطور الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، والرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وأوضح الرئيس الجهود التى تبذلها مصر على مختلف الأصعدة للتعامل مع هاتين الظاهرتين، بما يسهم فى إعادة الاستقرار للمنطقة وجميع دول العالم، كما أعرب الرئيس عن تقديره لمواقف «شويبله» الداعمة للتعايش بين الأديان، لا سيما مبادرته للحوار بين الأديان التى أطلقها فى عام ٢٠٠٦.
وبدوره أعرب رئيس البرلمان الألمانى عن دعمه لجهود الرئيس فى هذا الصدد ومبادرته فى مطلع عام ٢٠١٥، لتصحيح المفاهيم الدينية، مؤكدًا أهمية وقوف المجتمع الدولى صفًا واحدًا للقضاء على الفكر المتطرف وكذا الإرهاب.
واستقبل الرئيس بمقر إقامته عددًا من رؤساء الشركات الألمانية التى لديها استثمارات فى مصر، أو ترغب فى الدخول إلى السوق المصرية فى مختلف القطاعات، من بينها الكهرباء والطاقة والإلكترونيات والأجهزة المنزلية والسيارات وتكنولوجيا المعلومات والبناء والإنشاءات، بحضور وزير الاقتصاد والطاقة الألمانى بيتر التماير، ووزير التعاون الاقتصادى والإنمائى الألمانى جيرد مولر، إضافة إلى رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية.
وشهد اللقاء تبادلًا للرؤى بين الرئيس السيسى ورؤساء الشركات الألمانية، حول نقل وتوطين التكنولوجيا الألمانية المتقدمة إلى مصر، وتوسيع دائرة التعاون المشترك، وتعريف الشركات الألمانية بالفرص الاستثمارية غير المحدودة بمختلف القطاعات فى مصر.
وأوضح وزير الخارجية أن الرئيس السيسى شرح لرجال الأعمال وممثلى الشركات الألمانية، ما تم تحقيقه من إصلاحات فى مصر على أرض الواقع، خاصة ما يتعلق بالبنية التحتية اللازمة لإقامة المشروعات أو التشريعات التى تتيح مناخًا جاذبًا للاستثمار، وكذلك متابعة الرئيس المباشرة لتنفيذ المشروعات وتوجيهاته للوزراء بتسهيل إجراءات الاستثمار، وتوفير الدعم المناسب للشركات بما فى ذلك من تقديم ضمانات للاستثمار بما يحقق المصلحة المشتركة للطرفين.

بحث تطوير التعاون العسكرى مع كبرى شركات أنظمة الأمن والدفاع
استقبل الرئيس، مساء أمس الأول الأحد، عددًا من رؤساء الشركات العضوة فى الاتحاد الفيدرالى الألمانى للصناعات الأمنية والدفاعية.
وأشاد الرئيس بتطور التعاون بين مصر والشركات الألمانية فى المجال العسكرى والأمنى، والذى أسهم فى دعم القدرات القتالية والفنية للقوات المسلحة المصرية، وتطويرها وفقًا لأحدث النظم القتالية العالمية، خاصة بعد أن تسلمت القوات المسلحة المصرية ثانى غواصة حديثة فى أغسطس من العام الماضى، ضمن صفقة تضم ٤ غواصات، تمثل إضافة جديدة للقوات البحرية المصرية، وتسهم فى تعزيز قدرات القوات المسلحة فى تأمين السواحل المصرية.
وأشار الرئيس السيسى إلى حرص مصر على تطوير التعاون مع الشركات الألمانية فى هذا المجال بما يسهم فى تعزيز القدرات المصرية على حماية الأمن القومى المصرى.
وأعرب رؤساء الشركات الألمانية عن سعادتهم بلقاء الرئيس السيسى، مثمنين التعاون القائم بين مصر وألمانيا، وحرصهم على دفع هذا التعاون وتطويره على مختلف المستويات خلال الفترة المقبلة.
كما استقبل الرئيس بمقر إقامته بالعاصمة الألمانية برلين، رئيس مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية، السفير ولفجانج ايشنجر.
وشدد الرئيس السيسى، خلال اللقاء، على أهمية عملية بناء الوعى لدى شعوب المنطقة لإدراك واقعها الفعلى، ومن ثم الشروع فى الإصلاح وصياغة الحلول بناءً على تشخيص سليم على نحو ينهى معاناة تلك الشعوب، ويطلق مرحلة حقيقية من التنمية فى المنطقة.
من جهته، وجه رئيس مؤتمر ميونخ، الدعوة للرئيس السيسى للمشاركة فى أعمال الدورة المقبلة للمؤتمر، المقرر انعقاده عام ٢٠١٩، التى تأتى مواكبة لتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى خلال ٢٠١٩، لتعزيز التنسيق والتشاور مع مصر إزاء القضايا الإقليمية المختلفة.
يذكر أن مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية، هو أحد أهم المحافل العالمية السياسية وملتقى العديد من القادة والشخصيات الدولية من مختلف العالم، فى المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية، لتبادل وجهات النظر والآراء، وبحث سبل تسوية النزاعات سلميًا من خلال الحوار المعمق بين الخبراء المتخصصين فى تلك المجالات.
وأعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس تلقى الدعوة للاستماع إلى رؤيته وللاستفادة من تجربة مصر فى مواجهة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، باعتبار أن مصر صاحبة تجربة ناجحة فى هذين المجالين إلى جانب الاستماع لرؤية مصر حول أزمات المنطقة وتجربتها الناجحة أيضًا فيما حققته من مؤشرات اقتصادية إيجابية.
وأشارت إلى أن مؤتمر ميونخ يعد بمثابة منصة مهمة على مستوى العالم، حيث يشهد عصفًا ذهنيًا، ويُدعى إليه الرؤساء والزعماء وكبار المسئولين الاستراتيجيين على مستوى العالم، حيث يتم من خلاله بلورة أفكار تقدم لرؤساء الدول والحكومات للاستفادة بها فى إطار تبادل وجهات النظر والأفكار، بشأن الأوضاع فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية.