جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

جثة متخمة بالألم

جريدة الدستور

لم أخرج من الأنا بعد
صوتى غير مكتمل
ثمة ألم ينبض
قلب متسارع النبضات
وجسد يهوى فى أسفل الحلم
يتنازعون فيما بينهم على صورته
صورته التى أمقتها كثيرًا
أيها الموت
بأى هيئة تزور قريتنا كل ليلة
محارب قديم عليه ندر ما أم ظل شجرة عجوز
أرهقها ثقل الحياة
أكرهك حد ثمالة السكارى
حد الرثاء الذى يغطى أوجه الأرامل
حد الدمع الذى ينهمر كالسيل
تدور فى الأنحاء
تتعثر بروح روحين ثلاثة
لا تمضى فارغ الأيدى
بل
ممتلئًا حد الشبع
كل الأفواه فارغة إلا فمك مكتظ
أنت عربيد حقًا
دسم الدم يفزع الأطفال والعواجز
وتطوى الشباب تحت جناحيك القويتين جدًا
أنت أيضًا حذاء ملقى على قارعة الطريق
لا يلتفت إليه المارة
وردة يملؤها الشوك تدمى من يقع يده عليها
مدينة مهجورة يلفها الصمت والذكريات البعيدة
أود لو تزل قدمك فتنكسر رقبتك
أو تسير بعين مفقوءة والأخرى متدلية فى مكانها
غير مثبتة بشىء
أريدك فقط أن تذوق مرارة الفقد
الفتات الذى نقتات منه الوجع
نلتهمه حتى نفرغ ما فى بطوننا
أشخاص بوجوه ممسوحة
لن أستطيع مراقبتك كثيرًا
انحنت أحلامى وسقطت
ظهرى تقوّس وتجعد وجهى
صرت جثة متخمة بالألم
سأنكل بك قليلًا
أنزع الأصفاد التى تحيط عنقى وأكبلك بها
أقذفك من أعلى دور لبناية فارعة الطول
نكاية فى أبنائك الذين يتكاثرون بيننا
كالجراد.